عندما نقرأ الواقع بعين الحقيقة !
سنرى الكثير
مما يدعو للعجب
سارقي الوطن هم من ينادون بحبه
سارقي الحب هم من يتغنون به
سارقي السعاده هم من يدعون بها
وسارقي الكلمات هم من باعوها باأبخس الاثمان ..


زينة

لما رحل ورش من ‎مصر إلى ‎المدينة للقراءة على الإمام نافع، وجد زحاماً شديداً، وتوسّل للإمام ببعض الشفعاء ليراعي غربتَه، فلم يجد الإمام نافع فرصةً لإقراء ورشٍ إلا قُبَيل الفجر..

ثم تبرَّع أحد الطلاب المدنيِّين بحصته لورش، ففعل طالبٌ آخر مثلَه، حتى تبرَّع كل طلاب هذه الفترة بوقتهم لورش وشاء الله أن يختم ورشٌ على نافعٍ 5 ختماتٍ ويعود بعدها إلى ‎مصر..

وتوفي نافعٌ، وورشٌ، وتوفي الطلبة المتبرِّعون بحصتهم، وخلَّد الله رواية ورش عن نافع حتى اليوم، وثقُلت موازين أولئك الخمسة، وظلت حصصهم التي تبرَّعوا بها للغَريب وقفًا جاريًا عليهم إلى اليوم. وما هذه بأوحد بركات الإيثار.. وهكذا الطاهرُ من طلبة العلم، ينافِس ويُسابق، لكنَّه يُؤثِرُ، ويحبُّ لغيرِه ما يحبُّ لنفسه، ويوقنُ أن اشتراك الناس معه في مصادر معرفته ينفعُهم ولا يضرُّه..

أما مُشَوَّه القصد في طلب العلم فلا يرضى لأحد مشاركتَه، ولكن يتفنَّن في قطع الطريق والتفرُّد، فيضعه الله من حيث طلب رفعة نفسه. وليس العجَب من خلود الرواية فحسب، إنما العجبُ العُجَابُ توفيقِ الله لهؤلاء الفِتْيَةِ الَّذِينَ ألْهمَهُم إيثَارَ هذا الغريبِ بحصَّتهم، فتمضي قريبٌ من 1250 عامًا، وروايةُ هذَا الغريبِ الذي آثَروهُ يُتَعَبَّد بها الله لفظًا ورَسْمًا وصلاةً، وثوابُ كل ذلك قسمة بينهم مع ورش ونافع.

من يجازف ويعيش الوهم والخيال
يموت بلا صلاة او حتى عزاء ..
يمضغ الهروب ويعيش حياة مؤجلة الى بعد الموت !
يستنشق هواء وجع عتيق
وحزن الحياة الباقيه

زينة

الأديب فرانز كافكا وقبل وفاته بسنة عاش تجربة عظيمة جداً كتب عنها في احد كتبه.

حيث قال"في حديقة في برلين لفت انتباهه طفلة تبكي بُحرقة لأنها فقدت دُميتها، عرض عليها أن يساعدها في البحث لكنه لم يجد شيئاً، فاقترح عليها أن ترجع لبيتها و أن يقابلها في اليوم التالي ليبحثوا مجدداً..
في البيت ، قرّر كافكا أن يكتب رسالة على لسان الدّمية للطفلة ؛ ويسلّمها لها في الموعد لأنّه كان واثقاً أنّ الدّمية ضاعت للأبد..
الرّسالة كانت :
" صديقتي الغالية توقّفي عن البكاء أرجوكِ ، إنّي قرّرت السّفر لرؤية العالم و تعلٌم أشياء جديدة ، سأُخبرك بالتّفصيل عن كلّ ما يحدث لي يومياً"
عندما تقابلوا قرأ الرّسالة للطفلة التي لم تتوقف عن الإبتسامة والفرحة وسط دموعها، وهذه لم تكن الرسالة الوحيدة، كانت البداية لسلسلة لقاءات ورسائل بينهم ،تحكي فيها الدّمية للفتاة عن مغامراتها وبطولاتها بأسلوب ممتع جميل جذّاب ..
بعد انتهاء المغامرات أهدى كافكا للبنت دمية جديدة كانت مختلفة تماماً عن القديمة ومعها آخر رسالة على لسان الدُمية :
(الأسفار غيّرتني لكن هذه أنا )
كَبرت الفتاة و بقيت محتفظة بدمية كافكا إلى أن جاء يوم واكتشفت رسالة أخيرة ثانية كانت مخبّأة في معصم دميتها جاء فيها :
" الأشياء التي نُحبّ معرّضة للفقدان، لكن الحبّ سيعود دوماً بشكل مختلف"

هل عاد من/ما فقدت لك بصورة او اخرى؟ انتظر انه حقا" سيعود...

هل سياتي يوم تتناغم
الذكرى والشوق لهم
ليصدر لنا لحناً بقدر الحزن
والفقد الذي نعيشه بعد
الاموات
اللهم ارحم ارواحاً رحلت اليك
هل هناك على وجه الارض اناس لم تتشرب الالم والفقد بعد ؟


زينة

كنت افكر اني بلقى في مواعيدك مطر
مالقيت الاعذابي وجفافي والعما..
رحت وانا ادور في تفاصيلك جواب
للسؤال اللي على غصني نما..
ليه احبك وانت لي حياة الاغتراب
لا وطن صدرك ولا فيك انتما ..


زينة