منتديات مسك الغلا | al2la.com
 


موضوع مُغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-17-14, 08:45 PM   #1
فهد شمر

آخر زيارة »  09-02-16 (12:59 AM)
المكان »  الرياض السعوديه
الهوايه »  استغفر الله واتوب اليه

 الأوسمة و جوائز

افتراضي لقد كنت في غفلة من هذا



الحمد لله الواحد القهار العزيز الغفار، ملك الملوك ورب الأرباب، الأول بلا بداية والآخر بلا نهاية ، القائل في كتابه الكريم : (( كل شيء هالك إلا وجهه )) ، والصلاة والسلام على البشير النذير رحمة العالمين ، الذي أوصى أمته بتذكر هاذم اللذات- الموت- والإعداد له ، فقال : (( أكثروا من ذكر هاذم اللذات )) ، وعلى آله وصحابته والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد :
أيها الإخوة الكرام ، كلنا يعلم أنه لا بد له من نهاية وأنه ميت لا محالة ، لكن الكثير منا يغفل عن الموت أو يتغافل، وينسى أن له موعد معه أو يتناسى، إنه آخر موعد في هذه الدار الفانية لينتقل بعده صاحبه إلى الدار الباقية، موعد وأي موعد.. هو ذلك الموعد الذي سيلاقي فيه كل إنسان ملك الموت، حين تخرج الروح من الجسد كي تعود لبارئها، فيذوق فيه الإنسان سكرات الموت الصعبة والشديدة، والتي ذاقها الحبيب عليه الصلاة والسلام وإن كانت قد هونت عليه ، فقال : (( إن للموت سكرات ، لمثل هذا فليعمل العاملون )) ، أي نعم - إنا لله وإنا إليه راجعون .
قال عبد الله ابن المعتز رحمه الله :
نسير إلى الآجال في كل ساعة وأيـامنا تطـوى وهـن مـراحل
ولم نر مثل الموت حقا كأنــه إذا مـا تخطته الأمـاني بـاطـل
وما أقبح التفريط في زمن الصبـا فكيف به والشيب في الرأس نـازل
ترحل عن الدنيا بزاد من التقى فعمرك أيام تـعـد قلائل

فاعلم أخي الحبيب أن الموت حق لا مفر منه ، واعلم - هَوَّنَ الله تعالى علي وعليك سكراته- أن الموت أمر عظيم جليل لا بد منه ، طال العمر أم قصر .

قال الله عز وجل : (( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ )) .
وقال تعالى : (( لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ )) .
وقال سبحانه : (( كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ ، وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ )) .
وقال جل جلاله : (( تبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ )) .
وقال تعالى أيضًا : (( مَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوت )) .
والآيات كثيرة في هذا الباب ، ففي كثرتها حكمة وعبرة لمن أراد أن يعتبر، فالموت هاذم كل لذة، ورادع كل شهوة، بتذكره تخشع القلوب وتدمع العيون، فتكف الأنفس عن السيئات، وتزيد في الحسنات، فتكسب الطيبات وتعمل الصالحات ، وتجعل الموت بين أعينها فإذا نسيت تذكرت، وإذا همت بفعل سيئة ارتدعت...
واسمع لوصية الحبيب عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم :
روى سعيد بن مسعود رضي الله عنه أن أبا الدرداء رضي الله عنه قال : يا رسول الله أوصني . فقال صلى الله عليه وسلم : (( اكسب طيبا ، واعمل صالحا ، واسأل الله تعالى رزق يوم بيوم ، واعدد نفسك من الموتى )) . فيا لها من موعظة جليلة بليغة ، كيف لا وهي وصية من لا ينطق عن الهوى ، الذي أوتي مجامع الكلم صلى الله عليه وسلم ، فهل من معتبر منها ، وآخذ بها وعامل ؟
أيها الإخوة الأحباب ، اعلموا أن الخطب جلل والمصاب عظيم، ولابد يوما من رجوع الأمانة لمالكها ، وجسدك وروحك أمانة ، فاحرص عليهما حتى تردهما لربهما سليمين طاهرين صالحين ، ولن يكون هذا إلا بالامتثال لأوامر الله عز وجل ، واجتناب نواهيه ، والابتعاد عن الشبهات ، ومحاسبة النفس ، واستغفار الله تعالى مما قد سلف .
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : (( حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، وزنوها قبل أن توزنوا ، فإن أهون عليكم في الحساب غداً أن تحاسبوا أنفسكم اليوم ، وتزينوا للعرض الأكبر ، يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية )) .
هو الموت إخوتي وما أدراكم ما الموت ؟ يومه على المرء يوم استثنائي فريد ، ليس كمثل الأيام الخالية ، فأمره عظيم وعسير إلا على من يسره الله تعالى وهونه عليه برحمته وفضله .
قال بعض السلف : أي عيش يطيب ، وليس للموت طبيب ؟
أيها الأحباب ، إن انقضاء العمر لا يعلمه إلا الله ، فإذا جاء أجل العبد انقضى عمره ، صغيرا كان أو كبيرا ، فلا يجب أن نظن أن الموت منا بعيد ، ففي المقبرة من هو أشد منا قوة ، وفيها من هو أصغر منا سنا .
قال أحد السلف رحمه الله ويسمى مسعر : (( كم من مستقبل يوما وليس يستكمله ، ومنتظر غدا وليس من أجله ، ولو رأيتم الأجل ومسيره ، لأبغضتم الأمل وغروره )) .
فهلا أبغضنا الأمل وغروره ، وشمرنا للعمل الصالح ، وأعددنا لذلك اليوم .. وتذكرنا سكرات الموت وضمة القبر التي تنتظرنا وسؤال الملكين-نسأل الله تعالى لنا ولكم الثبات-
أيها الإخوة الأحباب ، إن الدنيا دار زوال وفناء لا دار خلد وبقاء ، ونحن فيها كعابر سبيل ، يجب علينا التزود منها بالأعمال الخيرة الصالحة لما ينفعنا في الآخرة ، وترك الأعمال الشريرة الطالحة التي تضرنا يوم القيامة .
قال بعض الشعراء :
حملت العصا لا الضعف أوجب حملها علي ولا أني تحنيت من كبر
ولكني ألزمت نفسي حملهـا لأعلمها أني مقيم على سفر
أيها الإخوة الكرام ، إن فطرة كل مخلوق الخوف من الموت والرهبة منه ، لكن الأمر يختلف نوعا ما عند المسلم الموحد ذو العقيدة الصحيحة وخصوصا المجاهد في سبيل الله ، فهو يتشوق للموت الذي هو بمثابة شهادة في سبيل الله عز وجل، يتمناها ليل نهار ، ويسعى إليها ويجعلها بين عينيه ، بل هي أسمى أمانيه ، أي نعم فموت المجاهد في سبيل الله في أرض الهيجاء مقبلا غير مدبر أمر آخر مختلف عن موت القاعد في الفراش ، فموت الشهيد في سبيل الله حياة ومتاع ، كما أنها راحة وهناء ، قال الله عز وجل : { وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ● فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ } .
فلله در غرباء هذا الزمان ، الذين أحبوا الموت وباعوا الدنيا بالآخرة فما رضوا لأنفسهم دار الفناء فآثروها بدار الخلد والبقاء..هم المجاهدون في سبيل الله والأسرى في سبيل الله والمنفيون في سبيل الله والمطاردون في سبيل الله، الذين يحبون الموت ويعشقونه ابتغاء مرضاة الله ويعملون لرفع اللواء، فلله درهم..
وفي الختام هذه الأبيات لكل ظالم وطاغية في هذا العصر وهي لأبي العتاهية رحمة الله عليه :
هل أنت معتبر بمن خربـت منه غداة قضـى دساكره
وبمن أذل الدهر مصرعه فتبرأت منه عـساكره
وبمـن خـلت أسرته وتعطلت من منابره
أين الملوك وأين عزهـم؟ صاروا مصيرا أنت صائره!
يا مؤثـر الدنيا للذته والمستعـد لمن يفاخره
نل ما بدا لك أن تنال من الد نيا فإن الموت آخره
وصل الله وسلم على حبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .


 


قديم 12-18-14, 08:21 AM   #2
حسان

آخر زيارة »  04-22-15 (08:20 AM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



بارك الله فيم
وفي طرحك القيم
جزاك الله خيرا


 


قديم 12-18-14, 01:23 PM   #3
فهد شمر

آخر زيارة »  09-02-16 (12:59 AM)
المكان »  الرياض السعوديه
الهوايه »  استغفر الله واتوب اليه

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



دائما حاظر اخونا العزيز حسان حياك الله


 


موضوع مُغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are معطلة
Pingbacks are معطلة
Refbacks are معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع : لقد كنت في غفلة من هذا
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
غـآب عني حبيبي غـآب مدري علآلآمهـ ..~~/// wa7dh.-.mo0on همس القوافي - شعر - قصائد •• 6 12-23-12 02:08 PM
كلنا في غفلة والموت لامحال له دموع الورد مواضيع إسلاميه - فقه - أقوال ( نفحات ايمانيه ) •• 5 01-22-12 04:51 AM


| أصدقاء منتدى مسك الغلا |


الساعة الآن 11:07 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
بدعم من : المرحبي . كوم | Developed by : Marhabi SeoV2
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا