انه لمسلك صعب ان نكتب عن هذا الموضوع؛ لاننا نعتقد جميعا ان مشاكلنا في غاية الصعوبة,
في حين اننا اذا لم نولها اهتماما ,فانها لن تزعجنا بذلك القدر
ولقد لاحظت ان كثيرا من الناس يتعمدون تضخيم مشاكلهم ومشاحناتهم التي يتوجب عليهم معالجتها, وكل ذلك يفضى بك الى الاهتمام بكل صغيرة في حياتك,
وتخيل انها اصعب مما هي عليه في الواقع ,وان من شان تلك المعلومة الناضجة
ان تغريك بالتركيز على الجوانب السلبية والصعبة في حياتك
ان الميل الى المبالغة في متاعبك يتجلى في عدة اشكال ,فتجد من الناس من يقول:
((انني اعمل اربع عشرة ساعة في اليوم )) او ((امامي خمس ساعات ليلا للواجب المنزلي))
وقد تكون الحقيقة هي عشر ساعات في اليوم او ثلاث ساعات للواجب المنزلي,وقد
يكون هناك عمل كثير ولكنه ليس على هذه الدرجة من السوء ,بحيث يخرج عن طاقة المرء ,والمشكلة هنا انك اذا اقنعت نفسك بانك تقوم بساعات عمل اكثر مما تؤدى بالفعل,
فسوف تبدأ في الاعتقاد بانه ليس لديك الوقت وانك منهمك كليا,وسوف يتمادى
خيالك المحبط وتصبح اكثر قلقا واقل صبرا, وهكذا يكون ذلك مدعاة الى المزيد من التوتر
زعم((ستيفن)) وهو في الثالثة عشرة من عمره انه ليس له اصدقاء ,وان كل فرد
في المدرسة يكرهه, وكانت هذه ترجمة مبالغا فيها للحقيقة ,والحق انه كان
لديه بعض الاصدقاء, و لهذا فهو يطمع في المزيد,فضلا عن انه قد تعرض
للمضايقة في المدرسة من قبل قليل من زملائه, ولهذا فسر ذلك على ان
((كل شخص يكرهه)) , والحقيقة ان هولاء الزملاء كانوا انانيين وحمقى,
يضايقون كل من لا يملك القدرة على الدفاع عن نفسه امامهم
انني لا انكر حقيقة ان ((ستيفن)) كان يعيش وقتا عصيبا؛ ونتيجة لتضخيمه
مشاكله بدا له ان حياته توشك ان تنهار ,على انها لم تكن كذلك,وببساطة
فقد كان في حاجة الى ان يرى مشاكله في حجمها الطبيعي
,وان يحاول ان يجد اصدقاء كثيرين متوافقين معه في التفكير
انه لمن الصعب عليك الاعتراف لنفسك بانك ربما كنت مبالغا في متاعبك,
واذا كان ذلك صنيعك بحق, وكان بامكانك ان تواجه الحقيقة,
فسوف تكافا بحياة سعيدةواقل توترا