عاش في عام 1904م رجل من الكونغو في وسط أفريقيا واسمه : “أوتا بينغا” وكان متزوجاً ولديه طفلان ، قام أحد الباحثين باصطياده وتقييده بالسلاسل وقتل زوجته وولديه وتدمير قريته ، ووُضع في قفص ونُقل إلى الولايات المتحدة ، حيث قام علماء نظرية التطور بعرضه على الجمهور في معرض سينت لويس العالمي إلى جانب أنواع من القردة ، وقدموه بوصفه أقرب حلقة انتقالية للإنسان ، وبعد عامين نقلوه إلى حديقة حيوان في نيويورك وعرضوه وكأنه حيوان عادي . ونظراً لعدم قدرته على تحمل المعاملة التي تعرض لها، فقد انتحر صديقنا “أوتا بينغا”
كانت فكرة حديقة الحيوان البشرية أمر شائعاً في ذلك الوقت فإذا كنتَ تعيش في القرن التاسع عشر أو بداية القرن العشرين فمن الممكن جداً أن تدخل حديقة حيوان في لندن أو ميلانو أو باريس أو برلين أو نيويورك لتجد من ضمن الحيوانات المعروضة رجل نوبي وآخر من قبائل الاسكيمو وثالث من الهنود الحمر ومن المشهور جداً أن يأتي الزوار لمشاهدة مجموعة من الأطفال والنساء والرجال الذين جلبوا من أفريقيا قسراً لعرضهم في أقفاص إلى جوار الأفيال والزرافات والنعامات والقرود وبقية الحيوانات.
وحتى في المكسيك كانت توجد حديقة حيوان سيجد الزائر من بين معروضاتها بعض البشر من الأقزام والمصابين بالبهاق والحدب.
وتذكر المصادر في عصر النهضة في أوربا ، أي : في القرن (16) الميلادي في داخل الفاتيكان تم الاحتفاظ بمجموعة من الحيوانات الغريبة مع مجموعة من “بني آدم” !! من البربر والتتار والهنود و الأتراك والأفارقة.
ويمكنك كتابة : “Human zoo” في قوقل لمشاهدة نتائج أكثر عن ذلك.
إذاً فهكذا كان تعامل المستعمر الأوربي مع بني البشر ، وإن كانت قد ظهرت بعد ذلك دعوات حقوق الإنسان التي تعارض مثل هذه الأفعال وبدأت تختفي هذه الظاهرة تدريجياً إلا أن ذاكرة التاريخ لا يمكن أن تنسى ذلك، وأرجو أن لا أكون مخطئاً أو مبالغاً إن قلت : أن الإنسان لم يتعرض للإهانة بمقدار ما تعرض لها أثناء الاستعمار الأوربي للعالم ، وأثناء اكتشاف ما يعرف بالعالم الجديد.

شكراً لحضورك رويدا
ودمت بكل ود

غريب جدا .. اول مرة اسمع بها

مشكورة سويرة......
لك ودي