من سيحفر تلك الأعماق؟ من سيكتشفها؟ هل النور موجود حقاً في آخر النفق؟ ام انهم سيقعون في ظلام نهائي، ظلام يبعدهم, لن يستطيعوا أن يكملوا. ان الطريق ليست وعرة، انها غير موجودة. كل تلك المحاولات والطرق قادتهم الى الطريق المعاكس الى اليأس. كيف لك أن تزرع بذرة في ظلام دامس وتنتظر منها النمو دون ماء او ضوء.

في تلك اللحظات، في تلك الليالي، بين الظلام، في الوقت الذي تظن فيه ان الوقت قد حان للعبور الى وقت آخر. الكثير من الخطط والكثير من الندم. تتمنى عودة الزمن وتنتظر عودة الأشخاص. انك تضع ثقلاً كبير ولكن ترميه هناك، حيث الاحلام والدموع، حيث المرض والكسل، حيث تلجأ في أصعب الأوقات. عند البوابة الوحيدة للهروب من الواقع، من كل تلك المشقة والتعب. تعيش على السطح وتفكر، تنتقل من فكرة الى اخرى، تبحث عن الحلول، وتحقق امنياتك بعد العبور من البوابة وتعود محطماً عند الخروج منها. انها هناك دائماً، أرض الأرق.

ابحث عن كهفٍ باستمرار، حيث الأصوات المرتفعة والرياح القوية، حيث الحجرة الصغيرة ذات الباب الحديدي. سأختفي من وجودهم لأظهر في الوجود. أريد أن أعبر الى هناك، الى الماضي. سأفهم الزمن، سأسير على أوتار العود في حين عزفه الأبدي. أسأل السماء عن السبيل، انتظر تغير الغيوم وظهور النور، انقسام الأعشاب وظهور الآثار. لعلي أدرك الخضر في أحد المنعطفات فيدلني ويرشدني الى ما غاب عني وعن العالم أجمع. أكتشف الطريق فأذهب ابعد من الرِكِّين وأنعدم من البعد الرابع لأنتقل كيفما اشاء حيثما اشاء وقتما اشاء. أريد أن أنهي كل شيء، سأعيد المواقف وأغير الخيارات، سأختار الطريق الآخر لذلك المنعطف، سآكل من الطبق الآخر. أفتح عيناي فأعود للواقع، لا يمكن تغيير ما سبق، مهما كان مؤلماً لا يمكننا تغيير الأمور، لا يمكن تغيير تلك الخيارات التي اتخذناها حتى بعد إدراك الأمر متأخرين.

أستلقي على العشب وأمد يداي وقدماي كل واحدة بامتداد الأخرى، أنظر للسماء وألقي أنفاسي للأعلى بعيداً، لعلي أتعلم تقبل الأمر.