من وفاء النسوان في حب الأوطان . قد أخطأ من ظنّ أن الوطنية فقط من نصيب الرجال دون النساء ! فهذه ميسون بنت بحدل الجنابية القضاعية ، قد ضحّت في ملك الشام وسُكناها وسيادة معاوية بن أبي سفيان وسؤدده ، واختارت مضارب باديتها التي عاشت فيها طفولتها ومرابيعها ، فأنتصت لها ذات يوم وهي تنشدُ أبيات من الشعر وتتوجد على تلك المضارب وتلك الربوع من مواطن قبيلتها وأبناء جلدتها فقالت : لـبـيـتٌ تـخـفـق الارواحُ فــيــه ** أحبُ إلــيّ من قتصـر مُـنـيـف ولـبـس عـبـاءة وتـقـرّ عـيـنـي ** أحبُّ إليّ من لبس الشفوف وأكل كُسيرة في كـسـر بيتي ** أحب إليّ من أكـــــل الرغيف واصـوات الـريــــــاح بـكـل فـــجّ ** أحبُّ إلــيّ من نـقـر الـدفـوف وكـلـب يـنـبـح الـطُّـرّاق دونـي ** أحبُّ إلـــيّ من قــــطّ ألــيــف وبكر يـتـبـع الأضــعــان صـعـبٌ ** أحبُّ إلــيّ من بــغــل زفـــوف (وخرق من بني عمي نحيف ** أحبُّ إلــيّ من عـلـج عـلـيـف) فلما سمع معاوية الأبيات قال لها : ما رضيت ابنت بحدل حتى جعلتني علجاً عليفاً ؟ وهذا من حنين البادية إليها ، والانصراف عن حياة الحاضرة . |
الساعة الآن 02:48 PM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا