منتديات مسك الغلا | al2la.com
 


تم تحديث قوانين المنتدى بما يتناسب مع تقدم المنتدى ، للإطلاع إنقر على هذا الشريط :: تنويه ::

 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-08-16, 07:16 PM   #1
مرجانة

الصورة الرمزية مرجانة
~ رونق التوليب ~

آخر زيارة »  05-20-24 (04:44 PM)
المكان »  في ثنايا أحرفي
الهوايه »  قراءةُ النثرِ ، و كتابتُه .
اللهُمَّ برَحمَتِكَ .. أعِنّا .
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي لقاءٌ مر



السلامُ عليكم جميعاً

هذه مشاركتي في مسابقة القصةِ القصيرة أضعها بين أيديكم
لأنها برأيي لم تستوفي حقها

أتمنى أن تنال إعجابكم

•••••••••••••••••••


لقاءٌ مُر ..



ارتجلَ من سيارته .. و سارَ بهدوءٍ قاصداً محلاً صغيراً ليبتاع بعضِ الحاجيات , و لكنه توقفَ فجأةً حينما وقعتْ عيناهُ على فتاةٍ جالسة على الرصيف , حدقَ فيها ملياً .. إنها فتاةٌ يعرفها جيداً .. فتاةٌ كانت في يومٍ من الأيامِ له حبيبه!
انتفضَ قلبهُ في صدره , و عاد به الحنين إليها بسيلٍ من الذكرياتِ التي جمعت بينهما , لطالما أحبها و لطالما أحبته .. و لكن حدثَ أن افترقا منذُ أكثرِ من سنة , فما عاد يعرفُ خبراً عنها و لم يلتقي بها ثانيةً .
ظلّ يحدقُ بها بصمتٍ و تردد .. اجتاحتهُ رغبةٌ شديدة للإقترابِ منها و تبادل الحديثِ معها , و لكنَّ ترددهُ انجلى حينما لاحظَ الشحوبَ البادي في وجهها اللطيف .. تقدمَ خطوتينِ و هو يتفحصُ تقاسيمَ و جهها , كان الإرهاقُ واضحاً عليها .. و عينيها تشكيان الذبول و الإعياء .. تألمَ لأجلها .. و فكرَ في نفسه

- أهي مريضة؟ .. لا تبدو بخير!

أخذَ نفساً و تقدمَ إليها بخطىً ثابتة , توقفَ قبالتها .. فنظرتْ إليهِ و قد بدت أنها أفاقت من شرودها لتوها .. و علتْ ملامحها الدهشة حينما رأته , بينما تكلم بلطفٍ و ابتسامة

- مرحباً حنين .. كيفَ حالكِ؟

ما زالت تنظر إليه بعينيها الواسعتين دهشة .. ثم تكلمت بعد استيعابٍ قائلة

- بخير , ماذا عنكَ يا وليد ؟
- جيد .

ابعدت عينيها عنه , رؤيتها لوليد عادت بها للوراء .. قبل سنةٍ و أكثر .. حركت بداخلها مشاعر حاولت جاهدةً إخمادها ..
بينما هو تكلمَ ليكسر الصمت

- مررتُ من هنا , و رأيتكِ .. استغربتُ رؤيتكِ في الواقع .

عادت بنظرها إليهِ و قالت موضحةً في هدوء

- كنتُ في مكانٍ قريبٍ من هنا .

قال وهو يحدقُ في عينيها

- تبدينَ متعبة .. و لستِ بخيرٍ كما تدعين .

أنكستْ رأسها .. وعضت على شفتها السفلى متألمة , ثم هزت رأسها بالإيجاب و قالت بصوتٍ مخنوق و الدموع أغرقتْ عينيها

- ذلكَ صحيح , في الواقع .. كنتُ منذُ قليلٍ في المقبرة , واريتُ والديَّ الثرى .. لقد فقدتهما .

اتسعت عيناه وظل يحدق إليها في صمتٍ للحظات , ثم همسَ أخيراً

- ذلكَ مؤسف .. متى كان ذلك؟
- البارحة .

اقتربَ منها و جلسَ بجانبها على الرصيف بحزن , و بعد دقيقة .. التفتَ إليها , فنظرتْ إليه هي الأخرى .. و التقت عيناهما , وبدا أن كلاً منهما يقرأ أفكار الآخر

منذُ أكثرِ من سنة , كان وليد يرغب بالإرتباط بحنين .. لكن والديها لم يقبلا به لتواضع مهنته .. فعاد وليد حاملاً خيبته , وحنين خضعت مرغمةً لرغبةِ والديها الصارمين في أمرِ ارتباطها بوليد .. و انقطعا منذ ذلكَ الحين حتى اليوم .
أما الآن , وبعدَ أن رحل والديها رحيلاً أبدي .. فلعل القدر جمعهما اليوم ليمنحهما الفرصة , و يخبرهما أنه عاد بالإمكان أن يرتبطا من جديد .

هذا ما تبادر في رأس حنين , و لقد استطاعَ وليد أن يقرأ ما دار برأسها .. فوقفَ على قدميه و نظرَ إليها محاولاً استجماع رباطةِ جأشهِ و قال

- كوني بخيرٍ يا حنين , عليَّ أن أذهبَ الآن .

و مد يدهُ إليها لمصافحتها , فنظرت إلى يدهِ الممدودةِ أمامها .. و أصابتها الدهشة و الخيبة حينما وجدت خاتماً في أحدِ أصابعِ يده!
وجهت بصرها إليه و قالت بصوتٍ مخذول

- تزوجتْ ؟!

ازدرد ريقه بصعوبةٍ شديدة .. ولم يستطع الجواب
بل اكتفى بهز رأسهِ بالإيجاب .. و عيناه لم تبرحا النظر في عينيها المصدومتين
خاب ظنها .. و تبددتْ أحلامها التي لم ترتسم بعد , و آمالها التي تبرعمت للتو سحقت سريعاً! .. لم يهبها القدرُ فرصةً لتفرح .. لقد خطفَ الأماني منها بلمحة .

أخذت نفساً و همست بشفتينٍ مرتجفتينٍ و قلبٍ معتصر ..

- آه .. ذلكَ جيد , أرجو لكَ حياةً سعيدة .

و مدت يدها إلى يده تصافحه في ألم , فشد على كفها بقوة .. ينظر إليها بعينينٍ ترجيانِ العفو و المغفرة .. و همس

- إلى اللقاء .
- إلى اللقاء .

و تركَ يدها ليغادر المكان .. و يبتعد عن حنين و يتجاهل ما حدث , هذهِ الصدفة جمعتهما عبثاً .. لتزيدَ بؤسهما بؤساً .. لتجدد حزناً قل وقعه في قلبيهما .. تأجج اليوم مستعراً بعد هذا اللقاء .
ركبَ سيارته و أطلقَ نفسه الذي حبسه لفترة , و قبل أن يديرَ المحرك
نظر إلى حنين من وراءِ الزجاج .. التي كانت تمسحُ دموع الخيبةِ بكم قميصها , مما زاد من ألمه و اعتصار قلبه , وضعَ قبضتهُ عند َ شفتيه .. و انحدرت دموعٌ ساخنة على وجنتيه .. و همسَ في داخلهِ المحترق

- عذراً حنين , ما كان بوسعي الإنتظار حتى هذهِ اللحظة , فبعدَ أن قُوبلت بالرفض من والديكِ .. اشتطت أمي غضباً و لم يهدأ لها بالٌ إلا بتزويجي , حنين .. رؤيتك اليوم هيجت القلب و الحب الدفين .. لو أن القدرَ منحني إياكِ و أتاح الفرصةَ قبلَ اليوم! .. لكن , ما عاد بالوسع شيء .. بكل أسف .


انتهت .


بقلم • مَرجانة


 


 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are معطلة
Pingbacks are معطلة
Refbacks are معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع : لقاءٌ مر
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مشاركتي في مسابقة القصة القصيرة / لقاءٌ مُر .. " 7 " إحساس طفله قصص - روايات - Novels stories - روايات طويله •• 9 02-03-16 05:00 PM


| أصدقاء منتدى مسك الغلا |


الساعة الآن 09:03 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
بدعم من : المرحبي . كوم | Developed by : Marhabi SeoV2
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا