منتديات مسك الغلا | al2la.com
 


موضوع مُغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-28-15, 03:05 PM   #1
عبدالرحمن.

الصورة الرمزية عبدالرحمن.
مسافر في عالم النسيان

آخر زيارة »  07-29-15 (11:33 AM)
المكان »  الدمام
الهوايه »  كرة القدم
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

المتنبي وكافور الإخشيدي .. من ظلم من ؟



المتنبي وكافور الإخشيدي .. من ظلم من ؟
المتنبي اشتـُهر كثيرا بالاعتداد والفخر بنفسه ، كان شديد الإعجاب بشخصه حتى فاضت قصائده بمدح ذاته وازدراء منافسيه ومناوئيه ، ولا أظنه كان يحلم بعشر معشار ما له الآن من قيمة في الشعر العربي
أنا الذي نظـر الأعمـى إلى أدبي ** وأسمعـتْ كلماتي مـن بـه صمم
وإني لنجم تهتدي صحبتي به ** إذا حال من دون النجوم سحاب
وإني لمـن قـوم كـأَن نفـوسهـم *** بهـا أنَـفٌ أن تـسكـن اللحـم والعظمـا
أنام ملء جفوني عن شواردها ** ويسهر الخلق جرّاها ويختصم
أفي كل يوم تحت ضِبني شُوَيْعرٌ ** ضعيف يقاويني ، قصير يطاول
لساني بنطقي صامت عنه عادل ** وقلبي بصمتي ضاحكُ منه هازل
الخيل والليل والبيداء تعرفني ** والسيف والرمح والقرطاس والقلم
ويقال أن هذا البيت هو قاتل المتنبي ، حيث قابله خال ضبة الأسدي غرب بغداد بعد أن ترصد له هو و جماعة من قومه فهموا بقتله ، فلما أحس بالخطر هرب فقال له أحد من كان معه أتهرب وأنت القائل : الخيل والليل ... البيت
فقال المتنبي: قتلتني يا هذا , فرجع فقاتل حتى قتل وهو في الخمسين من عمره
وقتال خال ضبة الأسدي له كان لهجاءه ضبة وأمه ذات بزعة حين قال قصيدة على قدر من البذاءة جعلتني أتردد كثيرا في إيرادها ، لكني أعرضها لبيان مـُهلكة المتنبي ، ولأن ناقل الكفر ليس بكافر
وأضطـَرُ مع هذا الشاعر الصايع إلى العدول عن كتابة بعض الكلمات في القصيدة و الاستغناء عنها بنقط ..
ما أَنصَفَ القَومُ ضَبَّه** وَأُمَّـهُ الـطُـرطُبَّه
رَمَـوا بِـرَأسِ أَبيهِ **وَبـاكَـوا الأُمّ غُلبَه
فَـلا بِمَن ماتَ فَخرٌ ** وَلا بِـمَن ... رَغبَه
وَإِنَّـما قُلتُ ما قُلتُ **رَحـمَـةً لا مَـحَبَّه
وَحـيـلَـةً لَكَ حَتّى **عُـذِرتَ لَو كُنتَ تيبَه
وَما عَلَيكَ مِنَ القَتلِ **إِنَّـمـا هِـيَ ضَربَه
وَما عَلَيكَ مِنَ الغَدرِ **إِنَّـمـا هُـوَ سُـبَّه
وَما عَلَيكَ مِنَ العارِ **إِنَّ أُمَّـكَ ....
وَما يَشُقُّ عَلى الكَلبِ **أَن يَـكونَ اِبنَ كَلبَه
ما ضرها من أتاها** و إنما ضر صلبه
و لم ..... و لكن ** عجانها ... ...
يلوم ضبة قوم ** و لا يلومون قلبه
و قلبه يتشهى ** و يلزم الجسم ذنبه
لو أبصر الجذع شيئا ** أحب في الجذع صلبه
يا أطيب الناس نفسا ** و الين الناس ركبه
و أخبث الناس أصلا ** في أخبث الأرض تربه
و ارخص الناس أما ** تبيع ألفا بحبه
والقصيدة طويلة ويقول في نهايتها :
ما كنت إلا ذبابا ** نفتك عنا مذبه
وكنت تفخر تيها ** فصرت تضرط رهبة
و إن بعدنا قليلا ** حملت رمحا و حربة
وقلت ليت بكفي ** عنان جرداء شطبة
إن أوحشتك المعالي ** فإنها دار غربة
أو آنستك المخازي ** فإنها لك نسبة
و إن عرفت مرادي ** تكشفت عنك كربه
و إن جهلت مرادي ** فإنه بك أشبه
إن مالئ الدنيا وشاغل الناس كان بذيئاً مستكبراً متغطرسا برغم تنصيبه كمفخرة للشعر العربي جزاء قصائد قال عنها شوقي " مات المتنبي عن نحو مائتي صفحة من الشعر تسعة أعشارها لممدوحيه "
كان يلقي قصائده جالساً أمام سيف الدولة خلافاً لعادة الشعراء الذين كانوا يقفون ساعة إلقاءهم قصائدهم ، وحين بلغه نبأ موت خوله أخت سيف الدولة وهو في مصر قال من ضمن ما قال في رثائها :
يعلمن حين تحيا حسن مبسمها ** وليس يعلم إلا الله بالشنب
يقول الخوارزمي : " لو عزاني إنسان عن حرمة لي بمثل هذا لألحقته بها "
ينظر للآخرين بالكثير من الاحتقار و الازدراء ، و هو كبير مداحي السلاطين
أذم إلى هذا الزمان أهيله ** فأعلمهم قرم وأصرمهم وغد
لذلك ألتمس الكثير من العذر للنحوي ابن خالويه حينما صك المتنبي مع جبهته بالمحبرة وقيل بالمفاتيح فشجـّه وهو في مجلس سيف الدولة بحلب
و حينما غادر المتنبي حلب باتجاه مصر إلى حيث كافور الإخشيدي ، كان قد شبع من المال ، ولم تبق إلا رغبة الحصول على السلطة التي لم يشبع منها عند سيف الدولة
المتنبي ابن السقـّاء الذي حرص كثيرا على إخفاء نسبه ، غادر إلى مصر تدفعه الرغبة في الحصول على سلطة من لدن عبد خصي أعقب سيده محمد الإخشيدي في الحكم بعد أن كان وزيرا له ، بعد منه عليه بالإعتاق لما تميز به من شجاعة و حنكة وحكمة و سعة علم ، قال عنه الفاطميون " لن نستطيع فتح مصر قبل زوال الحجر الأسود " !
كافور هذا قيل أن عهد ولايته لم يجد فيه أصحاب الأموال في مصر من يقبل الزكاة منهم ، وكانت له اليد الطولى في استمرار الدولة الإخشيدية واستقرار الحكم مما انعكس على حياة الشعب ، يترجم له الذهبي في سير أعلام النبلاء فيقول عنه : " كان مهيبا ، سائسا ، حليما ، جوادا ، لا يشبه عقله عقول الخدام … و لقد هجاه ( أي المتنبي ) لآمة وكفرا لنعمته "
ويقول عنه ابن كثير في البداية والنهاية : " كان شهما ، شجاعا ، ذكيا ، جيد السيرة "
لما قدم إليه المتنبي وقف أمامه على غير عادته مع سيف الدولة ، وقال فيه الكثير من القصائد :
ولكن بالفسطاط بحرًا أزرته ** حياتي ونصحي والهوى والقوافيا
قواصد كافور توارك غيره ** ومن قصد البحر استقل السواقيا
و يغنيك عما ينسب الناس انه ** إليه تناهي المكرمات و تنسب‏
ودخل المتنبي على كافور الإخشيدي حين أصاب الزلزال مصر فقال قصيدة منها :
ما زلزلت مصر من كيد ألم بها *** لكنها رقصت من عدلكم طرباَ
و إن مديح الناس حق وباطل ** ومدحك حق ليس فيه كذاب
إذا نلت منك الود فالمال هين ** وكل الذي فوق التراب تراب
وحينما فرَّ المتنبي من مصر قال :
تظن ابتساماتي رجاء وغبطة ** و ما أنا إلا ضاحك من رجائيا
وتعجبني رجلاك في النعل إنني ** رأيتك ذا نعل إذا كنت حافيا
و إنك لا تدري ألونك أسود من الجهل ** أم قد صار أبيض صافيا
و يذكرني تخييط كعبك شقه ** ومشيك في ثوب من الزفت عاريا
ومثلك يؤتى من بلاد بعيدة ** ليضحك ربات الحداد البواكيا
سادات كل أناس من نفوسهم ** وسادة المسلمين الأعبد القزم
ثم شنـّع في هجاء كافور بقصائد كثيرة كان أشهرها :
عيد بأي حال عدت يا عيد ** بما مضى أم لأمـر فيك تجديد
حتى يقول :
أكُلمــا اغْتَـالَ عَبـدُ السُـوءِ سـيدَهُ ** أَو خانَــه فَلَــهُ فـي مصـرَ تَمهيـدُ
صــار الخَـصِي إِمـام الآبِقيـن بِهـا ** فــالحُر مســتعبَد والعَبــدُ مَعبُـودُ
العَبــد ليسَ لِحُــرٍّ صــالحٍ بــأخٍ ** لَــو أنـهُ فـي ثيـابِ الحـرِّ مولـودُ
لا تشــتَري العَبــد إلا والعَصَـا معـهُ ** إِن العَبِيـــدَ لأنجـــاسٌ مَنـــاكيدُ
مـا كُـنتُ أَحسَـبُني أَحيـا إلـى زَمَنٍ** يُسـيء بـي فيـهِ عَبـد وَهْـوَ مَحمودُ
وأَنَّ ذَا الأَسْــوَدَ المَثْقــوبَ مشْــفَرُهُ ** تطِيعُــهُ ذي العَضــارِيطُ الرعـادِيدُ
مَـن علَّـم الأسـودَ المَخْـصِيَّ مكرُمـة ** أَقَومُــهُ البِيــضُ أَمْ آبــاؤهُ الصِيـدُ
أم أُذْنُــه فــي يـدِ النّخَّـاسِ دامِيـةً ** أَم قَــدْرهُ وَهــوَ بِالفِلسَـيْنِ مَـردُودُ
أولَــى اللِئــام كُوَيفــيرٌ بِمَعــذِرَة ** فـي كُـلِّ لُـؤْم وبَعـض العُـذْرِ تَفنِيـدُ
وَذاك أن الفحــولَ البِيــضَ عـاجِزَة ** عـنِ الجَـميلِ فكَـيفَ الخِصْيَـةُ السُودُ
لقد أمعن كثيرا في النيل من شكل و خلقة كافور التي لا يد له فيها وتحدث عن أوصافه بطريقة لئيمة ، ولن تجد أشد لؤماً من مـُهلكته التي نال فيها من ضبة و أمه بشناعة تنم عن انعدام خـُلق
مثل هذه الأحداث ترسم شخصية انتهازية مصلحوية ، ولهذا يصفه غازي القصيبي بـ " الشاعر الأجير "
ويصفه طه حسين بـ" النصاب الكبير " ، وعندما قيل له : قد ينطبق هذا على سلوكه، ولكن ألا ترى شعره ذروة نضج الشعر العربي ؟
رد طه حسين: " هو نصاب في شعره أيضا ، إنه مليء بالسرقات "
أكثر ما يمكن أن يقال عن المتنبي أنه كان قومجياً فيه انتهازية القومييين ، ولا يطربه إلا الزامر اليعربي ، وما دونه فهم دون
شخصية المتنبي بعيدة كل البعد عن منزلة الحكماء التي وضعه فيها ابن خلدون ، و عن جميل الثناء الذي أسبغه عليه ابن جني ظاهرا وباطنا
بالمقابل كافور هذا كان عبدا يباع في سوق النخاسة ، إلا أنه كان أمينا على بيت المال حين تولي الولاية ، لم يجزل بالأعطيات والهدايا للمتنبي ، و لم يشبع رغبة شاعر بنيل سلطة يمنحها له وهو لا يستحقها، لقد كان شجاعاً حينما قدّم مصلحة أمته على مصلحة نفسه فلم يسترضي بأموال المسلمين من كان يخشى
هجاءه
يقول عبد الله بن جابر: لقد علمنا الأستاذ " يلقب كافور بهذا" التصوف كان قائداً عظيماً و كان مؤهلاً ليحكم و قادراً على أن يبقى في الحكم فهو فاق المنصور و الرشيد و مع ذلك لم يصنفه التاريخ و كان لذلك سببان : سواد لونه و هجاء المتنبي له ، أما السواد فإنه ما وضع أحدا أما المتنبي فقد هجاه بأربع سواد لونه و عبوديته و بخله و نسبه
و في كتاب المظلومون في التاريخ يقول شاكر مصطفى عن كافور : " كان كثير التواضع لم تأخذه العزة بالحكم مرة … وكان كثير التدين ، كثير الصدقات ، كثير الاحترام لأهل البيت عارفا بالناس و بأساليب احتوائهم بين اللين والشدة ، وبين العطاء والحلم والغضب "
السؤال لم مـُجـّد المتنبي كثيرا وأهملت شطحاته الكثيرة ، بينما أهمل أو حتى أسيئ لكافور الإخشيدي .؟
هل كان هجاء المتنبي وبيته الشهير
لا تشتري العبد إلا والعصا معه .. البيت
سببا لظلم كافور الإخشيدي تاريخيا
؟




 


موضوع مُغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are معطلة
Pingbacks are معطلة
Refbacks are معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع : المتنبي وكافور الإخشيدي .. من ظلم من ؟
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كافور الإخشيدي الفاقد قصص - روايات - Novels stories - روايات طويله •• 4 01-06-17 05:44 PM
المتنبي ! (١) سفيان سعلي ابداعات أقلام الاعضاء الحصريه للمنتدى ( أقلامُنا ) 5 12-09-15 09:48 AM
عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ" أبو الطيب المتنبي رويدا محمد همس القوافي - شعر - قصائد •• 6 10-20-15 04:51 PM


| أصدقاء منتدى مسك الغلا |


الساعة الآن 05:11 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
بدعم من : المرحبي . كوم | Developed by : Marhabi SeoV2
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا