كبرتُ حتى ما عدتُ اعرفني
 

كبرتُ حتى ما عدتُ اعرفني
كبرتُ حقا .. فما عاد صدر ابي وسادتي
ولا قدما امي فرشتي
كبرتُ وما عاد يغريني الفستان الاسود في فاترينا المحل القريب
وما عاد يطربني صوت مصطفى قمر
او تستوقفني رومانسية عبد الحليم
ولا تجذبني عشلات قصي خولي
كبرتُ وما عادت غفوتي تستقبلني ما ان اتقرفص على سريري
هاتفي خالٍ من صور الاينيمي او اغاني نانسي وهيفاء
لم تعد علاماتي اكبر همومي
لم يعد يؤرق منامي الامتحان
ما عدتُ اجدني اذا شغلوا اغنيتي المفضلة صدفة بمكان عام اقوم لاراقص النجوم
ضحكتي ما عادت تفضحني وصرت ابالي اذا ارتفع صوتي بين الناس
بكائي بعيد عني حد السماء .. كم افتقد دمعاتي
اااااااه والف اااه كم اشتاق دمعاتي
حضن ابي
قلق امي ودعوتها ليلة امتحاني
معدتي والامها التي تشتد كلما اقتربت ساعة الامتحان
نومي المباغت لحظة اقتراب من السرير
شعري المجعد الكثيف الاشقر
حبي الاول .. جنونه .. خوفي ان يكتشف ابي الامر فتنتهي حياتي
خفقان قلبي الاول ساعة قبلتي الاولى من حب المراهقة
حبيبي المثقف الفقير .. الشاعر .. الذي لطالما الهمته عيني .. او على الاقل اقنعني بذلك حينها
شعور انتهاء العالم حين رفضه ابي
تخرجي ودموع امي .. عناق ابي القوي حتى خلته كسر ضلوعي
ايام السكن والجامعة وغربتي
كم اشتاقني
كم يؤلمني نضوجي
كبرت وكنت اظن الرابعة والعشرين حد عمري الاخير
تجاوزته بثلاثة اشهر واسبوعين وما زالت روحي تسكنني
كبرتُ وتغير كل شيء
الا زاويتي المظلمة بقلبي الايمن السفلي
ما زلت اهرب اليها .. اقرفص واحتضنني وابكي دون دموع كلما ظننتها النهاية
ولاني ظننتها كذلك منذ ثمانية عشرة دقيقة .. تقرفصت واحتضنتني وبكيت خاطرتي هذه
واظنني اخطأتُ بتحديد موعد النهاية مرة اخرى
سأتحرر ما ان اوقع خاطرتي واتوسد وسادتي علني اصادف النوم اليوم
او ربما سيخلف موعدنا الليلة كما اصبح يفعل منذ مدة


تمت..
بقلمي
فوهة العدم
06/04/17
2:35

موضوع في غاية من الجمال
تسلم يمينك

ما شاء الله تبارك الله
نص فاخر رغم الحزن إلا أنني أستمتعت بما قرأت ....
الله
الله الله
الله الله الله
الله الله
الله
:
أحببت حزني لأنه جزء مني..!
:
/
|
:MonTaseR_205:

شكرا من القلب