المدح كعادتي أجعل من المواقف الحية نبضا أحرك به بناني بعد أن أعصر ما يزاحم عقلي وجناني ، وكيف لا والحياة منها نستقي الفوائد ، ونصيغ بها المعاني ، ولنا فيها مآرب أخرى وحديث ثاني ، وكلما رجعت بذاكرتي إلى الوراء ، ومنذ أن كان لنا إخوة حديثي العهد بالحياة ، كنا نحاول أن نبعدهم أن معازف المديح ، ومزامير الثناء ، وإن كنا في ذات الوقت نكيل لهم ذلكَ الثناء ولكن كل بمقدار ، بحيث نغذي ذلكَ العطاء ويكون لهم زاد يدفعهم لمزيد من النجاح والنماء ، فما وجدنا أضر على المرء كمثل المبالغة في الثناء ، فما هو إلا صخرة تهشم أجنحة من يطير إلى التقدم وبلوغ المرام ، وهو يقطع حبل الرجاء ، وما نشاهده اليوم نجد ذلكَ التدافع من أجل نيل المديح الذي يخثر سعي المريد لبذل المزيد ، والبعض يلقي ما لديه من معارف ، وما وهبه الله من هبات ليبقى ينتظر يشغف هطول أمطار الإعجاب لتسيل أوديته لتهدم صرح التواضع ليلقيه صريعا وقد تناهشه العجب ، والرياء ، والكبرياء ، والذي يجعل منه غير قابل لأي نقد ولا تصويب ، لأنه يرى نفسه فوق ذلك ! وكم ينتاب البعض الغضب إذا ما نالهم من الغير الإنتقاد ولو كان مكملا لقصور تشبث بفواصل ذاكَ العطاء ، لأنهم عشقوا ، وعاشوا على التمجيد ، والتصفيق ، والتهليل ! منذ حوالي أسبوع صليت في أحد مساجد بلدتي ، وبعد الإقامة للصلاة أصر بعض الإخوة لأصلي بهم صلاة المغرب _ يظنون بي خيرا وأنا أقلهم وأجهلهم _ وما أن انتهى المقيم من الإقامة إلا وسمعت أحد الإخوة المقربين مني يقول : " اخلصوا العمل ليتقبل الله " ، سمعتها منه ووقع في قلبي مغزى قوله بأن علي الإخلاص ، وأن أفرد لله العمل ، كي لا يخالط ويشوب عملي شرك أشرك به الله ، ليكون الرياء والعجب هو المقصد والهدف ، لأخرج بذلك العمل بذنب مذموم ، وتجارة بور ! " فما أحوجنا أن نعين إخواننا ، وأن لا نعين الشيطان عليهم ، وأن نقصد في المدح كي لا نهلك من نمدحهم بذلك ، فنعطل إخلاص قلوبهم ، ونحطم باكورة بذلهم ، ليجد ذلكََ المجد نفسه بأنه وصل غايته بذلكَ الثناء والتمجيد وهو لم يبلغ حتى العشر من بداية مشواره ليبقى يراوح مكانه في مضماره " ! |
يعطيك العافية |
جزاك الله خيرا على ما طرحت |
تحيتي وودي |
الساعة الآن 07:44 PM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا