01-08-23, 09:16 AM | #13 | |||||||||||||||||||||||||||||||||
|
وهذا القول أو بالأصح الحكم ليس من عندي وما هو إلا اختصار لموقف عميد الأدب المعاصر الدكتور " طه حسين" الذي لم يكن يدرّس لطلابه في جامعة القاهرة سوى عدد من كتب الجاحظ وعدد قليل من كتب أخرى لمؤلفين من عصر الحضارة العربية وفي مقدمتها كتاب "الكامل للمبرد " هكذا قرأنا واستمعنا إلى أحاديث متواترة من طلاب العميد الذين صاروا فيما بعد أساتذة كبار ملء السمع والبصر. قراءة الجاحظ لا تعني تقليده أو استعارة تعابيره وإنما الاستئناس بمتانة لغته، ونصاعة أسلوبه فـ" طه حسين" الذي امتلك عليه الجاحظ كل إعجابه كاتب معاصر، يختلف أسلوبه كل الاختلاف عن الجاحظ وطريقته في التعبير. وهناك مبدع عربي كبير آخر هو "توفيق الحكيم" فقد حدثنا في واحد من أهم كتبه هو ( فن الأدب) عن ضعف الأسلوب وركاكة التعبير فيما كان يكتبه قبل أن يقرأ الجاحظ ، إذ كانت قراءاته قاصرة على متابعة نتاجات عصره ومتابعة نماذج من الكتابات في مجال المسرح، وبعد أن أمضى سنوات في باريس عاد إلى وطنه محاولاً الكتابة في الإبداع، وفي قضايا الناس ألا أنه اكتشف أن أسلوبه على درجة من الضعف، فعكف لسنوات يقرأ الجاحظ لتقوي لغته وليستقيم بذلك أسلوبه، وقد تحقق له ما أراد بفضل الاعتكاف الذي كان لابد أن يتم قبل أن يبدأ مشواره الطويل والمتنوع، ولو لم يفعل ذلك لما تمكن من أن يأخذ موقفه البارز في عالم الأدب وعالم الفن والفكر على السواء ، وهكذا فإن على كل مبدع أن يقف طويلاً خلال مساره التكويني عند عدد من كبار الكتاب العرب القدامى وفي طليعتهم الجاحظ. ومن النافل القول بأن المبدع الكبير لا يأتي من الفراغ، ولا يكفي أن يتابع نتاجات عصره إذ عليه ليكون كذلك مبدعاً وكبيراً أن يحظى بشرف الاحتكاك بأهم الكتابات التي يتميز بها الموروث العربي القديم ومنها كتابات الجاحظ خاصة بوصفه إمام الكتابة الفكرية والأدبية، وصاحب الأسلوب الذي يجمع بين الجد والطرافة، بين العمق الفلسفي والفكري، بين أحاديث البنلاء ونوادر المعلمين والمغفلين وغيرها من الموضوعات التي استحوذت عليه وجعلته واحداً من أبرز الموسوعيين العرب الذين شكلوا كيان الثقافة العربية وكان لهم الفضل الأكبر في حضورها وأصالتها ودوام مسيرتها، بل هو وجهة نظر كثير من الباحثين المعاصرين واحد من أهم الكتاب في العالم بما تركه من الكتابات المفتوحة على التعدد المدهش والتي تعكس واقع عصره وما كان العرب قد حققوه في حياتهم الجديدة من تطور حضاري ومعرفي. وسيكون من الظلم الذي مابعده ظلم قصر اللوم في عدم الاهتمام بالموروث على المبدعين الشبان دون غيرهم من الكتّاب والدارسين من دخلوا عالم الكهولة، وهم أبعد ما يكونون على التواصل مع هذا الموروث الذي يشكل اللبنة الأساسية والجوهرية في جهد كل منشغل باللغة و الكتابة، ولعل أخطر ما يهدد الأمم في حاضرها ومستقبلها مَيْل الطلائع المبدعة من أبنائها إلى الأخذ بمقولات القطيعة مع الماضي بكل ما ينطوي عليه من تراكمات إيجابية لا يمكن القفز عليها أو تجاهل الاستعانة بما كانت قد وصلت إليه الكتابة من تنوع وتجارب كلفت الكثير ، وعانى أصحابها الكثير. إن البحث عن التغيير والمطالبة بالجديد والأجد في الإبداع، وفي شئون الحياة الأخرى أمر مطلوب، لكن ذلك لا يعنيالاستغناء عن الجهود المتحققة والإنجازات التي حققت خطوة أو خطوات في مسار التقدم الإنساني ولا يمكن تحت أي ظرف من الظروف النظر إليها بوصفها إنجازاً قديما بالياً، ومن ذلك الإنجازات اللغوية والفكرية لكاتب ومفكر جليل اسمه " أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ"صاحب ( البيان والتبيين) و (المحاسن والأضداد) و ( الحيوان) وغيرها من الكتب والرسائل المكتوبة بلغة هي الأقرب إلى عصرنا وإلى طرائقنا في التعبير. أخي العزيز طاغي النظرة سنكتب، ونكتب،،، طالما زينت باقات زهرك هذا الأثر وما الضير في عدم تناولنا للأصمعي ؟! سأتناولهم تباعا ما عليك إلا الانتظار بما أنك تعشق تلك الحقبة كعشقي لهم غمرتني بهذا التعليق ربيعي المذاق معطر ببهجتي بحضورك صباحك ياسَمين | |||||||||||||||||||||||||||||||||
|
01-08-23, 09:26 AM | #14 | |||||||||||
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الياسمين .. أختيار راقي وأسلوب مبدع أستمتعت كثيرا فشكرا لك على هذا الأمتاع سعيد بمروري جدا بو محمد | |||||||||||
|
01-08-23, 09:48 AM | #15 | |||||||||||||||||||||||||||||||||
|
مبدعنا القدير " هيبة ملوك" و لرؤيتك التي أسعدت الحرف و ابتهج لها أستاذي كل التقدير و المودة لروحك الراقية أحببتُ أن أشكرك على تذييل ردك بكنيتك ( بومحمد) والله كنت اعتقد الاسم لإحدى العضوات وليس للأعضاء وأتمنى من البقية الحذو بحذوك حتى لا نتحرج من مناداتهم بالخطأ | |||||||||||||||||||||||||||||||||
|
01-08-23, 06:33 PM | #16 | |||||||||||||
وما زلتُ عابرًا
| الجاحظ من فطاحل الأدباء وكتابه "بيان التبيين هو من الكتب الأربعة التي تعتبر أصولا لعلم الأدب كما أورد ذلك ابن خلدون .. ولعل ما يبعث على الحزن حقا في سيرته أنه مات وهو جالس في مكتبته يطالع بعض الكتب المحببة إليه قبل أن يقع عليه صف من الكتب والمجلدات الثقيلة لترديه ميتاً، وقد خلف وراءه كتباً ومقالات وأفكاراً ما زالت خالدة للآن وربما تمتد لأجيال أخرى... . . سلم ذوقك أختي ياسمين ... مودتي واحترامي | |||||||||||||
التعديل الأخير تم بواسطة أثر ; 01-08-23 الساعة 06:45 PM |
01-08-23, 09:13 PM | #17 | |||||||||||||||||||||||
حب يغمره حنين
|
موسوعة تمشي على قدمين وتعتبر كتبه دائرة معارف لزمانه كتب في كل شيء تقريبًا كان الجاحظ لسان حال المعتزلة في زمانه رفع لواء العقل وجعله الحكم الأعلى في كل شيء ورفض من أسماهم بالنقليين الذين يلغون عقولهم كما وصفهم الجاحظ أمام ما ينقلونه ويحفظونه من نصوص القدماء سواء من ينقلون علم أرسطو أو بعض من ينقلون الحديث النبوي لأنهم لا يحكّمون عقولهم فيما يجمعون ويروون وللأسف هذا القول خطير وفاسد في عقيدة المعتزلة ف دين الإسلام إتباع وليس إبتداع والحديث وحي من السماء قال تعالى (وأنزلنا إليك الذكر لتبيّن للناس ما نزّل إليهم) قال عليه الصلاة والسلام «ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه» و يعاب عليه هجومه على رجال الحديث وهذا العيب في نفس مذهب المعتزلة الفاسد وقصة الامام احمد ابن حنبل معرفة يقول: الجاحظ ولو كانوا يروون الأمور مع عللها وبرهانها خفّت المؤنة ولكن أكثر الروايات مجردة، وقد اقتصروا على ظاهر اللفظ دون حكاية العلة ودون الإخبار عن البرهان. فهو لا يقبل ما يرويه الرواة من أن الحجر الأسود كان أبيض اللون واسودَّ من ذنوب البشر فيقول ساخرًا "ولماذا لم يعد إلى لونه بعد أن آمن الناس بالإسلام؟!" جميل تحليلك لنفسية الجاحظ أو كما يسمى في الأدب النقد النفسي للكاتب فقد أستمتعت كثيرا بأسلوبك الأدبي الرفيع الأستاذة القديرة الياسمين سوار من عبق عبير الياسمين لروحك تبجيل وانحناء أسعد الله صباحك والمساء | |||||||||||||||||||||||
التعديل الأخير تم بواسطة عاشق البنفسج ; 01-08-23 الساعة 09:40 PM |
01-08-23, 10:48 PM | #18 | |||||||||||||||||||||||||||||||||
|
وهذا الحب وهو العاشق للكتب والمتيم بها … القدير أثر و لا أنقى من أرواح أودعت رقيها في سماء حروفنا لأرواحهم النقية تحية … | |||||||||||||||||||||||||||||||||
|
إضافة رد |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
| أصدقاء منتدى مسك الغلا | | |||||