سأكتفي بك حلم فواقعك لغيري…

في ليلٍ داجٍ يغمرني بظلماته الكثيرة، أجلس وحيداً وأعزف على أوتار قلبي الحنون. أبحرتُ بعيداً في أفكاري، وكأنني طائرٌ يحلق في سماء الأمل، ألهمني حلمٌ يشعُ بالألوان الزاهية، حلمٌ ساحر يجمع ما بين الواقع والخيال.

في هذا الحلم، كنتِ أنتِ روحي وأنفاسي، أنتِ التي أسعدتني بأنواركِ البراقة ودفئ حضوركِ. كنتِ كل ما أتمنى، كنتِ واقعي المثالي، رمز الجمال والنقاء في حياتي. كنتِ قصيدةً غنائية عذبة، وأغنيةً لا تنتهي، ترسمُ البسمةَ على شفتي وتجعل الدنيا أجمل.

لكني تذكرتُ في لحظةٍ أليمة، أنكِ لستِ أنتِ، أنكِ مجرد خيالٍ جميل ينحني تحت أصابع الزمن ويبعثُ الدفء في أوقات البرودة. كانت أحلامي تنبض بالحياة، لكنها تبخرت أمام واقعٍ قاسٍ وصعب.

كان قلبي يرفرف بأجنحة الحب والشوق، لكن أين أنتِ؟ أين أنتِ التي كنتِ تزهرين في أفكاري تملئين عالمي بالسعادة؟

أدركت حينها أنني كنتُ أعيش في عالم الخيال، حيث لا يوجد الألم والفراق، بل هو عالمٌ من الأحلام الوردية التي تبعث البهجة والأمل. ولكني فهمت أن الحياة ليست دائماً كما نحلم، وأن الأماني قد تتلاشى مع نسيم الواقع البارد.

فقد قررتُ أن أكتفي بك حلماً فواقعك لغيري، فقد أدركتُ أن الأمل لا يموت، بل ينتقل إلى مكانٍ آخر ليحملني بأجنحته نحو أفقٍ جديد ينتظرني فيه الكثير من الفرص والأمور الجميلة.

فلتبقَ أحلامي خيوطاً ترسمُ بها عبارات السعادة والحُب، فلتظلِ الأماني تلهمني لأنها محرِّك الحياة. وسأبقى أتنفَّس الأمل وأمضي قدماً في دروب الزمن، لأكتشف المزيد من الأحلام والأماني التي تُشعُّ بالسرور في قلبي.

سأكتفي بك حلماً فواقعك لغيري، فقد أدركتُ أن الحياة لا تنتهي بفقدان حُلمٍ واحد، بل تستمر في تقديم العديد من المفاجآت والتجارب الجميلة. فلندع الأحلام تطير بنا عالياً، ولنبني مستقبلاً مشرقاً مليئاً بالأمل والحب.