" جذور متغرّبة "


نافذة وحيدة جهة الشرق ، صباحا أُطِلُ عليها ، أرى من خلالها النور ، وسط كل الجدران المظلمة ، كمسرحٍ كبير ، ارقب المارّين على الطريق اسفلها ، ملعبٌ صاخب ، مدرسة لا تقل صخباً عنه ، مديرها يلقي محاضرة ، لا يختلف موضوعها عن الأمس وما قبله ، تغير طفيف بصوته اليوم ، كأنه ملّ ! أو ببساطة ، ربما شعر أنها لا تستحق كل ذاك الإخلاص ، فلا آذان تنصت له!
يحيط بسورها أشجار عملاقة ، اظنها بلوط او شجرة ما في غير أرضها ، فأغصانها غثّة ، هزيلة ، لحد الآن ورغم رؤيتي لها منذ سنين الأ أن صمودها لازال يأسرني ، اقتنص تمايل أغصانها لعلّ أطرافنا تتلامس ، فأحييّ رفيقة غربتي بلمسة انتظرتها سنين ، لكن يبدو أن لا نية لها بذلك ، لا تراني كما أظن ، فهي تصارع من أجل البقاء ، تستجمع كل قواها لجذورها المتشبثة تحت الرصيف!
تبسمت لرفيقتي وقلبي يملأه الدفء ، هكذا كانت تمرّ أيامي كأوراق البلوط المتساقط أمامي ! .
ما بين ذكرى ولّت ، واشخاص ملامحي طواها النسيان عن ذاكرتهم !

" ليل قاتم ونجوم لامعة "

متعتي الأخرى كانت مراقبة السماء في أيام العطلات على الساحل ، مراقبة النجوم والسير تحتها هوايتي منذ الصغر ، حين أكون تحت رقعة السماء ، أتخيل أني في بلدي ، أفترش نفس اللحاف مع إخوتي ، اصواتنا تتشابك و ضحكنا يمتزج ببعضه فلا يعرف أيا منا صوت ضحكته عن الآخر!
بعض النجوم اعرف اسمائها والأخرى وضعت لها إسم في خيالي ، ذاك جواد لأنه يكرمني ببريقه وتلك الدمية ناني " دمية طفلتي الصفراء " لأن بريقها أصفر ، وذاك سفر لأنه في آخر السماء والنظر له يستغرق سفرا.
لا أحب حين يكون القمر مكتملاً ، لأن كثيرا من نجومي تختفي ، ويغلبني سلطان النوم وأنا انتظر أفوله ، أحب حين يكون منتصفا او هلال ، كأن جزء منه معي والآخر في سماء بلادي ، كأننا ننظر بنفس اللحظة فنشكل دائرة واحدة معاً!

" أيام موحشة "

أكره الصمت ، أي صخب يجذبني ، أجدني انجذب له كفراشة للهيب النار ، حصلت على حاسوب لأول مرة ، ادخلت هاتف ارضي وانترنت ، أقتنص اللحظات لأكتب فيه بعضا مما يثقل قلبي ، لم يكن كافيا ، شيء ما يجعل غربتي جحيماً ، لا النافذة محته ولا مراقبة النجوم ، بدأت انسى صوتي ، ضحكي ، ألوان الحياة تلاشت ، كل اللحظات تساوت في نظري ، كأن حمى أصابتني ، او كأني امشي في نفق مظلم سرمدي !

" ملحمة "

كنت أخوض ملحمة!
في غربتي هذه لا أحد يعرفها سواي ، كنت أجيد وضع الأقنعة حتى صرت فنانة اتلاعب بمشاعري كما أريد دون أن يشعر بي أحد ، لكنه يطعن قلبي كالسكين ، يظل يذكرني بالفراغ الذي اعيشه !

في يوم ما وحين كنت اتصفح الأنترنت وجدت منتدى جميل ، سجلت فيه ، وتلك كانت البداية

صحبة طيبة ، ثرثرة لا تنتهي ، لحظات لا تموت ، كأني بين اهلي ، هناك ضحكت ، بكيت ، غضبت ، اشتقت ، معهم تلك الفجوة امتلأت للأبد ، غربتي لم تتلاشى كليا ، لكنها لم تعد مؤلمة كالسابق ..

محجوز

لكل الأرواح الطيبة الي التقيت بها في كل منتدى سجلت فيه
لمن لامسوا روحي
لمن ملأوا يومي
لمن رأيت في حروفهم متنفساً
لمن ضحكت معهم ، تشاجرت معهم ، بنيت معهم ذكريات
لا تُمحى من ذاكرتي ^^


طبعا أولهم اخي الشبير ^^

الاصدقاء حتي "الاكترونيين" منهم يانجمه لايجعلون غربتك الروحيه تتلاشي ..
لكنهم يجعلونها اخف وطأه..!


مبدعه هالنجمه متي ماروقت ...

لم اعلم أن شعور الغربة الممتزج بالشوق والحنين
هو الأصعب وسيرافقني
لسنين أخرى
هذا العام تساقطت بقية ألاوراق
لأيام وصحبه لن تعود

تبقى أرواح لمسناها حتى لو كانت خلف شاشات

يعطيك العافية
ردك اعادني لقرآءة هذا النص الارشيفي

مرحبا بك ي اميرة
لعل اغلبنا مر بهكذا حالة
منا من يطاوعه قلمه
ويكتب
ومنا من يختلج في صدره
ويشعر بها لا اكثر

اهلا وسهلا بك عزيزتي ^^