الإرهاب في كل مكان والتطرف في كل أقطار الارض ، ولكن هناك من يحاول حكر ثقافة التفجير والتفخيخ على المسلمين ، رغم أن القاعدة وداعش وغيرها من الجماعات الإرهابية هي صنع يدهم ، ولم يخرج منا من يرهب المدنيين الامنين في بلادهم ، بل نحن اكثر ضرر منهم !

اما " جهيمان " فهذا صراع على السلطة ونتج عنه حدث لولا انه في المسجد الحرام لما عرفناه اصلا !

اما لو عدت لما قابلها لدخلت حقبة " الحرب الباردة " مابين الاتحاد السوفييتي والغرب ، وكيف جيشوا الفيتناميين والكوبيين والمجاهدين المسلميين ، وحروب بالوكالة لاتحصى ذهب ضحاياها الكثيرين من غير بني جنسهم !

ولو عدت قليلاً لدخلت على نكبة فلسطين وفرض اليهود الاسرائيليين على المسلمين الفلسطينيين بقوة السلاح والإذلال من قبل البريطانيين واعوانهم ، كان الرجل يُطرد من بيته هو وعائلته احيان بثيابهم واحيان اكثر لا ، ليستبدلونه بعائلة صهيونية !

ولو عدت لمدة زمنية أقل لأحترقت بجحيم الحرب العالمية الثانية التي كانت أوروبية بحتة ، جرّو عالمنا الإسلامي إليها جراً بعدما نهشوا ثرواتنا ونهبوا أموالنا لتعزيز قوة وقدرة جيوشهم ، وما أكتفوا بذلك بل إتخذوا من اخوتنا المصريين وابناء المغرب العربي بأكمله درعاً بشرياً لهم وارغموهم على النزول لأرض المعركة لا بل وركلوهم ركلاً للخطوط الأمامية حتى يحتمي الفرنسي الجبان من نيران عدوه ، ويُضحى بعشرات الالوف او المئات من المسلمون الرخيصين بنظرهم مقابل الألف ( فرنجي ) او حتى المئة !

وإن عدت اكثر لسحقتني مدافع ودبابات الحرب العالمية الأولى التي لم تكن إلا كسابقاتها يُقتل ملايين من البشر ويموتون بأبشع مييتة وتسحق المدن ويتدمر العالم كله من أجل سياسيين جشعين طماعين لا يردعهم قال الله ولا قال الرسول ولاتنهاهم إنسانية عن جرمهم وفتكهم بالعالم !

وإن رجعت اكثر لوصلت إلى الاحتلال البريطاني لمصر وشيطنة الإنجليز وإفتعالهم لأي شيء مقابل استعمارها وكل ذلك لأجل بسط نفوذهم على قناة السويس لتنفيذ سياساتهم التوسعية !

ذاكرتي توقفت هاهنا ، واخشى ان ارجع للوراء اكثر وأغرق في تاريخهم الدموي الإرهابي المجرم ، قادوا العالم لقرنين فقط وانكشفت زيف أقنعتهم التي يدعونها في " التسامح " والإعمار والازدهار !

اكثر الحروب التاريخية دموية هي ما جلبته مطامعهم وجشعهم وأنانيتهم ، وهم رغم كل مايدعون من تواضع وخلق ينظرون للعالم بنظرة دونية ، وأنهم عُلية القوم وان البشرية سخرت لخدمتهم !

وعلى أختم بالحضر الاقتصادي على العراق في التسعينيات رغم فضاعته مافعل صدام ، إلا انه مات بسبب المجاعة آنذاك وسوء التغذية 500 ألف طفل عراقي !

سُئلت وزيرة الخارجية الأمريكية مادلين اولبرايت في لقاء تلفزيوني والمقطع في اليوتيوب :

" هل تعتقدين ان موت نصف مليون طفل عراقي نتيجة للعقوبات الاقتصادية هو ثمن يستحق ان يدفع؟"

اجابت اولبريت " لقد كان هذا خيارا صعبا امامنا، لكننا نعتقد ان الثمن يستحق ان يدفع”

وأخيراً بانت مطامعهم بعدها ونواياهم الخبيثة ليبدؤا مساومة العراق بما عرف " ببرنامج النفط مقابل الغذاء " لإجبار الحكومة العراقية على بيع مايسيل لعابهم لرؤيته مقابل مواد غذائية اغلبها كانت منتهية الصلاحية حتى ، ليطمعوا به اكثر بعد ذلك ويحتلونه تماماً ومن ثم يخرجون منه بعد أن نشف من الحياة حتى ، ويدخلون ليبيا من الباب الخلفي تحت كذبة " الحرب على الارهاب " وهاهم في عامهم الرابع او الخامس ولم يقضوا عليه بعد ،رغم انهم ان صدقوا مجرد حفنة قلة متطرفين ، ولكن في المقابل نجد ان خزائن فرنسا وايطاليا تنتعش بعدما كانت مهددة بأزمة اقتصادية ، ونجد اميركا تفخر على العالم أنها تمتلك احتياطي ثلاثين او عشرين عام من النفط ، وانها ستنضم للدول المصدرة للنفط بعدما كانت اكبر مستورد له منذ مالا يقل عن خمسين عام !

فأي احداث تقصدين أن اعود بها ، فعالمنا الإسلامي يُساق إلى حتفه يوماً بعد يوم ، ويكون للهلاك أقرب من ذي قبل ، ويحاولون أن يشتتوا انتباه العالم بصورة مفبركه عن الاسلام والمسلمين والدول الاسلامية ويشوهوا حضارتنا وثقافتنا وتاريخنا الذي قدنا فيه العالم لما لايقل عن عشرة قرون ، وربطنا ثقافاته واحييناه وتناقلناها من قارة لأخرى ، أضأنا لهم شمس المعرفة التي لم تشرق عليهم يوماً ، واليوم يتفاخرون بنورها ويحاولون اغراقنا في العتمة التي جئنا بهم منها !


صدقيني لولم نكن نغدقهم الاموال ونغرقهم بها في ازماتهم ، ولولم نروي عطشهم من بترولنا اكثر مما يشتهون ، لداهمتنا طائراتهم ودباباتهم وصواريخهم قبل ان يرفعوا السماعة ليسألوا حتى !

وافغانستان والعراق وليبيا اليوم وكل دولة اسلامية احتلوها قبل دخولهم سوقوا لخطرها على العالم وانها وستفجر الدنيا ، ولم نكن اكثر انصياعاً لهم من صدام حسين رحمه الله ، وقضوا عليه في لحظة حينما قرروا !

والايام دول ، والقادم اتعس وأمر ، وحينها سنعرف هل أئمة اهل السنة والجماعة كــ " الامام محمد بن عبدالوهاب " وابن تيمية وغيرهم من الرموز الدينية المعظمين المبجلين عندنا والمتهمين بأنهم بذرات الارهاب ، سنعرف من أشد تطرفا أئمتنا وديننا أم رؤساؤهم ووزراؤهم وجيوشهم حماة العالم كما يدعون ؟

آمين ويبارك فيك يارب

اشكرك ، وشرفتيني

آسف ياساحرة اخذتني الحماسة في ردي على مشاركتكِ ونسيت أن اشكركِ على طرح رأيك الذي تفاعلي القوي معه لا يدل الا على اهتمامي به !

لاتترددي في كتابة ماتخالفيني فيه إن وجد

تحيتي لك