منتديات مسك الغلا

منتديات مسك الغلا (/vb/)
-   معلومات عامه - كتب ومناهج تعليميه - لغات - تاريخ •• (https://www.al2la.com/vb/f8.html)
-   -   عن ِ المرأة ِ !! (https://www.al2la.com/vb/t56482.html)

سفيان سعلي 05-17-15 12:44 PM

عن ِ المرأة ِ !!
 


هذا الذي سأرسله الأن كان مجرد رد ولكنه تحول إلى موضوع جدلي مطوق بالحواشي .
رد ؛ أخـذ منـي يومين أتمنى أن يكون هذا المجهود عند حسن الظن :0005:



أنا أرى أن المرآة خليـط مـن العاطفة والعاصفة ، فسحـرها جثى أمـام ركـابه الـتاريخ والحقيقة ، فهيليـن أجمل نساء الأرض كما روي في ( إلياذة هوميروس ) كان ملوك الأرض يتسبقون إليها من كل البقاع لكنها اختارت ( منيلاوس ) زوجاً لها لكن الحب أقوى من القانون ، وقعت في غرام ( باريس ) فاختارت الهروب معه إلى طروادة فتسبب ذلك في اندلاع حرب دامية دامت عشر سنوات انتهت بسقوط طروادة وموت ملكها وأميرها ، لكن رغمَ سيول الدماء التي شربتها الأرض بسبب زلة عشق ، تمكنت هيليـن من الهرب مع عاشقها ، فالمرأة وحدها من يستطيع إسقاط أمة بأكملهاَ بجمالها أو بتمردها ... ..

فالمرآة قبل أن تكون وعاءاً لإحياء النسل ، كما كان يعتقد السلف الداثـر ، فإنها كتلـة من المشاعـر ورمز لبقاء سلسلة الحياة جارية إلى الآن ، ففي الجاهلية كان قتل البنات مباحاً والإستمتاع بالنساء بدون عقد ولا قران بلا عدد محدود وعند الرومان واليونان تكون تحت تصرف أبيها ثم زوجها ثم من بعده أكبر أولادها ولرئيس العائلة كذلك عليها حق الملكية المطلقة ، كانها لعبة أو بأدق وصف مادة لاهونيـة تورث من رجل لرجل كأن في الرجل شيءً أقوى منها ، لذا تحكموا بها كيفما شائـوا ، ويعتقد أن المرآة ليس لها روح خالدة وأنه لا ينبغي لها العيش بعد زوجها أرملة وهذه العادة الدونية كانت في الهند غالباً .

لكن التاريخ وإن حمل في صفحاته ظلم المرأة عبر الأزمنة فهناكَ أزمنة كانـت المرآة فيه آلهـة ، لكن كون المرآة عندهم آلهة يجردها من قبليتها أي أنها لم تعد امرآة فمثلاً ( حتشيتسوث ) ( كيلوبترا ) ( نفرتيتي ) كانـت المرآة هنا عاملا مقدساً ورمزاً من الرموز الخالدة للجمال والعفة والخصب ،

أما في البلاد التي ارتقت إلى درجة عظيمة من التمدن فإنا نرى النساء أخذن يرتفعن شيئاً فشيئاً من الإنحطاط وكانت المرآة تعيش حرة ومنهم من نسب هذا الإنزياح عن الواقع القبلي أن الفضل يعود للديانة المسيحية كأن الدين ساعدها في شيء وهذا الإعتقاد باطل لأن الدين المسيحي لم يتعرض لوضع نظام يكفل حرية المرآة ولم يظهر حقوقها بقوانين عامة أو خاصة وهذا التجرد المطلق الذي أسميه الحرية المفرطة قتلت جانب الأخلاق لديهم " ولو كان لدين ما سلطة وتأثير على العوائد لكانت المرآة المسلمة اليوم في مقدمة نساء الأرض " (1)

ففي لبنان قبل مئة عام كانت المرآة " تتنقل من بيتٍ لبيت مثل السلع القديمة "(2) فكان القساوسة يعاملون بإجلال وإفراط حفـي ، فلم يكن بوسع المرآة القابعة في عتمة الوحدة سوى أن تشكـوا بعدها عن الواقع بالبديل ، وهو السفر في عمق الخيال لتركِ الندوب الحارقة على الأرض ، لكن قدر النساء كان يصنعه القساوسة المهوسين بالسلطة ، فكان الرجل المقدر لهـن من اختيارهـم ، فكانت المرآة تعيش مرارةً لا حد لها وكانت الإبتسامة في ذلك الوقت عند المرآة كرؤية الـشبح في أول النهار ، و أمنياتهن في تلك الأوقات الحرجة لفـة واحدة من أبدية القبر ، لعل ثقل الوجع يسقط عن كاهلهن .

هل سمع أحدنا يوما ماَ عن فيلسوفة ؟ وما هو الإشكال بين الفيلسوف والمرآة ؟ فأرسطو حـط من قد المرآة ليبـين إختـلاف الأخـلاق أو العالمـين بينهما أي الرجـل والمرآة ولا يجد الإمام الغزالي حرجاً في أن يقول : " حق الرجل أن يكون متبوعاً لا تابعاً فهو السيد وعليه أن لا يتبسط في الدعابة معها حتى لا يفقد هيبته عندها "(3) وعلى المرأة أن تكون في بيت غازلها ، وعلى الزوج أن يقوم بتعليمها حتى لا تخرج لمكان أخر ولا مانع للرجل أن يشحن " علم الحيض وأحكامه " ويقوم بتعليمها لزوجته وفي هذه الحالة " لا يتوجب عليها أن تخرج من الباب ولو لسؤال في علم وإن قصر علم الرجل (4) وهكذا يفضل الإمام الغزالي أن تحرم المرآة من خروج ولو كان ذلك من أجل العلم
!!

فالمرآة تقوم بمجهودهـا كمساهمة فـي بناية الجيش مثلا هذا عند الإسبرطيين فقد كانت المرآة خشنة تعلم بناتها أساليب الرجولة لأن في ذاك الوقت كانت الحرب تحتاج إلى الشدة للنجاة لكنها رغم ذلك تحتمي في ظل الرجل القوي ومقابل ذلك تخضع له ، لأن الحرب كانت بين الآلهة والبشر ، ورغم محاولات المرآة في عدة مجالات إلا أن لا أحد يلتفت إليها ، وكما قال فينلـي : " ليس من شك في أن هوميروس يكشف تماماً ما كان يصدق على العالم القديم كله ، وهو النظر إلى المرآة على أنها بحكم الطبيعة أدنى من الرجل ومن ثم فهي تقتصر في وضيفتها على الإنجاب وأداء الواجبات المنزلية أما العلاقات الإجتماعية ذات المغزى فينبغي أن تترك للرجل " (5) فلما كانت تعتبر المرآة عبئاً هل تلك الأشغال التي كانت تقوم بها لم تكن كافية لترقيتها للمستوى المطلوب ؟ وهـل كان فلاسفة ذاك الوقت أنصار المرآة وينشدون بحريتها ؟

فلم تكن علاقة الفيلسوف بالمرأة جيـدة إذ أن الفيلسوف كان يرى في ما هو أبعد من هذا الكائن الثانـي وهو محلق في ما وراء الطبيعة لبناية نسق فلسفي يظن أنها من ينشد به للروجع إلى الأرض والرؤية السطحية عنده كانت تقتصر على الجسد واللذة والمحسوسات كأنها ولدت لتكونَ وعاءاً للرجل ولم تكن العلاقة بهذا السوء مع المسيقار أو الشاعر والفنانْ فإسنادا لبعض الأراء هناك من يقول أن بعض مواقف الفلاسفة مع المرأة لم تكن بالميزة المطلوبة للتأثير في الرأي العام كظروف خاصة بزوجاتهم أو محبوباتهم هي التي تعكس موقفها ورغم أن سقراط كان يعاني من نفس الحالة إلا أنه كان ينشد بقوله لتلاميذه : تزوجوا فإما أن تكونوا سعداء أو تصبحوا فلاسفة مثلي " ، فأفلاطون هاجم المرأة فوصفها : بأنها إهانة ليس فقط لإنسانية الإنسان بل لحياونيته أيظاً " وهذا الرأي الشاذ يبـين مدى اللواط الذي كان يعيشه الفلاسفة ، " أو هو اتسام بالجـنسية المثلية التي روي أنها من كبير الآلهة " زيوس " والحق أن أفلاطـون كره جميع أنواع العلاقات الجنسية لأنه متسق مع مبادئه في الميتافيزقية (6) فأفلاطون كره جسد المرآة ووصفه بسجن الروح وكان يعتبرها مرحلة إتصال جنسي لإبقاء النوع البشري ، ورغم كل هذا كان يقال بأن أفلاطون كان ينشد بحرية المرآة وهذا ليس صحيحا لأن ما سبق يناقض هذا القول ، وهنا يكمن اللغز كما قالت الباحثة ( سوزان أوكين ) فقد وصفه "Grube " ( بأنه كان رسولاً لحقوق المرآة ) (7) فبات هذا التناقض من العويص فك طلاسيمه .

ورغم الموجود التشائمي الذي كان بينهما إلا أن المرآة كانت نافعةً في اليونان فقط كانت آثينا في ذاك الركن المنعزل الذي يسمى ( الحريم ) تقضي أشغالاً كثيرة كإطعام الأطفال وتدبير الأمور المنزلية ... مما يخول للرجل أن يطلق عنان فلسفته وأدبه وعمله ، لكن أفلاطون كان يسعى لتحريرها من الركن المنعزل فهل هذا صحيح ؟

صارت المرآة ملكيةً خاصة حرة لا يجوز لأحد مسها بسوء أو نعتها بما هو سائر في سلفية بعض الأقوام الذين تحدروا من أصول جاهلة وتابعة لتقاليد لا عبقرية فيها فمنذ عصر هوميروس و هزيود إلى عصر سقراط وأفلاطون وأرسطوا إلى عصر الإمبراطورية الرومانية وعند ظهور المسيحة ارتدت المرآة النقاب والحجاب ثوبا دينياً ، وكان لا يجب للمرآة أن تمشي مطأطأة الرأس وإن فعلت ذلك يقص شعرها على حسب قول بولس في الإصحاح الحادي عشر

ولكي لا نغوص أكثر في هذا المعقـد الفلسفـي الذي يتطلب دراسة مثيلوجية عن أول لمحة بين الرجل والمرآة الذي سيخول بناية نسق فلسفي حول هذا التناقـض سنكتفـي بهذا الحـد .

وأتعجب كذلك حين يقول لي بعض الأشخـاص أن الـمرآة ناقصة العقـل والديـن بمفهومها السطحـي ؛
فعن علي بن أبي طالب مما قرأت في مرجعية كتاب " نهج البلاغة " : أن نواقص الإيمان المراد بذلك كون المرآة في حالة استراحة بسبب حيضهن وهذا ما يجعلهن يقعدن عن الصلاة والصيام وأما نواقص العقول : فشهادة الإنصاف من على إمرأتين كشهادة الرجل الواحد .

فالإسلام أتى ليحرر المرآة من قيود القوانين التـي نفتها في قبو النسيان فكانت المرآة في الإسلام طبيبة وكانت تفـقه العلم وكانت ... وكانت شاعرة وهنا أتحدث عن الخنساء ( تماضر بنت عمرو بن الحارث بن الشريد السلمي ) التي مزقت أصفاد الجاهلية ونست عاداتها فلقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم : " يستنشدها الشعر ويستزيدها وهو مصغٍ إليها . " (8)

ولو لا المرآة لما ولدت فأول صوت سمعته كان صوت امرآة والجنة تحت أقدام امرآة ، فكيف تـظلم المرآة التي ستكون أختي أو أمي أو جارتـي أو كانت وهن من نفس الفصيلة فقد حررها الإسلام بالفعل السامـي ..


الحواشي : ـــــــــــــــــــ

(1) تحرير المرأة _ قاسم أمين
(2) جبران خليل جبران _ الأجنحة المتكسرة _ دار العودة بيروت
(3) إحياء علوم الدين : الجزء الثاني _ دار الريان للتراث ص 50_51
(4) إحياء علوم الدين الجزء الثاني _ صـ 54
(5) M i finley : the world of odysseus p 138
(6) أفلاطون والمرأة _ تاليف إمام عبد الفتاح إمام أستاذ ورئيس قسم الفلسفة جامعة الكويت صـ 15
(7) M.A Grube : pato s thought p 88
(8) ديوان الخنساء اعتنى به وشرحه حمدوا طماس _ دار المعرفة بيروت صـ : 10




ح/ الروح !!

رج ــــل ش ــــرقي 05-17-15 03:15 PM

معلومات مفيده ..

ومن ينظر للمراءه بمنظور دوني فهو لايعرف قيمتها حقيقيا ..

كلل الشكر لك ..

مطر الفجر 05-18-15 06:24 AM

شكرا لك غاليتي على الموضوع الرائع
انرتي القسم
تحيتي لك

سفيان سعلي 05-18-15 08:24 PM

أشكركما َ على هذا العبور ِ الأنيق، وإن شاءَ الله سنزرع ٌ أفكارنا َ في كل ِ الأقسام ِ بغية َ الإرتقاء ِ، فهذا المنتدى أعجبني جدا ً، لأنه يمجد ٌ اللغة العربية الأولى، ولا يقتصر ٌ على النبطي ِ والشعبي ِ فقط، وهذا إن دل على شيء ٍ فإنما َ يدل ٌ على أن هذا المنتدى يفتح ٌ أبوابه للعالم ِ .. !:bye1:

اول السطر 05-27-15 11:50 AM

يعطيك العافيه

شُعَيْبٌ 05-27-15 05:21 PM

المرأة لا تختصرها الكلمات ولا المعاني
قد يطول التصور عنها إلا أنها أكثر من ذلك
الف شكر على التقديم


الساعة الآن 12:49 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا