شكراً على طرح مثل هذه الأسئلة الحيوية. و لدي رأي أحب أن أعرضه عليكم.

- هل تعطي المتسولين؟ ام لا ولماذا؟
الجواب على هذه السؤال ليس بالضرورة نعم أو لا، فقد يكون هناك حالات واستثناءات وظروف مختلفة تؤثر على قرار الشخص بالعطاء أو الامتناع. فمن الممكن أن يكون بعض المتسولين حقيقيين في حاجتهم وفقرهم ومرضهم وعجزهم، ويستحقون الرحمة والمساعدة والتكريم. ومن الممكن أن يكون بعض المتسولين مزيفين في ادعائهم ومتحايلين على الناس ومستغلين للعواطف والدين والأخلاق، ويستحقون الردع والمحاسبة والتوجيه. ومن الممكن أن يكون بعض العطاءات صادقة في نيتها ومتفهمة للواقع ومتوافقة مع الشريعة والقانون، وتستحق الثواب والبركة والتقدير. ومن الممكن أن يكون بعض العطاءات مرتبطة بالمصالح والمكاسب والمظاهر والتباهي، وتستحق الذم والنقمة والتنبيه.

لذلك، يجب على كل شخص أن يحكم على حالة المتسول وحالة نفسه قبل أن يقرر إعطاءه أو عدم إعطائه. ويجب أن يراعي في ذلك ما يرضي الله وما يصلح الناس وما يحفظ الكرامة والأمانة. ويجب أن يتذكر أن الله يعلم ما في القلوب والسرائر، وأنه سيسأل عن كل شيء في الآخرة. ويجب أن يتبع في ذلك الأدلة والأحكام الشرعية والقانونية التي تنظم هذا الموضوع، والتي تحرم التسول إلا في حالات الضرورة والحاجة الشديدة، وتأمر بالتحقق من صحة المتسول ومصدر دخله ومصير عطائه، وتنهى عن الإسراف والتبذير والتشويه والتضليل في العطاء والاستجداء.

- هل الدولة مسؤولة عن ظاهرة التسول!؟
لا يمكن إلقاء اللوم على الدولة وحدها عن انتشار ظاهرة التسول، فهي ليست نتيجة للفقر والجوع والمرض فقط، بل هي نتيجة للجهل والتسيب والتحايل أيضا. ولا يمكن إنكار دور الدولة ومساهمتها في مكافحة هذه الظاهرة، فيجب أن تبذل جهودا كبيرة في توفير الخدمات والمنح والمساعدات والمشروعات والمؤسسات للمواطنين، وخاصة الأطفال والنساء والمسنين والمعاقين منهم. ولكن هذه الجهود تحتاج إلى مزيد من التنسيق والتطوير والتقييم والمتابعة والرقابة، لضمان وصولها إلى المستحقين واستخدامها بالشكل الصحيح.

و يعافيك... الشكر موصول لك على طرحك القيم