..

أُغالِبُ فيكَ الشّوْقَ وَالشوْقُ أغلَبُ
‏وَأعجبُ من ذا الهجرِ وَالوَصْلُ أعجبُ

‏"إنِّي أَرَاكَ بِنَبْضِ القَلْبِ لا نَظَري
‏وَنَظْرَةُ القَلْبِ فَوْقَ الشَّكِّ والرِّيَبِ
‏وَمَا رَأَيْتُ بِنَبْضِ القَلْبِ مِنْ أَحَدٍ
‏سِوَاكَ أَنْتَ، وَأُمِّي، والعظِيمِ أبِي"

هل إتخذت الغاب مثلي منزلاً دون القصور
فتتبعت السواقي وتسلقت الصخور
هل تحممت بعطر وتنشفت بنور
وشربت الفجر خمراً فى كؤوس من أثير
هل جلست العصر مثلي بين جفنات العنب
والعناقيد تدلت كثريات الذهب
هل فرشت العشب ليلاً وتلحفت الفضاء
زاهداً في ما سيأتي ناسياً ما قد مضى


الشاعر الروحاني / جبران

فلا وأبيك ما في العيشِ خيرٌ
ولا الدنيا إذا ذهب الحياءُ

يعيش المرء ما استحيا بخيرٍ
ويبقى العودُ ما بقيَ اللِّحاءُ

‏وإذا نظرت إلى السماءِ مُناجيًا
ورجوت ربّك أن يُحقق مأملك

‏فرأيت مالم ترتجيِه مع الدعا
وظننت أنّ الحُزن أطفأ مشعلك

‏لا تجزعنّ من الحياةِ وضيقها
حاشاهُ رحمن السما أن يخذُلك

‏ولو اطّلعت على الغيوبِ ولُطفِها
لعلمت أن الخير فيم اختار لك.

أغْمَضْتُ عيني غَيْرَةً وتأدُّبًا
‏كيّ لا يراهُ النَّاسُ مِلْءَ عيوني