08-12-14, 08:29 PM | #1 | ||||||||||||
وآتم بعيد وببعد أكثر ..!
|
يعطينا وننسى ! بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الحمدلله القائل ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ) والقائل ( وقال ربكم أدعوني أستجب لكم ) والصﻼة والسﻼم على من تﻼ هذه اﻵيات ودعا بخير الدعوات وشكر بأعظم الشكر* فكان عبدا شكورا . وبعد* ليس حديثي عن الدعاء وفضله وعظيم تأثيره في حياة اﻹنسان ؛ لكن حديثي عن أمر قل أن يسلم منه أحدنا إﻻ من رحم الله . فاحيانا من كثرة ما يمن الله به على العبد ينسى العبد ذلك العطاء ﻻنشغاله وبحثه وطلبه لعطاء جديد . أشياء تتحقق في حياتنا كم دعونا الله بها كم ألح العبد على ربه في الدعاء فلما تحققت نسي هذا الدعاء . هل تخيلت وتأملت عظمة ورهبة أن يعطيك الله سؤالك . تذكر تلك اللحظات قد تكون لحظات سجود أو رفع يدين بين اﻷذان واﻹقامة او دموع سحر وما أدراك ما دموع السحر ؟! أو لوم للنفس على تفريطها فأسبلت دمعة في الخفاء وفي القلب منها ألم فجاء الغوث من الله . عندما يعطيك ملك من ملوك الدنيا عطاء تفرح بالعطاء نفسه أكثر من فرحك بالعطية ولله المثل اﻷعلى سبحانه . يُسخر الكون كله ومﻼئكته المسبحة بقدسه ﻹجابة دعوتك بأمره سبحانه . في اﻷمر اﻻلهي والعطاء الرباني يُذكر اسمك . هل رأيتم كيف أن اﻷمر عظيم والمكرمة جليلة ؟! ثم بعد ذلك ننسى كل ما صاحب هذا العطاء من مكارم وفضائل ثم يشغلنا طلب المزيد عن شكر ما ننعم به . نعم اطلبوا المزيد فالله هو الوهاب الكريم لكن ﻻ ننسى الشكر على ما سبق من إحسان . هذا نوع من عطاءه وإحسانه وما يعطيه ابتداءاً من غير سؤال أكثر من ان نحيط به علما فضﻼ عن أن نحصيه. يا مريضا كشف الله مرضه قبل سنين هل نسيت ذلك المرض أم نسيت ابتهالك ودعائك؟ يا فقيرا أذهب الله فقره ؛ هل نسيت أيام حاجتك وفقرك ؛ أم نسيت دموعك وطول سجودك ؟ يا جاهﻼ صرت تعلم ؛ هل غاب عنك حالك باﻷمس وحالك اليوم ؟! يا ضاﻻ غرق في الشهوات وتاه في ظﻼم الشبهات ؛ أبعد النجاة واﻹبصار نسيت تلك الدعوات المنجيات ودموعك في مواسم الخيرات ! كم كدرنا أمر وأشغلتنا حاجة وفزعنا إلى الناس فما أسعفونا وﻻ قدروا أن يعينونا فلما أنزلنا حوائجنا بك وحدك وقطعنا الرجاء من غيرك جاء الخير العميم والرزق الوفير والنجاح والتوفيق ؛ ثم نسينا ذلك كله يا ربي وأشغلنا طلب المزيد وطمعنا في فضلك يا كريم . فاللهم لك الحمد على العطاء فكل عطاء من عطائك وكل جود من جودك ! اللهم اغفر لنا ما نسينا من شكر وثناء ! سبحانك ما عبدناك حق عبادتك وما شكرناك حق شكرك ! اعلم يقينا أخي الكريم أن كل عطاء من الله وحده وتأمل بقلبك هذا الذكر الذي أمرنا بقوله دبر كل صﻼة( اللهم ﻻ مانع لما أعطيت وﻻ معطي لما منعت وﻻ ينفع ذا الجد منك الجد ) تأملوها جيدا وتأملوها كثيرا . وتأملوا أيضاً قوله تعالى ( وقليل من عبادي الشكور ). فكن يا أخي وكوني يا أختي من هذا القليل الشاكر . والسﻼم عليكم . مصلح بن زويد العتيبي . | ||||||||||||
|
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
| أصدقاء منتدى مسك الغلا | | |||||