((يبغض زوجته)) قال ابن الجوزي رحمه الله في كتابه القيّم صيد الخاطر : شكا لي رجل من بغضه لزوجته ثم قال : ما اقدر على فراقها لأمور ، منها كثرة دينها عليّ ، وصبري قليل ، ولا أكاد أسلم من فلتات لساني في الشكوى ، وفي كلمات تعلم بغضي لها . فقلت : هذا لا ينفع وإنما تؤتى البيوت من أبوابها ، فينبغي أن تخلو بنفسك فتلم أنها إنما سلّطت عليك بذنوبك ، فتبالغ في الإعتذار والاوبة . فأما الضجر والأذى لها فما ينفع كما قال الحسن عن الحجاج : ((عقوبة من الله لكم ، فلا تقابلوا عقوبته بالسيف ، وقابلوها بالإستغفار)) . واعلم أنك في مقام مبتلى ، ولك أجر بالصبر (وعسى ان تكرهوا شيئاً وهو خير لكم) جزء من الآيتين 2 ـ 3 من سورة الطلاق . فعامل الله سبحانه بالصبر على ما قضى ، وإسأله الفرج . فإذا جمعت بين الاستغفار وبين التوبة من الذنوب ، والصبر على القضاء ، وسؤال الفرج ، حصلت ثلاثة فنون من العبادة تثاب على كل منها . وأما أذاك للمرأة فلا وجه له ، لأنها مسلّطة فليكن شغلك بغير هذا . وقد روي عن بعض السلف أن رجلاً شتمه فوضع خدّه على الأرض وقال : ((اللهم إغفر لي الذنب الذي سلّطت هذا به عليّ)) . قال الرجل : وهذه المرأة تحبني حب زائداً في الحد ، وتبالغ في خدمتي ، غير أن البغض لها مركوز في طبعي . قلت له : فعامل الله سبحانه بالصبر عليها ، فإنك تثاب . ((مهم هذا المقطع جداً جداً)) ـ وقد قيل لأبي عثمان النيسابوري : ما أرجى عملك عندك؟ قال : كنت في صبوّتي يجتهد أهلي أن أتزوج فأبى . فجائتني امرأة ، فقالت : يا أبا عثمان ، إنّي قد هويتك ، وأنا أسألك بالله أن تتزوجني . فأحضرت أباها ـ وكان فقيراً ـ فزوجني وفرح بذلك . فلما دخلت إليّ رأيتها عوراء عرجاء مشوّهة . وكانت لمحبتها لي تمنعني من الخروج ، فأقعد حفظاً لقلبها ، ولا أظهر لها من البغض شيئاً ، وكأني على جمر الغضا من بغضها . فبقيت هكذا خمس عشرة سنة ، حتى ماتت ، فما من عملي شيء هو أرجى عندي من حفظي قلبها . قلت : فهذ عمل الرجال ، وأي شيء ينفع ضجيج المبتلى بالضجر بإظهار البغض . وإنما طريقة ما ذكرته لك من التوبة والصبر ، وسؤال الفرج . وتذكر ذنوباً كانت هذه عقوبتها . فإن وقع فرج في الحساب وإلا فإستعمال الصبر على القضاء عبادة . وتكلف إظهار المودّة لها وإن لم تكن في قلبك تثبت على هذا . وليس للقيد ذنب فيلام إنما ينبغي التشاغل مع من قيّده والسلام . |
شكرا لك على القصة تحيتي |
اهلا مطر اسعدني مرورك احترامي |
قصة بها من الحكمة و العبر الكثير تقديري الكبير |
وانت مخل الرحب والسعة اميرنا الحبيب امير الابجدية . راق لي مرورك الكريم . |
الساعة الآن 02:33 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا