منتديات مسك الغلا
 


موضوع مُغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-19-15, 01:36 AM   #1
مسكك الغلا

الصورة الرمزية مسكك الغلا

آخر زيارة »  اليوم (09:23 PM)
المكان »  المملكة العربية السعودية
الهوايه »  لا شئ ...لم اعد اهتم بشئ



ان طالٺ الغيبه وانقطعٺ اخباري
خلوني بدنياكم ذكرى جميله .♥
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي ♦الـــــجـــــوع ♦ قــــصة حقيقية



السَلآْم عَلْيُكّمٌ وٍرٍحَمُةّ الله وٍبُرٍكآتُهْ

♡ اسعد الله جميع اوقاتكم بكل خير ♡

اننا والله في نعمة وأمان الحمدلله رددوها كثيرا

من شكى انه جائع. فليقرأ هذهـ القصة ليعلم انه

بخير ولم يعرف الجوع ابدا

اترككم مع

(( قصة إبراهيم بن عبدان البكري الشهري ))

من قرية الجهوة بقبيلة بني بكر ،
زمان الجوع قبل 75عام في النماص

كما ذكرها الشيخ د. عبدالله بن بلقاسم في خطبة الجمعة ..


يقول كنت طفلا صغيرا حين نشب خلاف بين أمي وأبي غادرت معه أمي بيتنا مصطحبة معها أخويّ الصغيرين ، وتركتني باعتباري أكبر منهما مع والدي ،
وتزوج أبي زوجة أخرى وأنجب منها طفلتين ..
وفي نحو سنة 1357 أجدبت ديارنا ، وشحت أرضنا ، وانتشر الجوع والفاقة ، وضاقت الأرض بما رحبت على أهلها ، حتى أكلوا أوراق الشجر وجلود الحيوانات ، حتى كان الرجل يبيع أرضه التي كانت أغلى من روحه من أجل وجبة عشاء يمنح بها نفسه وأهله فرصة أخرى* قصيرة للحياة ..
حينها شعر والدي بأنه يمثل عبئا على والده جدي وأنه لن يتمكن من الوفاء بحاجته وحاجة أطفاله، قرر الرحيل بنا ، وخرجنا حتى وصلنا إلى الشعف ( شعف النماص ) ..
فالتفت إلي والدي وطلب مني الرجوع لأبقى مع جدي وجدتي ، فاستجبت له ورحل ثم التفت يقول لي قبل الوداع : لعلنا لا نلتقى بعد هذه اللقاء أبدا يابني ،
إنها رحلة إلى المجهول ، سفر بلا وجهة ولا هدف سوى البحث عن لقمة تسد رمق الطفلتين وأمهما ..
وعدت مع جدي ، وازدات الأمور سوءا ، والجوع يخيم على المكان والزمان ، والناس تفر من البلد ، ولم يبق إلا كبار السن وبعض الصغار ..
وحين خاف جدي علي أن أموت جوعا ، أشار علي أن ألحق بأمي وأخويّ الصغيرين عند أهلها ..
فذهبت أمشي وأنا في حدود الثانية عشرة إلى أمي على بعد ثلاثين كيلا إلى الشمال من النماص وبقيت أمشى من الصباح حتى جاء المساء ووصلت إليها ففرحت بي فرحا عظيما واستقبلتني ، ورأيتها تبيع الحطب من أجل أن تسد رمق أخويّ الصغيرين ، فأضفت إليها عبئا جديدا ، ولم يمر وقت طويل حتى شعرت بأنها عاجزة عن إطعامنا ، وخافت أن يقتلنا الجوع ،* فقالت انزل يا بني إلى تهامة لعلك تجد والدك أو تجد شيئا تأكله وأرسلت معي أخي الذي يصغرني ، وتركت أصغرنا معها ، وصحبنا ابن خالتي الصغير أيضا ونزلنا إلى تهامة أقود رحلة الأطفال البؤساء حيث كنت أكبرهم إلى تهامة ، حيث تنتشر الملاريا والوباء والناس يموتون فرادى وجماعات من فتك المرض ، ولكن لا خيار لنا .. الموت جوعا أو وباء ، إنها خيارات متقاربة ، لابد من الركض إلى النهاية ، مضينا حيث لا نعرف طريقا ولا وجهة ، نقترب في المساء من البيوت لنؤنس وحشتنا ، ونأكل ما نجد في الطريق من الشجر*حتى وصلنا سوق الاثنين في المجاردة اليوم ، والناس يتبايعون الحبوب والتمر والزبيب ، فنستبق إلى حبة سقطت هنا أو هناك ، والناس لا يكترثون بمنظر الأطفال الجياع يبحثون عن الحبوب كالطير وذلك لأن الفاقة تضرب الجميع والجوعى كثر ..
تفرقنا في السوق فلما جاء المساء لم أجد اخي ولا ابن خالتي ..
بحثت عنهما طوال الليل فلم أجد أخي الصغير وعمره ثمان سنوات إلا في الصباح فضربته بعنف لشدة خوفي عليه وألمي من فراقه ليلة كاملة ، ثم ندمت ندما شديدا على ضربي إياه وهو الصغير الشريد الجائع ، فكنت أحتضنه طوال الليل وأبكي ندما ورحمة به ، ولم أجد ابن خالتي إلا في اليوم الثالث ، وجدته قد مات جوعا أو مرضا ..
حينها قررت العودة إلى أمي في الحجاز وقد خسرنا في الرحلة ابن خالتي وصعدت بأخي الصغير إلى أمي وأعلمتها بوفاة صاحبنا ، فحزنوا إن كان بقي في قلوبهم حزن حينها ، وبكوا إن بقيت لهم عيون يبكون بها ..
وما إن وصلت حتى ارتفعت حرارة أخي الذي كان رفيقي في الرحلة لقد أصابته الملاريا هو الآخر، وظلت أمي وأنا نسهر معه طوال الليل ، وكنت أضمه إلى صدري وأبكي ، وحين بزغ الفجر أرادت أمي أن تذهب لتأتي بقربة ماء فناداها أخي المحموم بصوت خافت لا تذهبي إنني سأموت الآن قبل أن تعودي بالقربة ، وبالفعل مات .. شعرت أن أمي المسكينة لم يعد في قدرتها القيام بإطعامي مع أخي فعدت إلى جدي في النماص لعل الأوضاع قد تحسنت ، فإذا هي قد ازدات سوءا والجوع قد كلح بوجهه في كل الزوايا ، فاقترح علي جدي أن أنزل من جديد إلى تهامة إلى والدي في القرية الفلانية ..
فذهبت أمشى أربعة أيام في طريق المجهول ، أقترب من المزارع آكل منها وأمضي ، وفي ذات مرة اقتربت من بستان أقتات ما أستطيع منه فإذا بي أرى أبي فاحتضنني وبكيت بحرقة وأعلمته بوفاة أخي ، وأخبرني بوفاة زوجته ، وجعل يخفض من حزني ويقول سوف أعود فآخذ أمك وأخوك ونعود إلى النماص ويلتئم شملنا من جديد ..
فاجتاحني فرح أنساني كل أحزاني وبشرت أختي الصغيرتين وضممتها إلي وحدثتهما عن أحلامي وعودة أمي وكانوا في حجرة صغيرة تحت صخرة في وادي تهامة ، وقلت سأذهب أجتني لكم النبق وحين عدت بعد المغرب إذا أبي ينتفض من الحرارة فجعلت أرش عليه الماء وأضع النبق في فمه لعله يأكل لكن الأجل كان أسرع ومات أبي وحبات النبق في فمه لم يتمكن من بلعها ، وماتت الفرحة بسرعة وجاء الناس حولنا حين سمعوا صراخي مع الصغيرتين فدفنوا أبي ، ثم ذهبوا وتركونا في الغار وحدنا أنا مع أختيّ ، إحداهما في الثانية من عمرها والثانية في الرابعة ، وانضمت أجسادنا واجتمعت علينا الأحزان ، وتجاوبنا الدموع تلك الليلة الموحشة ، لنستيقظ في الصباح على موت أختي ذات الأربع سنوات ولحاقها بأبي ..
فدفنتها بجوار قبره ورحلت بالطفلة ذات العامين أسير في حر الشمس حتى وصلت إلى قرية في خاط ، حينها رأتني عجوز ورأت اختي على ظهري تصهرها الشمس قالت ياولدي اترك هذه الضعيفة معي فقد قتلتها الشمس ، واذهب لعلها تتعافى ثم تعود إليها أو تموت فتستريح فتركتها ، وذهبت إلى جدي في النماص وأعلمته بوفاة والدي وزوجته وأختي الصغيرة فبكاه بحرقة وظل يبكيه طويلا حتى فقد بصره ، ثم عدت بعد أيام ألتمس أختى عند العجوز فأخبرتني أنها ماتت بسرعة بمجرد فراقي لها ..
واستمر الجوع فترة ثم فرجها الله سبحانه ونزلت الأمطار على البلد وأغاث الله الخلق وكشف ما بهم ..
هذا ليس فصلا من رواية البؤساء ولا مقطعا من فيلم في الخيال ، إنها قصة إنسان هذه الأرض قبل سبعة عقود فقط ، قصة بقايا الآلام في وجوه الأحبة الذين ترونهم هنا في الثمانين والتسعين من أعمارهم ..
اقرؤوا تلك القصص في وجوههم ، دعوهم يحدثونكم عن ندوب التاريخ في وجوههم وأكفهم وقلوبهم ..
حدثوا أطفالكم عن معني المأساة والألم والأحزان والفاقة ..
كافحوا أيها الأحبة من أجل الحفاظ على النعم بالعبادة والطاعة وترك المعاصي
والتعاون على البر والتقوى ..
أكثروا من الدعاء والتواضع ، ودعوا الإسراف والكبر فإن الأيام دول ..
تراحموا وارحموا الضعفاء والبائسين والمساكين ..
اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع سخطك .




{{ مما وصلني عبر قروبات الواتس اب }}


 


قديم 12-19-15, 02:17 AM   #2
مطر الفجر

الصورة الرمزية مطر الفجر

آخر زيارة »  01-12-18 (03:05 AM)
سحقاً لقوم يقولون مالا يعلمون
و بئساً لقوم يحكمون بما لا يعرفون
و تباً لقوم في الجهالة يستمرون
_____
ان بعض القول فناً
فاجعل الاصغاء فناً

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



قصة رائعه جدا وعظيمة من طفل عظيم
ابدعتي غاليتي مسك الغلا في سرد ونقل هذه القصة المؤلمة
تستحق التقييم بجدارة 5 stars
تحيتي وتقديري لك


 


قديم 12-19-15, 02:27 AM   #3
تآجر السعُاده

الصورة الرمزية تآجر السعُاده

آخر زيارة »  12-04-19 (04:51 AM)
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



جميله القصه يعطيك الف عافيه


 
مواضيع : تآجر السعُاده



قديم 12-19-15, 02:52 AM   #4
7moOod

الصورة الرمزية 7moOod

آخر زيارة »  09-10-23 (09:49 AM)
الهوايه »  التصميم.. القراءه ..وكتابة الخواطر والنثر
سبـحان الله وبحمدهـ
سبحـآن الله العظيــم

....
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



والله أن كل كلمة كان يقشعر بدني عندما
إقرأها وينتابني خوف حيال الأخرى ماهي..!

فعلاً نحن في نعمة كبيـرة
ولكن غير مقدرين لها

صحة وعافية
نأكل ونشرب ونحتار في الاختيار
نلبس ونحتار في الاختيار
نذهب ونختار في الاختيار

وغيرنا لا يملك الأختيار أساساً
فكيف سيحتار الاختيار

يعطيك العافية ع القصة
التي تحمل الكثير من المعاني
والعظة والعبرة

ألــف تحية لك


 
مواضيع : 7moOod



قديم 12-19-15, 03:02 AM   #5
مسكك الغلا

الصورة الرمزية مسكك الغلا

آخر زيارة »  اليوم (09:23 PM)
المكان »  المملكة العربية السعودية
الهوايه »  لا شئ ...لم اعد اهتم بشئ



ان طالٺ الغيبه وانقطعٺ اخباري
خلوني بدنياكم ذكرى جميله .♥
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



شاكرة لكم الوقفه لقراءة هذه القصه

شكرا من اعماق قلبي


 


قديم 12-19-15, 03:02 AM   #6
اللورد يحيا
إداري سابق ونجم من نجوم الموقع

الصورة الرمزية اللورد يحيا

آخر زيارة »  05-04-17 (09:43 PM)
الهوايه »  لعب الشطرنج ♔

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذي السنه تسمى سنة ( حقن ) وهي سنه تقريباً تاريخها مثل ماهو مذكور في الروايه 1357 هـ فقد أخذ فيها الجوع لكافة الناس في تهامه والجبال المطله عليها مأخذه ومات منهم من مات حتى أتى الله بالفرج بعد عامٍ كامل نزلت المطر وبدأت الأرض تنبت ويظهر خيراتها

فما لبثت أن إنتهت هذي السنه إلا وأتت بعدها بسنتين تقريباً سنه تسمى ( سنة لحمه ) لم يُجد فيها شيئاً يقتاته الناس سوى اللحم فقط فقد حدث فيها كما حدث في سابقتها ومات من مات من شدة الجوع وخصوصاً الفقراء ..

وهذي السنتين قد لا يجهلها كبار السن والمعمرين الذين عاشوها في تهامة جيزان وعسير والجبال المحاذية لها ، فهي حديث مجالسهم حتى الآن

ملاحظه : هذه المعلومات مع المسميات أتيت بها من أحد المعمرين الذين عاشوا تلك الحقبه من الزمن بحذاريفها


 
مواضيع : اللورد يحيا



موضوع مُغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are معطلة
Pingbacks are معطلة
Refbacks are معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع : ♦الـــــجـــــوع ♦ قــــصة حقيقية
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
♦❍♦... آلَمًفُـقُوٌدٍينِ فُـي مًسِـکْکْ آلَغُلَآ ...♦❍♦.....( تـــجـــديــد)...❥ مسكك الغلا ملتقى تواصل الأعضاء - فعاليات - تهاني ومناسبات . . ◦● 402 06-06-18 04:03 PM
ماذا ستكتب على جدار الزمن .. ♦ تجديد ♦ إمبراطورة البحر ملتقى تواصل الأعضاء - فعاليات - تهاني ومناسبات . . ◦● 425 01-27-17 11:49 PM
ماذا ستكتب على جدار الزمن .. ♦ تجديد ♦ إمبراطورة البحر ملتقى تواصل الأعضاء - فعاليات - تهاني ومناسبات . . ◦● 401 12-19-16 10:12 PM


| أصدقاء منتدى مسك الغلا |


الساعة الآن 11:43 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
بدعم من : المرحبي . كوم | Developed by : Marhabi SeoV2
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا