منتديات مسك الغلا | al2la.com

منتديات مسك الغلا | al2la.com (/vb/)
-   قصص وروايات لا تحكمها أرض أو حدود ( رواياتُنا ) (https://www.al2la.com/vb/f90.html)
-   -   السجين ألفا 83 (إبداعي) (https://www.al2la.com/vb/t127927.html)

السهم الأخير 05-07-23 02:47 PM

السجين ألفا 83 (إبداعي)
 
الزمان : 10/ أكتوبر/2030 م
المكان : سجن دارك فالي (الوادي المظلم)
سبب الإعتقال: جريمة ملفقة لسائح عربي .

لا أدري كم مضى من الزمن وأنا سجين هنا أظنني دخلت إلى هذه البلاد في شتاء عام 2024 م ، ولكن تلك الشجرة لم تكن هناك ، ذلك المبنى أيضا لم يكن له وجود . ولكن يبدو لي هذا المبنى مألوفا لم يتغير كثيرا .
لعلهم غيروا زنزانتي فقط . لا أدري هل ضعف بصري أيضا ؟ يجب أن أواصل وضع النقاط على الجدران لكي أعد الأيام والشهور والسنين . المكان مظلم ولكنهم سيأتون بعد قليل كالعادة لإطعامي بشكل مذل .
أسمع مشية ذلك اللعين يضرب بعصاه الزنازن ليحرمنا لذة النوم في هذا القصر الشامخ . هو لا يتحمل الاشراف علينا لساعة من الزمن ويصب غضبه علينا وعلي أنا بالذات لأنني أكثر المساجين عنادا لرغباته وهو يستمتع بتعذيبي .
اليوم يتفنن في تعذيبي وقد أحضر معه طفلا اظنه إبنه ليعلمه التعذيب . حاولت إخفاء غضبي ولكن مجيء الطفل أثار غضبي فهو بريء لا مكان له في هذه اللعبة القذرة .
بدأ الطفل يسألني عن اسمي : لم أعره إهتماما كبيرا ولكني أدرت له ظهري ليضرب وينصرف . بدأ الطفل يحاول خنقي بيديه من الخلف ويضربني وهو يتلفظ بعبارات تعلمها من ذلك اللعين الذي يضحك ويقول : أخبره عن اسمك . ثم أخذ العصا من يد الطفل وبدأ يضربني بلا رحمة وهو يصرخ : أخبره كيف قتلت السيد جاكسون وزوجته وقمت بإحراق بيتهم . وأنا أرد عليه بنفس الردود منذ سنين : أنا لم أقتل أحد ، حاولت انقاذ من في البيت مع المنقذين وتمت إدانتي لأنني مهاجر لا أملك الوثائق .
لا يؤلمني الضرب كما آلمني مشي الطفل على وجهي وهو يقول : أنتم كلاب ضاله لا مكان لكم إلا القمامة . وبدأ يبصق وربما حاول التبول أيضا ولكني نهرته : لا تفعل ذلك على كلب مثلي ، أرجوك .

لعلها أشعلت داخله ذلك الضمير الحي والبريء فقال مخاطبا ذلك الوحش: أنا أحب الكلاب لماذا نضربهم ؟

غضب الأب ولطم إبنه ونزل عند وجهي : لقد تلونت في تعذيبك ولم تطلب مني شيئا أبدا وها أنت تطلب من طفل ؟
احتقرت كلامه وموقفه الهزيل وبدأت أكلم الطفل : تعال لتضربني كل يوم يا صديقي الصغير . لا أحب اللعب مع الوحوش الكبيرة مثل هذا الشيطان .
اعترف أنني لا أدري إذا كان قد فاتني شيء من الأيام بعد تلك العبارات فلا حديث لهم في السجن إلا ضربي وتعذيبي .

أظنها السنة العاشرة الآن تزيد قليلا أو تنقص .
اليوم أحضروا لعينة من أفراد القوات الخاصة تعوي أمام أذني وهي تضحك : ألفا 83 ، أنت ذئب عنيد ولكنني سأروضك على طريقتي . لا أذكر شيئا إلا الصعق بالكهرباء حتى الإغماء ، نعم أظنني بللت ملابسي ولهذا بدأت تضحك وهي تقول : نعم هكذا تثبت لي أنك بدأت تصبح مطيعا .
أظنني أفقت ورأيت حذاءها على وجهي : ارفعي عني أنظف شيء فيكِ أيتها اللعينة المارقة . هي عبارة واحدة فقط أظنها أفقدتني إحدى عيني أو كادت تفعل.

لا اذكر جيدا ماذا يجري كل يوم ولكن أعتقد أن تلك اللعينة التي حاولت إذلالي قد نٌقلت منذ خمس سنين إلى سجن آخر لما فيها من الاجرام والتجاوزات .

اليوم بدأوا يحترمونني ولا أدري ماذا حل بهم. رأيت ذلك في وجه حارس السجن يبدو شابا وسيما طيبا بادرني بالكلام :
ألفا 83 ، سمعت أنهم قد يطلقون سراحك فقط عرفوا من قتل السيد جاكسون وزوجته . إن كنت جائعا سأجلب لك طعاما وبإمكاني اصطحابك لتستحم وأجلعهم يصففون لك شعرك وتغير تلك الملابس الرثة .

لم أرد عليه بحرف سوى بنظرة فيها من الغضب والحزن والفرح والأمل والياس ألوانا مختلطة .

مثلوني أمام القاضي بنفس هيئتي في السجن بناء على طلبي وأصدر القاضي الحكم: السيد السهم الأخير يحمل رقم السجين ألفا 83 ، لقد توصلنا للقتلة الذين قتلوا السيد جاكسون وزوجته من أجل دولارات معدوده ولكنك كنت في المكان الخطأ والزمان الخطأ . لم أركز كثيرا في كلامه فهو لا يعنيني كثيرا الآن .

فقط سمعته يقول : باسم القانون ، تم اطلاق سراحك وتبرأتك من كل التهم المنسوبة إليك في الخامس عشر من ديسمبر من العام 2054 للميلاد ويحق لك العيش في هذه البلاد كمواطن يتمتع بكامل حقوقه .

سمعت تصفيق البعض في القاعة غير مبال بشيء أبدا.
نظرت في زجاج سيارة الشرطة فرأيت وجها لم أعرفه أبدا . يا إلهي ! لقد نسيت طريقة المشي أيضا . طلب مني الشرطي الركوب معهم لإنهاء اجراءات الافراج . كنت أراه ينظر نحوي وكأنه يدرك كم هو إجحاف أن يتم سجنك كل تلك السنين مع التعذيب من أجل عمل نبيل كنت تود القيام به تجاه بلد هاجرت نحوه .
وصلت المطار ولا أدري ماهي الوجهه التي حددوها لي لأنني رفضت العيش في هذا البلد بعد كل هذا التعذيب.
أسمع نداء الطائرات ولكن لا ادري إلى أين وجهتي وكان يرافقني ضابطا وسيما أو هكذا بدا أمام شعري الطويل ولحيتي التي باتت كثيفة جدا طوال تلك السنين رغم أنهم كانوا يحلقونها أحيانا كإجراء تعذيبي أو هكذا قالوا.
ودعني ذلك الضابط بعد أن أدخلني صالة الانتظار وشرح لي ما يجب فعله .
كانت الرحلة تناديني النداء الأخير ولكن لعل تلك السنوات العجاف أنستني إسمي الحقيقي فلم أعرف عن نفسي وأقلعت الطائرة نحو تلك الوجهة بينما حاولوا لاحقا ترحيلي في رحلة قادمة إلا أنه لسوء الحظ لا يتم تسيير رحلات كثيرة لهذه الوجهة.

خرجت إلى الشارع من جديد تحت زخات المطر وقد أضعت تذكرة السفر ولا أملك شيئا أعيش به هناك .
استوقفتني دورية للشرطة وأنا أقطع الشارع الفرعي لعلي بدوت مريبا ووجهوا أسلحتهم نحوي: ألفا 83 ، أنت رهن الاعتقال لمحاولتك تضليل الوحدات الأمنية بمغادرة البلد .

ركبت معهم وسمعت أحدهم يتحدث في البرقية : دلتا 3 ، هنا دلتا 12 ، لقد عثرنا على العقرب الأسود ونحن قادمون في طريقنا للقيادة .

وصلت مكتب آمر السجن ووقف يضع يديه على كتفي وهو يتحدث بكل تعجرف: أهلا أهلا بالبطل ألفا 83 . وناولني جريدة كتب فيها عنوان بالخط العريض: العدالة تنجح اليوم بإعادة أقدم سجين في الولاية إلى بلاده بكل فخر .

خطوت خطواتي نحو الزنزانة وأنا مدرك أن هذه المرة لن يكون هناك أي معنى لحساب الأيام فأنا حسب ما يتداوله الظلمة شخصا عاد معززا مكرما لبلاده التي غادرها ذات يوم.

وبدأت مراسم الضرب والركل من جديد فقط لأنني مهاجر .

إهداء لكل سجناء العنصرية .

عطاء دائم 05-08-23 06:48 AM

قصة جميلة رغم محتوى الظلم الذي بداخلها
ولكن هي واقع تعرض له البعض في هذه الدنيا
يعطيك العافية اخي
تمنياتي لك بالتوفيق في المسابقة

إرتواء 05-08-23 07:11 AM

عندما ظننت أنه قد نال حقه وتم رفع الظلم عنه
عاد الظلم إليه بشكل بشع جدًا!
هناك في الواقع الكثير من قصص الظلم كهذه، يؤلم كيف أن عمر الشخص يُسرق عنه في سجن

كمية الظلم والقسوة في هذه القصة مخيفة
لكن المعنى وصل، وكتابتك جميلة :SnipeR103:
بالتوفيق

السهم الأخير 05-08-23 07:15 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عطاء دائم (المشاركة 3506600)
قصة جميلة رغم محتوى الظلم الذي بداخلها
ولكن هي واقع تعرض له البعض في هذه الدنيا
يعطيك العافية اخي
تمنياتي لك بالتوفيق في المسابقة

تحليل رائع ويختزل المحتوى أكثر من التشعب الذي ذكره الكاتب. دام المرور الراقي

السهم الأخير 05-08-23 07:17 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إرتواء (المشاركة 3506620)
عندما ظننت أنه قد نال حقه وتم رفع الظلم عنه
عاد الظلم إليه بشكل بشع جدًا!
هناك في الواقع الكثير من قصص الظلم كهذه، يؤلم كيف أن عمر الشخص يُسرق عنه في سجن

كمية الظلم والقسوة في هذه القصة مخيفة
لكن المعنى وصل، وكتابتك جميلة :sniper103:
بالتوفيق

أسعدني جدا هذا المرور الفخم وهو يعكس فعلا ما كنت أقصده . ايصال الألم كما هو . مرور جميل لا حرمنا منه

وهـم الذكــريات 05-08-23 07:26 AM

وما اتعس ان تكون الجاني في جريمه انت
ضحيتها وفاعل الجريمه من يقاضيك........ .


قلم مببدع مميز ..... .


الساعة الآن 01:21 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا