منتديات مسك الغلا | al2la.com

منتديات مسك الغلا | al2la.com (/vb/)
-   منتدى الخيمة الرمضانيه
(https://www.al2la.com/vb/f54.html)
-   -   انشقاق السماء بين اللغة والشرع (https://www.al2la.com/vb/t70832.html)

3aZa 04-28-16 09:58 AM

انشقاق السماء بين اللغة والشرع
 
الانشقاق بين اللغة والشرع
حتى نفهم هذه الحادثة الكونيّة الأخرويّة وندرك معناها جيّداً، فإن علينا العودة إلى ما كتبه أهل اللغة في معاني الانشقاق، لنجد أنهم أرجعوها إلى معنى الانصداع الحاصل في الشيء، فيقول قائلهم: شققت الشيء أشقه شقّاً: إذا صدعته وكسرته، ومن هذا الباب: الشقاق، وهو الخلاف، وذلك إذا انصدعت الجماعة وتفرّقت يقال: شقّوا عصا المسلمين.
وأما معنى تشقّق السماء في الشرع فهو متطابق مع معناه في اللغة، فتشقّق السماء هو تصدّعها وتكسّرها، وعلى ذلك اتفقت كلمة المفسّرون للآيات التي تناولت مسألة الانشقاق، فهذا شيخ المفسّرين الإمام الطبري يقول في معناها: " إذا السماء تصدعت وتقطعت فكانت أبوابا".
ومن المهم هنا التنبيه إلى أن بعض العلماء وعند ذكرهم لمعنى التشقّق –والذي هو في الأصل دالٌّ على التصدّع- ذكروا في ثنايا حديثهم، أموراً ليست هي من صميم معنى التشقّق، بل هي من توابِعه ومآلاته، فمثلاً نجدهم يذكرون تقطّع السماوات وانتثارها، أو يذكرون تفتّح أبوابها، أو يشيرون إلى تنزّل الملائكة وتفتّح أبواب السماء.
ونمثّل لما سبق بقول شيخ المفسّرين ابن جرير الطبري حيث قال: " القول في تأويل قوله تعالى: {إذا السماء انشقت} (الانشقاق:1). يقول تعالى ذكره: إذا السماء تصدّعت وتقطّعت فكانت أبوابا".
والحق أن هذا المنحى من تفسير المعاني ليس جارياً على طريقة أهل المنطق الذين التزموا عند تعريف الأمور أن يذكروا الحدود الجامعة –التي تجمع أطراف المعنى- المانعة –من دخول ما ليس مقصوداً في المعنى-، وإنما قد يفسّرون الشيء بذكر مثالِه، أو توابِعه، أو أهم شواهدِه.
الأدلة عليه من الشرع
ورد ذكر تشقّق السماء كقضيّةٍ غيبيّةٍ أخرويّة، وذلك في الآيات التالية:
الآية الأولى: قول الله تعالى: {ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا} (الفرقان: 25).
الآية الثانية: قول الله تعالى: {فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان} (الرحمن: 37).
الآية الثالثة: قول الله تعالى: {وانشقت السماء فهي يومئذ واهية} (الحاقة: 16).
الآية الرابعة: قول الله تعالى: {إذا السماء انشقت* وأذنت لربها وحقت} (الانشقاق: 1-2).
دلالة التشقق
ثمّة تباينٌ واضحٌ بين مشهد السماء في الدنيا وصورتها في الآخرة، ففي حين نرى في الدنيا صلابتها وإحكامها و"حبْكها" أي إتقان صنعها، كما هو في التعبير القرآني: {والسماء ذات الحبك} (الذاريات: 7) إذا بها يُصيبها الوهن والضعف والصدوع، وهي في ذلك حلقةٌ من سلسلةٍ طويلةٍ من التغيّرات الكونيّة الحاصلة يوم القيامة، والشاملة لأفراد الخلقِ كلّهم، وما ذلك -والعلم عند الله- إلا تنبيهٌ على عظمة الخالق وإرادتِه النافذة، وأنّه سبحانه وتعالى المدبّر لأمورها والمسيّر لها، وألّيس للصدفةِ سببيّة في هذا النظام الكوني كما يزعم الملاحدة، فتلك القوانين التي تتماشى معها منظومة الكون هي بيدِ خالقِها، فلذلك اقتضت مشيئتُه أن يحدث ذلك الاضطراب الكوني للدلالة على عظمة الخالقِ وكمال سطوتِه وقهره: {وهو القاهر فوق عباده} (الأنعام:18)، وتسمّة سبحانه بــ{مالك يوم الدين} (الفاتحة:4) الذي هو يوم القيامة، ولذلك أيضاً يقضي بزوال الأملاك والممالك عن سواه تعالى في ذلك اليوم، وتفرده فيه بالملك: {لمن الملك اليوم لله الواحد القهار} (غافر:16).

أمطرت لؤلؤا 05-10-16 10:01 PM

جزاك الله خيرا

وبارك فيك

Ʀŏŏŕȳ 05-10-16 11:47 PM

جزاك الله خير ومشكور علي الطرح المميز


الساعة الآن 01:26 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا