منتديات مسك الغلا | al2la.com

ليالٍ راحلة !

وعادت الليالي لـ عادتها ..

وأستعاد الفؤاد نبرات الألم ..

إستكانت الأعيُن ..

ماتت الكلمات .. وصمت اللسان

سكنت الروح .. وتلعثم القلم ..

فقدت الأوراق نقاءها ..

وغدى السواد قافلة سرمدية ..

وبدى السراب مُحيطًا بالوجود ..

نشر الفراغ آلامه ..

ودشن الضياع بداية جديدة ..!

بدت الدقائق تتلاشى من الزمن ..

وصمتُ السنين الموارب .. سُمعت كلماته ..

ــ

تبددت الأحلام .. وفارقت المشاعر .. الجوارح ..

شعر الإحساس المولود .. أن آنهُ قد مضى ..

وبات ما كان مفقود .. حاضِرًا

كأن الأيام تعود من جديد .. لتسقي القلب التائه كأسها المُعتاد ..

كل الآمال تبددت ..

كل البدايات إنتهت ..

كل المودة التي بُعثت من الفناء .. عادت لكينونتها ..!

وكل النهايات المؤلمة .. لا تزال تتكرر ..

وبعضُ النهايات .. قاسيةً جِدًا ..

وهيهات أن تُنسى ..

هيهات أن تُطوى أيامُها ..

وهيهات أن تعود الروح للفراغ الدائم .

ولا يزال الهذيان .. يجرُ بعضه .!

http://images2.layoutsparks.com/1/55...-night-sky.jpg

وكـ كل ليلة باردة ..

وكل نسمة مُشبعة ببردوة الثلج ونقاءه ..

وبصفاء الماء وطُهر السُحب البيضاء ..

وبرمادية القمرالباهته ..

وزُرقة البحراللامتناهية ..

وجمال تِلك الهِضاب الخضراء ..

وبهاء السماء الخالية من الغيوم الداكنة ..

بسعادة الحياة بلا هموم ..

بسؤدد العيش ورُقيّ الفِكر ..

بصحبة الكتاب ..

برفقة القلم وبياض الورق ..

بكرم الأخلّاء ..

بوفاء الأصدقاء ..

برونق المودة ..

وبكل الأحلام الساكنِة ..

بكل فرحٍ آت ..

وبكل سكينةً وُجِدتّ ،،

شكلّ حياتهُ الوردية

تنفس لأيام عليل الهواء

شعر بالإدراك وإستشعر بالتخاطُر ..

مضى فؤادهُ في درب الحياة

ورتل لسانهُ أبياتهُ المكتوبة ..

دون قلمهُ إحساسهُ المُفعم بالأمل ..

رسم بريشتهِ إبتسامةً علّت وجهه ..

شعر بأن كل ما في الوجود يسير وفقًا لما شكلّ بهِ حياته ..

وحين إكتملت كل آماله

أدرك حينها أن كل ما مرّ بهِ طيفٌ سعيد ..!

وأن كل تِلك الحياة المُترفة ..

وكل ذلِك الأمل المُكتسب ..

وكل تِلك السعادة السرمدية ..

مُجرد ثورة روح تعيشُ الأرق ..

بقايا أحلامهُ الوارفه ..

وظِلٌ ظليل في مفازةً لا تطويها الأقدام ..

نبعٍ في وادٍ مُجدب قاحلةً تضاريسه ..

بدا لهُ لوهلة أن كل تِلك الأحلام المعقود بناصية الأمل .. بلا ملامح ..!

وأن الفراغ الذي يُحيط بوجدانه .. إكتسح مشاعرهُ المتناثره على قارعة روحهِ المُتعبه ..

وأن كل ما في الحياة من الجمال الذي تخيله .. ليس سوى " حلمٌ " آخر من أحلامهِ البائده ..!

وأدرك أن ذلِك العالم ليس مأهولاً بالبشر ..

وأن الوطن .. ليس وطن ..

وأن الحياة مُجرد أيام تمضي ..

تذكر حينها شاعرًا رائعًا إسمهُ " سيزار باييخو "

إستعادت خلاياه الرمادية .. قصيدةً أبدعها ذلِك البيروفي الذي إتخذ من الفناء .. عشقٍ ..ومن الموت .. ودًا ..!

تِلك القصيدة المُكناه بـ " ليلة سعيدة " يقولُ في بعض أبياتها :

إسعدي معي لـ ليلةً واحدة ..

وأبكي معي لـ ليلةً واحدة ..

لأننا في الوداع .. واللقاء نظلُ بشرًا ..

نظلُ حناجرًا مُبعثره ..!

وكم قد راقت لهُ تِلك القصيدة في تِلك اللحظات ..

وبددت أحرُفها المحترقة .. فراغهُ القاتم ..!

وقرر أن يمضي مُكتفيًا بتِلك الكلمات الثلاث ألتي تذكرها :

دقت الساعة المُتعبة ..!

راق ليـ ذاكرة الروح