منتديات مسك الغلا | al2la.com

منتديات مسك الغلا | al2la.com (/vb/)
-   مواضيع إسلاميه - فقه - أقوال ( نفحات ايمانيه ) •• (https://www.al2la.com/vb/f6.html)
-   -   القصص النبوية من أعاجيب بني إسرائيل (https://www.al2la.com/vb/t124287.html)

almohajer 11-04-22 05:00 AM

القصص النبوية من أعاجيب بني إسرائيل
 




بسم الله الرحمن الرحيم








عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال : ( حدّثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ، كانت فيهم الأعاجيب ) . ثم أنشأ يحدث قال : ( خرجت طائفة من بني إسرائيل حتى أتوا مقبرة لهم من مقابرهم ، فقالوا : لو صلّينا ركعتين ودعونا الله عز وجل أن يخرج لنا رجلاً ممن قد مات نسأله عن الموت ، ففعلوا ، فبينما هم كذلك إذ أطلع رجل رأسه من قبر من تلك المقابر ، خِلاسيٌّ ، بين عينيه أثر السجود ، فقال : ياهؤلاء ، ما أردتم إليّ ؟ ، فقد متُّ منذ مائة سنة ، فما سكنت عني حرارة الموت حتى كان الآن ، فادعوا الله عز وجل لي يعيدني كما كنت ) رواه الإمام أحمد في كتاب الزهد ، والطحاوي في مشكل الآثار ، وهو صحيح .



غريب الحديث

خِلاسيٌّ : أسمر اللون ، ويقال كذلك للولد : ( خلاسي ) ، إذا كان من أبوين مختلفي اللون .


تفاصيل القصة

من المناظر المألوفة في المقابر ، منظر الجنائز وهي تُحمل على الأكتاف يشيّعها أصحابها ، لتستقرّ في اللحود ، ويُوارى عليها التراب ، في لحظاتٍ يخيّم فيها الحزن أرجاء المكان ، ثم سرعان ما ينفضّ الجمع ، تاركين وراءهم أمواتاً استبدلوا بظاهر الأرض بطناً ، وبالنور ظلاماً ، وبالأنس وحشة ، وبفاخر الثياب أكفاناً ، وبسعة الأرض ضيق اللحد .

ذلك المشهد الذي أقضّ مضاجع الصالحين وأسال الدمع من عيونهم على مرّ الأيّام والسنين ، لوقوفه على حقيقةٍ قاسيةٍ لا محيد عنها ، وقضيّة يقينيّة لا مفرّ منها ، قضيّة الانتقال من عالم الدنيا إلى عالم الآخرة ، الذي يبدأ بالبرزخ ، وينتهي بالجنّة أو النار .

هذه القضيّة هي محور القصّة التي ذكرها النبي – صلى الله عليه وسلم – عن طائفة من بني إسرائيل ، عندما خرجوا ذات يومٍ إلى إحدى المقابر للعظة والعبرة ، فكان وقوفهم بين يدي الأجداث آسراً لقلوبهم ، وآخذاً بمجامع أفئدتهم ، حتى قال قائلهم : " لو صلينا ركعتين ، ودعونا الله عز وجل أن يخرج لنا رجلا ممن قد مات نسأله عن الموت " .

وليس سؤالهم إذ ذاك نابعاً من الشكٍّ بقدرة الله سبحانه وتعالى أو الارتياب في تلك الحقائق الغيبيّة ، ولكنّه الشوق الروحي إلى كشف الستار عن ذلك العالم العجيب والتطلّع إلى أسراره ، فيزداد اليقين ، ويقوى الإيمان ، وتثمر معاينتهم لتلك المشاهد إقبالاً على الله ، وتركاً للمعاصي ، وتعجيلاً للتوبة ، ووعْظاً للقلب .

وبمجرّد فراغهم من الصلاة والدعاء ، إذا بالأرض تنشقّ ويطلّ منها رأس رجل ، وصفه النبي – صلى الله عليه وسلّم – بأنه أسمر اللون ، وفي جبهته أثرٌ من كثرة السجود ، فإذا به يخبرهم من أمره عجباً ، فقد كتب الله عليه الموت قبل مائة عام ، ومنذ ذلك الحين وهو يقاسي حرارة الموت وآثاره ، ولم تنتهِ معاناته إلا قبيل خروجه ، ثم طلب منهم أن يدعوا الله سبحانه وتعالى أن يعيده إلى عالم البرزخ كما كان .


وقفات مع سياق القصّة

أولى تلك الوقفات مع قول النبي – صلى الله عليه وسلم - : ( حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ، كانت فيهم الأعاجيب ) فهو إخبار عن جواز التحديث بما كان من أخبار بني إسرائيل ، وسرد الوقائع العجيبة التي جرت فيهم ، وهذا يتضمّن ما صحّ في الكتاب والسنّة أو ما جاء في كتبهم مما لا يُخالف مأثوراً أو لا يُناقض حكماً شرعيّاً .

ثم وقفة أخرى مع قيام أولئك الصالحين بالصلاة قبل الدعاء ليكون أرجى في الإجابة ، والصلاة - كما هو معلوم - من أعظم العبادات التي يُتوسّل بها ، ونظير ذلك مشروعية صلاة الاستخارة وما جاء فيها من الدعاء.

ووقفة ثالثة في إجابة الله لدعائهم وإحياء الموتى لهم ، ولم تكن تلك المرّة الأولى التي تحدث فيها مثل هذه الآية ، فبين يدينا الكثير من النصوص في القرآن والسنة التي تحدّثنا عن معاينة بني إسرائيل لإحياء الموتى ، كما ورد في سورة البقرة عن القتيل الذي أحياه الله ليخبر عن قاتله ، وكحال الرجل الذي مات مائة عام ثم بعثه الله ليريه كيف تعود الحياة مجدّداً ، وسرد القرآن لقصّة إبراهيم عليه السلام في إحياء الطير ، وقصّة الذين خرجوا من ديارهم فقضى الله عليهم الموت ثم بعثهم ، عدا عن كونها أحد أهم معجزات عيسى عليه السلام التي جرت على يديه.

ووقفة رابعة في معاناة هذا الميّت الذي يدلّ وصفه على صلاحه ، ليدلّنا ذلك على عظم البلاء عند مفارقة الحياة ، فالموت وشدّته ، والقبر وضغطته ، والسؤال وشدّته ، مصيرٌ محتوم كتبه الله على كل فردٍ من بني آدم ، مهما بلغ من التقى والصلاح أعلى المراتب ، وأن للقبر ضغطة لو نجا منها أحد لنجا منها سعد بن معاذ رضي الله عنه الذي اهتزّ لموته عرش الرحمن .

وأعظم الدروس التي نستلهمها من هذه القصّة ، ضرورة أن نعدّ العدّة ونشمّر عن ساعد الجدّ للنجاة من أهوال الآخرة ، وإعتاق نفوسنا من عذاب الله ، والسعيد حقّاً من عمل لما بعد الموت .















منقول



رعد السماء 12-23-22 09:20 PM

اللهم ارزقنا حسن الخاتمة

almohajer 12-24-22 03:24 AM

اللهم امين
يعطيك العافية

عطاء دائم 12-24-22 08:25 AM

جزاك الله خيرا ونفع بك اخي
وجعل ما تقدمه في ميزان حسناتك

أوتار الأمل 12-24-22 07:13 PM


almohajer 12-25-22 04:47 AM

الاخوات الكريمات
الله يجزاكن الجنة
كل الشكر و التقدير


الساعة الآن 11:33 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا