كان عالماً آخر، كون موازي. لم استطع التمييز، كانت ملاكاً في كل الاكوان، لو علمت به منذ البداية لوجدتني أطوف الكون وأبحر في العلوم حتى أصل لذلك الباب. أحسد نسخةً مني استطاعت الوصول، يبدو ان جميع النسخ قد وصلت وظللت انا عاجزاً هرماً، اصعد التل ويفوق رؤيتي الضباب. اقف مكاني غير قادر، محاولاً أن اخطي. لن تستطيع ان تحرث الأرض في عقلك، وها انا احرث الأرض في عقلي متناسياً الأرض تحتي. أحدث السماء، أرسل الإشارات للنجوم، ماذا لو كانت الأوتار موجودة هل سيبدل هذا الجسد ذلك الكون؟

لم أتخطى، عشرة سنوات مرت وانا اقف مكاني لم أبرح. لم أَنَل ولم أُنَل. عجزت عن الخروج لكوني لأعيش في كونٍ آخر، كونٍ نال مني ولم استطع المغادرة منه. أنام نهاراً واستيقظ ليلاً لأعيش. لطالما تساءلت عن انجذابي للقمر. ألحقه وأراقبه، احدثه واعانقه، عَلِم ما لم اكن اعلم. كنت ابن ذلك الوقت، كمستذئب يتعذب في منتصف شهر قمري ثلاث ليالٍ، عدا ان عذابي ليس له يوم، انه الشهر كله. اشعر بوجوده، لا احتاج ان انظر اليه، ولا احتاج لضوئه ليصلني. في عالم كمي حينما لا انظر لا يكون ولكن حينما ينظر أكون، هنا اعلم انه موجود، انه لا يكتفي من التحديق.

ألا ينم الحجر؟ ألا يُحرق؟ لما يخفي ضوئه ولا يخفي نظراته. كما لو أن ذرة مني أرادت ان تكون في مكان آخر فيمنعها ويمنعني من حلمي. أردتها ووعدتها وأخلفت في وعدي. كلمتها وأخفتها وأخفيت في سري. قربتها وأبعدتها وأكملت السير في أرضِ. خسرت الأرض والسماء وخسرت جُلَّ ما يتمناه الأحياء.

أندب حظي وأندبني، أذم عقلي واشتمني، انتظر الصباح وأختار بان اكمل. انتظر المساء لأعود وأفكر.