هادم الحسنات والسيئات أتدرون من هو هذا الهادم ؟ إنه اللسان . . . وما أدراكم ما اللسان .. اللسان أعظم الجوارح اختراقاً للحرمات ، وانتهاكاً للمنهيات ، وارتكاباً للذنوب والخطيئات . عن عبد اللَّه بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم : " اسْتحْيُوا مَنَ اللَّهِ حَقَّ الْحَياءِ ، قُلنا : إنَّا لَنسْتَحيي من اللَّه يا رسولَ اللَّه ، والحمدُ للَّه ، قال : لَيس ذَلِكَ ، ولكنَّ الاسْتِحياءَ مِنَ اللَّهِ حَقَّ الْحَياءِ : أنْ تَحْفَظ الرَّأْسَ ومَا وَعى ، والْبَطْنَ ومَا حَوى ، وتذْكْرَ المَوتَ والبلى ، وَمنْ أرادَ الآخِرَةَ تَرَك زِينَةَ الدُّنيا ، وآثَرَ الآخِرَةَ عَلى الأُولى ، فَمنْ فَعلَ ذِلكَ فَقَدِ اسْتَحْي من اللَّه حقَّ الحياءِ " [ رواه الترمذي وأحمد ] . البطن وما حوى : من المأكولات والمشروبات . والرأس وما وعى : يعني السمع والبصر واللسان ، والمراد من الحديث الحث على الحلال من الرزق ، واستعمال هذه الجوارح فيما يُرضي الله تعالى . http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/2096.imgcache فأمسك عليك لسانك ، وابك على خطيئتك ، وليسعك بيتك ، و اتبع سبيل من أناب وخاف ربه واستقام ، وحفظ الفم والفرج ، ومِنْ أعظم ما يجبُ حفظُه من نواهي الله عز وجل : اللسانُ والفرجُ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : " مَنْ يَضْمَنْ لِي مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ أَضْمَنْ لَهُ الْجَنَّةَ " [ رواه البخاري ] ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " لاَ يَسْتَقِيمُ إِيمَانُ عَبْدٍ حَتَّى يَسْتَقِيمَ قَلْبُهُ ، وَلاَ يَسْتَقِيمُ قَلْبُهُ حَتَّى يَسْتَقِيمَ لِسَانُهُ ، وَلاَ يَدْخُلُ رَجُلٌ الْجَنَّةَ لاَ يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ " [ رواه أحمد وابن أبي الدنيا ] . والمراد باستقامة الإيمان : استقامةُ أعمال جوارحه ، فإنَّ أعمالَ الجوارحِ لا تستقيمُ إلا باستقامة القلب ، ومعنى استقامة القلب : أنْ يكونَ ممتلئاً مِنْ محبَّةِ الله ، ومحبَّة طاعته ، وكراهة معصيته . ألا وإن خطورة اللسان ربما لا تضاهيها خطورة ، فهو سبب للهلاك في الدنيا ، بما يتلفظ بها بين الناس من سب وشتم وأخطاء في الكلام . http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/2096.imgcache وعقوبته في القبر أنه سبب للعذاب فيه بسبب الغيبة والنميمة ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ : مَرَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ بِقَبْرَيْنِ جَدِيدَيْنِ ، فَقَالَ : " إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ ، وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ ، أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ لاَ يَسْتَنْزِهُ مِنْ بَوْلِهِ ، وَأَمَّا الآخَرُ فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ " [ متفق عليه ] . وعقوبة الغيبة ما رواه أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " لَمَّا عُرِجَ بِي مَرَرْتُ بِقَوْمٍ لَهُمْ أَظْفَارٌ مِنْ نُحَاسٍ يَخْمِشُونَ وُجُوهَهُمْ وَصُدُورَهُمْ فَقُلْتُ : مَنْ هَؤُلاَءِ يَا جِبْرِيلُ ؟ قَالَ : هَؤُلاَءِ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ لُحُومَ النَّاسِ ، وَيَقَعُونَ فِي أَعْرَاضِهِمْ " [ رواه أبو داود وأحمد بسند صحيح على شرط مسلم ] . http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/2096.imgcache أما خطورة اللسان يوم القيامة فصاحبه تحت مشيئة الله ما لم يتب ، إن شاء عذبه ، وإن شاء غفر له ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ أَكْثَرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ الْجَنَّةَ فَقَالَ : " تَقْوَى اللَّهِ وَحُسْنُ الْخُلُقِ » . وَسُئِلَ عَنْ أَكْثَرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ النَّارَ فَقَالَ : " الْفَمُ وَالْفَرْجُ " [ رواه الترمذي وقَالَ : حَدِيثٌ صَحِيحٌ ] . http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/2096.imgcache وعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله عنه قَالَ : كُنْتُ مَعَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فِى سَفَرٍ فَأَصْبَحْتُ يَوْماً قَرِيباً مِنْهُ وَنَحْنُ نَسِيرُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ : أَخْبِرْنِى بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِى الْجَنَّةَ وَيُبَاعِدُنِى مِنَ النَّارِ ، قَالَ : " لَقَدْ سَأَلْتَنِى عَنْ عَظِيمٍ وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ ، تَعْبُدُ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً ، وَتُقِيمُ الصَّلاَةَ ، وَتُؤْتِى الزَّكَاةَ ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ ، وَتَحُجُّ الْبَيْتَ " ، ثُمَّ قَالَ : " أَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى أَبْوَابِ الْخَيْرِ : الصَّوْمُ جُنَّةٌ ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ ، وَصَلاَةُ الرَّجُلِ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ " ، قَالَ ثُمَّ تَلاَ : { تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ } حَتَّى بَلَغَ { يَعْمَلُونَ } ثُمَّ قَالَ : " أَلاَ أُخْبِرُكَ بِرَأْسِ الأَمْرِ كُلِّهِ وَعَمُودِهِ وَذِرْوَةِ سَنَامِهِ " ، قُلْتُ بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ : قَالَ : " رَأْسُ الأَمْرِ الإِسْلاَمُ ، وَعَمُودُهُ الصَّلاَةُ ، وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَادُ " ، ثُمَّ قَالَ : " أَلاَ أُخْبِرُكَ بِمَلاَكِ ذَلِكَ كُلِّهِ ؟ " ، قُلْتُ بَلَى يَا نَبِىَّ اللَّهِ : قَالَ : " فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ قَالَ : " كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا " ، فَقُلْتُ يَا نَبِىَّ اللَّهِ : وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ ؟ فَقَالَ : " ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ أَوْ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إِلاَّ حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ " [ رواه الترمذي وقَالَ : حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ] . http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/2096.imgcache فتأمل أيها المسلم والمسلمة كيف أن اللسان خطر إن لم تمسك بزمامه وتأخذ بخطامه ، فأمسك عليك لسانك ، وإياك والخوض فيما لا يعنيك ، فإن ذلك يحبسك عن دخول الجنة ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : تُوُفِّىَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ رَجُلٌ : أَبْشِرْ بِالْجَنَّةِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " أَوَلاَ تَدْرِي فَلَعَلَّهُ تَكَلَّمَ فِيمَا لاَ يَعْنِيهِ ، أَوْ بَخِلَ بِمَا لاَ يَنْقُصُهُ " [ رواه الترمذي ] :81::81: |
/ يسلمو علي الطرح الرائع تحياتي |
شاكرا لكم تواجدكم الرائع والمميز لاخلا ولاعدم :ورد::ورد::ورد: |
الساعة الآن 10:47 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا