]لدي سر أوّد الإعترآف به لحضرتك . وبعد الإعترآف هناك سؤال

سؤال حارق لم أجد له أي جواب ، جواب مقنع طبعا ، وإلّا فمآ أكثر الإجآبآت غير المقنعة ،
أنا أحب الأحمر !!


بعض الأذكيآء سيفسرون الأحمر ، بالشيوعية ، و سيهزون


رؤوسهم في ذكاء :


-" آآآآآه .. عازف سوف يعترف بأنه شيوعي أحمر من أتباع ماركس و ستالين !! ..


كنت أشك بمعتقداته طوال الوقت !! ، و الحمد لله أنني لم آثم بسوء الظن !! ".


كلا يا عزيزي !! ، لست أعني ماركس ولا ستالين ، ولا حتى الفورمالين .


اتحدث عن الأحمر كَـ لونٍ أحمر فقط ،


أحب اللون الأحمر و أعلم أنك تحب الأزرق ، و غيرنا يحب


الأبيض ، كما يحب الآخرون الأسود و الأخضر وبقية الألوان .


واعترف أنه لا مشكلة لدي على الإطلآق في أن يحب كل انسآن ، اللون الذي يروقه .


وأتفهم هذا الإختلآف تمآما ، أتفهمه كطبيعة بشرية مطلوبة ،


ولازمة من أجل سيرورة التاريخ ،


الإختلاف سنة الله في خلقه ، ولولاه لما استمرت الحيآة ، فالتنوع


هو المحرّك الذي يدير عجلة الجنس البشري نفسه .


تخيل أن يعشق كل البشر اللون نفسه ، و الأكل نفسه ، و الفلم نفسه ، و الخ نفسه .


المشكلة تبدأ عندما أحب اللون الأحمر ، و أكره الألوان الأخرى


، و أكره كل من يحب لونا غير الأحمر . وتتفاقم المشكلة لتصير


عنصرية بغيضة .
عنصرية بغيضة تمجد اللون الأحمر ، و تقتل ما سواه من الألوان


، كما تقتل محبيها كذلك .


فتش في كل دفاتر التاريخ ، ستجد أن العنصرية توشك على أن


تفوق نسبتها الـ 90 في المائة ، في إشعال الحروب بين البشر


. وبالأخص ستجد منها الحروب التي قامت على أساس ديني .


من أجمل المشاهد التي يمكن أن يقع عليها بصرك . أن يسكن


المسلم في البيت المجاور للمسيحي .


فيتزاوران، و يعتني كل منهما ببيت الآخر عند غيابه ،



وكذلك الشأن بين مختلف الأديان ، كل انسان يؤمن بما يراه صوابا ، ويحترم عقيدة الآخر .




أما حكاية ديني أفضل من دينك ، إذن سوف أضرب عنقك و أرفعه أمام عدسة الكاميرا مهللا و مسبحا .


فذلك مشهد شنيع لا يستحسنه سوى من خلا قلبه من الإيمان ـ مهما كانت ديانته ـ أولا ، ثم من الإنسانية ثانيا .


قد اعترفت أنني أحب اللون الأحمر كما سبق أن قلت لك ،،



ولا مشكلة لدي في من يحب لونا آخر .

.
إذن دعني أسالك !!



لماذا تكره اللون الأحمر ؟