منتديات مسك الغلا | al2la.com

منتديات مسك الغلا | al2la.com (/vb/)
-   قصص وروايات لا تحكمها أرض أو حدود ( رواياتُنا ) (https://www.al2la.com/vb/f90.html)
-   -   علاقة افتراضية / مشاركتي (https://www.al2la.com/vb/t125009.html)

الْياسَمِينْ 12-15-22 01:00 PM

علاقة افتراضية / مشاركتي
 
اليوم الأول من شهر مايو، انتفضت ليلى مذعورة وصرخت بصوت مجروح تنادي حبيبها . يطارد وجع الذكريات الأليمة قلبها ويهاجمها ، علمت أن شقاء عمرها وحلمها الجميل بكل تفاصيله وذكرياته صار تحت الركام ، وظلالٌ مرتبكةٌ تروح وتجيء على حائطٍ أبيض تملؤه الشقوق ، ونافذةٌ شتائيةٌ لم تفتحها منذ انقطاعه عنها ، وقطٌ ضخمٌ بفراءٍ كثيفٍ ناعم يستقر عند قدميها ،لا زالت لا تعلم ما حلّ به رحل قبل أن يفي بوعوده القديمة ، يخنقها السر ، يموج بداخلها ويتمدّد ويصعد إلى حلقها، فيصنع غصّةً ويأبى الخروج ثم يصعد إلى عينيّها فيدفع بالمزيد من الدموع ..
آخرُ رسالةٍ خَطّها لها :
[ ابتسامتك تجلو عتمة عمري وأنا رهن اغترابي
( أحبك ليلى ) ]
.
تلك كانت شعلة الأمل التي تعتصم بها كلما أنهكها الشوق وأضناها الفراق.
مضى على تلك الرسالة فترة طويلة ، وما من إشعارٍ ٍ على شاشة الحاسوب ،
بدأ القلق ينهش تفكيرها وتتقاذفها الهواجس وتلقي بها إلى مجاهل الشؤم وسُود المآلات.
كانت أمها تسألها:
هل جهزتِ طعام العشاء يا ابنتي ؟
أومأت برأسها قائلة : جاهز ، هيا لأضعه على المائدة، ضمت المائدة أطباقًا من الحساء مع طبق الفاصوليا الحمراء وأنواعا من الخبز ، وفيما كانت أمها منهمكة في تناول الطعام، كانت ليلى تشعر بضجر شديد ، تحاول أن تتماسك وأن تتظاهر بالهدوء ، لكنها تعجز عن ابتلاع شعورها المؤلم ، استأذنت أمها وبدأت تسحب قدميها ، تدخل غرفتها ، جدران الغرفة تضيق و تضاعف القلق ، ليل رتيب و ممل ، فشلت كل محاولاتها للهروب من هذا الاختناق ، النغمات الحالمة لفيروز التي طالما سافرت بها بعيدا عن الواقع فشلت ، حاولت قراءة شيئًا ما دون جدوى .
قالت لنفسها:
ما العمل؟ لماذا لا أجرب الانضمام إلى منتديات الدردشة الاجتماعية مرة أخرى بعد غياب على **** النت؟ لطالما سمعت أنها تطورت ، ولم لا ؟ في جميع الحالات لابد من خوض التجربة و لو على سبيل الاكتشاف ، فلأجرب إذن ! لن أخسر شيئا.
- مساء الخير سيدتي .
- أهلا ! ما اسمك ؟
- أحمد .. وأنتِ؟
- ليلى
- آه! ليلى! اسم جميل وحلم كَليلةٍ يكتمل فيها البدر وتعشق النجوم ضياءها وبهاءها و يخرج كل عاشق للبحث عن ليلاه .
- أنت شاعر؟
- لو كُنت كذلك لقلتُ شعرا في ليلى هذه الليلة.
- شكرا و لكني أعفيك من هذا الأمر ،أين تسكن؟
- بلدة صغيرة ومفقودة على الخريطة تدعى(ب.ن)
-وأنت؟
- أنا لا منتمية، لا وطن لي.
- أنت إذن بلورة فريدة تسبح في الفضاء ، سعيد أنا بالتقاط هذه البلورة هذا المساء.
- تدغدغ عواطفي؟
- لو كان في العمر بقية لفعلت.
- لحسن الحظ أن الأمر ليس كذلك و إلا سيكون غزلَك مجرد كلام عابر. ، قلَت أنك تقطن (ب.ن)؟
- هو كذلك.
- منذ مدة قرأت رواية لكاتب هو ابن بلدتك لا أذكر اسمه للأسف.
- إذن أنت قارئة تهتم بالأدب ؟
- مرات فقط ، و ما عملك؟
- أنا ؟ أنا حفيد أبي زيد الهلالي أطارد حروف الأبجدية و أجعل الكلم ينصاع لإمرتي.
- رويدك ! كلامك له نفحة الأدباء، والكلمات تخون و تدل على صاحبها.
- يا صغيرتي ما كل مخربش كاتب.
- لست بصغيرتك، و ليست بيننا حميمية تخول لك ذلك.
- عفوك إذن ! الليل يا ليلى يخرجني عن طوعي ، هلا ذكرتِني باسم الكاتب ابن بلدتي؟
- لا أذكر بالضبط اسمه كما قلت ، و لكن عنوان روايته التي قرأت هو (...)
- نعم ! و له أيضا (...) ، (...) ، (....).
- مدهش ! أراك تحفظ عن ظهر قلب كل مؤلفاته ، ألستَ أنت هو؟ هو الآخر يفتخر بجذوره الهلالية مثلك تماما.
-أتشاكسيني يا ليلاي؟
- المشاكسة لعبة أتقنها و أستلذ بها.
- أتدرين؟ صغيرتي كانت مشاكسة رائعة وعدوة لذيذة على الورق، مثلك تماما يا صغيرتي !
- لا أفهمك ... لماذا تصر على مخاطبتي هكذا أيها الهلالي؟
- لأنك ليلى الصغيرة التي افتقدتها ، أقرّي بأنك صغيرتي ، ساعتها سيفر قلبي من السعادة ، أتريَن صغيرتي؟ أكملت الحلقة المفقودة لا أحد سوانا (هي وأنا – أنت وأنا) "جملة السر" التي تواعدنا عليها في يوم من الأيام ، و أخيرا عثرت عليك بعد سنوات من الغياب ...
- أنت تهذي!
- أرجوك! مناورتك لن تخدعني أبدا يا ليلى!
- و قناعك لا يخفي عني ملامحك أيها الهلالي، ولا حتى وراء جهاز الكومبيوتر ...
- تشلحيني و تنكريني!
- لأنك لست بممثل بارع.
- و سابقا قلت بأنني لست بعاشق بارع ورحلتِ ، أضعتُ عشق صغيرتي ، وأضحيتُ أعيش غربة فضيعة.
- تعترف بأخطائك؟
- اعترف ! أعتذر ! ما السبيل لأنال غفرانك؟
-أنا لا أمنح صكوك الغفران.
- حسنًا ! اِمنحيني مساحة للحوار من جديد.
- التقينا، بعدما فات الأوان ، لا أظنك تغيرت كثيرا ، أضحيت ماضيا قُبر ، عابر في كلام عابر.
- كلامك سكيني سافر في أوردتي...
- و هروبك كان أفظع بكثير من أي خيانة عشق عبر الزمن .
- لكني أحببتك ... !
- أحببتَني! لا أُؤمن بحب لا يحمل نزق الثوار ، كنتَ جبانًا .
- و بعد يا صغيرتي ؟!
- لا شيء، واصل طريقك !
- وأتركك ؟
- لا ! أنا تركتك لكتاباتك التي جردتك من إنسانيتك.
- أرجوك ! اِعطني عنوانك الإلكتروني.
- لماذا ؟ لنتعارف من جديد و نقيم علاقة حب لاسلكية كالمراهقين ؟
- لنبق على اتصال ، قد نجد يوما ما رقعة للحوار.
- تهزأ مني أم تخدع نفسك؟ سابقا تعارفنا على صفحاتِ الورق ، للأسف لم تكن لتتحمل مسؤولية كلامك ، و الآن تريد أن تُحيي مرة ثانية ! نفس العلاقة لكن بطريقة أكثر حداثة تواكب عصر الإنترنت . تريد أن تجعل العلاقة إلكترونية ، حب فيسبوكي !، اسمع ! أنا أرفض غزلًا عبر جهاز الحاسوب ، بارد و جامد كالجليد.
- انتظري أرجوك ! سيكون بالإمكان ...
- لا، انتظر أنت ! أخذت ربيع العمر و لم تعبأ ، عاشق جبان ، تريد أن تعشق من خلف جهاز حاسوبك دون وجود مجسد لشخصك ، عاشق شبح .
- تقسين عليّ !
- بل قسوتَ على نفسك وجرّدت نفسك من آدميتك ، والآن سأنسحب .
- مهلا ! انتظري ، لم نكمل حديثنا.
- غير مهم ، في نهاية الأمر نحن في عالم افتراضي يختفي من على شاشة الجهاز
بمجرد ضغط على زر و كأن الأمر كان مجرد حلم أو وهم ،الحبّ هو أن ترى قدرك في عين مُحبّك، وأنت لا أحمل لك أي احترام أو تقدير ..
- مهلا! انتظري أرجوك!
- طابت ليلتك !
(كليك - !click)
شهقت ليلى شهقة وتضاربت المشاعر في قلبها ما بين حزن وخذلان، عند ذلك انهمرت دموعها في خضم تلك الحيرة ، تغلّبت على مشاعرها وأيقنت :
بأنها كانت علاقة افتراضية وفشلت ككل العلاقات في الإنترنت ومن الغباء أن تكررها .

A.M.A.H 12-15-22 01:19 PM

لا أُؤمن بحب لا يحمل نزق الثوار

فعلا لا يوجد حب بدون تضحيات، هيا كالحرب لا توجد بدون تضحيات
أم لعلها كالدنيا ليس لها وجود بدون معانات

الحب ليس كل شي
فمن لا يجرح في الحرب لا يستحق أن يحمل سيفا


يعطيك العافيه قصه فريده وممتعه

ŢαŢμαŊα 12-15-22 08:08 PM

رابع حكايات المنافسة // (علاقة افتراضية)
قصة واقعية رائعة بتحمل أنذار ورسالة هامة لعشاق أوهام الحب الأفتراضي وبتعالج دمارو
بقلم قاصتنا المبدعة (اليـــاسميـــن) يعطيك الف عافيه ويسلم فكرك وقلمك الراقي:MonTaseR_7:
آبدعتي أنتي وقصتك المؤثرة والمبهرة .. وتمييزتي بروعة السرد والصياغة .. براعة في أدارة الحوار بين البطلين
وبيان حقيقة بأنو لا أمان للحب (لا سيما الأفتراضي) ... وبتمنالك كل التوفيق في المسابقه :cV803301:

بتستاهلي عــن جـــداره // تثبيت القصة +
تقييم الفايف ستارز + ختم أبداع حتى النخاع (طوال فتره المنافسه)

طاغي النظرة 12-15-22 08:09 PM

!


ولماذا لانعشق الحرف

حتى ولو هو عالم افتراضي احيان يكون للحرف شجن وشوق
كمثل لهفتنا للكتب والقراءه

نحن نملك عاطفه تتاثر وتؤثر

نتابع احيان فلم او مسلسل ونعلم انه تمثيل
لكننا نتأثر بموت بطل مسلسل او خيانه حبيب فالمشاعر لانملكها وقت المواقف

فبشار بن برد الشاعر الاعمى عشق من الصوت وانشد

ياناس اذني لبعض الحي عاشقةً / والاذن تعشق قبل العين احيانا
بس حبيت هالقصه

فنحن احيان نعشق من الكتابه
مبدعه اديبتنا

الفيفي2017 12-15-22 09:43 PM

قصة جميلة كجمال زهر الياسمين
كما عهدناك اناملك لاتكتب الا ابداعا
تستاهلي التقيييم
وفالك الفوز ان شاء الله

الْياسَمِينْ 12-16-22 07:38 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة a.m.a.h (المشاركة 3311722)
لا أُؤمن بحب لا يحمل نزق الثوار

فعلا لا يوجد حب بدون تضحيات، هيا كالحرب لا توجد بدون تضحيات
أم لعلها كالدنيا ليس لها وجود بدون معانات

الحب ليس كل شي
فمن لا يجرح في الحرب لا يستحق أن يحمل سيفا


يعطيك العافيه قصه فريده وممتعه

أسعدني أن تُشرِقَ شمسُ حروفِكَ هنا
لتمنحني وِسامَ العبور
دُمتَ والعطاء .. ومنّي :81:


الساعة الآن 10:53 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا