في يومٍ من الأيام العادية، يوم مليء بالأعمال والانشغالات، يوم تملأه الحياة والظروف. كانت تلك النملة تمشي في مملكتها تحت الأرض، تعمل وتشقى وكُتبت عليها الطاعة كفرض. وكباقي الشعب من مملكة النمل تسعى هذه النملة لتوفير الطعام والشراب وسد حاجتها وحاجة عائلتها، ويتبقى لها بعض الوقت في الليل لترى ابناءها وتتحدث معهم. ومرة من المرات كانت تمشي وتفكر، كانت تعاني من التفكير المفرط والمصطلح الدراج له اليوم هو "overthinking". فجأة وفي حفرة ليس بها ضوء، سُحبت ورُبطت الى السجن. بقي أبناؤها ينتظروها حتى تعود امهم مع الغذاء وتحدثهم قبل ان يناموا. وفي النهاية وصلهم الخبر المُحزن، ان جنود الملكة خطفوا امهم وسجنوها.

في السجن، سُئلت الأم، لماذا توقفت وهي مشغولة البال في الطريق. قالت لهم انها شُغلت بفكرة قد خطرت على بالها لوهلة. فكبلوا يديها وابقوها عندهم، واتُهمت بقضية "فكر". اعتبروها أخطر من سيدنا موسى عندما غير مفهوم السحر. بعد فترة من التعذيب وغسيل المخ في السجن، خرجت واستقبلها أبناؤها بالأحضان والصراخ من شدة اشتياقهم لها وخوفهم عليها.

عندما عادوا للمنزل ونالت قسطاً من الراحة، اجتمع الأبناء حولها وسألوها لماذا عُذبت وسُجنت. عم الصمت المكان والام تنظر للأرض نظرة خوف ومن ثم رفعت رأسها وقالت "يجب أن نتبع الحزب". نظر الأبناء الى بعضهم البعض باستغراب محاولين فهم الأمر، ولكن دون جدوى. على الرغم مما سبق، سمع الأبناء كلام امهم واتبعوا الحزب بكل حذافيره وكانوا مجبرين على ذلك. أجبروا على البقاء تحت شعارات هذا الحزب، والدفاع عنه وتمجيده في كل خطواته. وفي حال قيامهم بالعكس سيخسرون اغلى ما يملكون.

تمر السنين ويبقى الحال كما هو، كان طَبع "البربرية" مسيطراً عليهم فلم يستطيعوا تغيير واقعهم.