~{ عتق روح }~

كانت تلك العجوز في كل صباح
تذهب الى ذلك المكان الرث لتطلب خبزاً
ولكنها ذات يوم وجدت ان المكان مغلق
فذهبت الى بيت تلك الفتاه
عندما ارادت طرق ذلك الباب الخلفي
سمعت ضجيجاً بالداخل فنظرت من خلال ستار ذلك الباب
فوجدت ان الفتاه تصرخ وتكسر كل شيء حولها
وعندما همّت بالدخول لمحت ذلك الشاب ..!

شاب في مقتبل عمره
كل من يراه يظنه صغيراً
ولكنه كان اكبر سناً
يحاول تهدئة تلك الفتاه

فتحت العجوز ذلك الباب بهدوء
حتى تسمع مالذي يدور بينهما
فسمعت الحوار التالي :

الفتاه : لماذا ذهبت الى تلك البائسة
فقال : هدئي من روعك ماهي الا اخت بالنسبة لي
فقالت : كحججك السابقه تريد الافلات ..!
فقال : لا بل بالفعل هي اختي
فقالت : وما مناسبة الحديث معها ؟
فقال : اشياء خاصة اتحفظ عن قولها
فغضبت وظلت تكسر كل شيء امامها حتى
احتضنها من الخلف ويقول لها بصوت منخفض اهدأي....
فقالت : ولما جئت الى هنا ان كنت تحبها
فقال : لاخذ بقية اغراضي وسارحل بهدوء
فقالت : خذ تلك الاشياء اللعينة وارحل

افلتت يداه وذهبت الى اعلى بخطوات مجنونه حتى
دهست ذلك الدرج الخشبي الرث وحطمت قطعة منه
ومضت الى الاعلى
كل ذلك والعجوزة تنظر بدهشة وتسمع ..!

اخذ ما تبقى له من صورٍ ومذكرات
ورأى صورة له وهو صغير قد احتفظت به
وقال في نفسه : الهذا الحد تلك المجنونة تريدني ؟!
ومسح دمعته سريعاً وذهب من الباب الامامي ..

عندما همت العجوز بالرحيل
رات تلك الفتاه تنزل بخطوات هافته وبطيئه
ورات الفتاه انه بالفعل اخذ كل شيء ورحل ..!!!!
فغضبت واخذت القبعة والمعطف وركضت خلفه فتعبت
ولما رات انه ابتعد صرخت وقالت :
اياك والرجوع اذهب الى تلك الحمقاء ولا ترجع ايها العابر البائس

مشى ذلك الشاب بخطوات غاضبه
ويتمتم بداخله لان الناس ينظرون اليهم ورحل ..!!

رجعت تلك الفتاه والنفس مليئة باليأس
قد ركنت بنفسها الى الحائط
وتقول لنفسها والعجوزة تنظر بعيداً
لماذا انا ..؟ لماذا لم اتعلم ..؟ لماذا الحياة قاسية هكذا ..؟
نفضت عن نفسها ووقفت مستقيمة
تاخذ شهيقاً وزفيراً وتغمض عيناها
وتمسح تلك الدموع العجراء ..

اخذت المفاتيح واخذت القبعة والمعطف
وذهبت الى مكان عملها ومارست مهنتها بابتسامة كعادتها

دخلت تلك العجوز وسالت بشكل مريب :
لما تلك الوجنتين شاحبة وتلك العينان مغمره
نظرت لها الفتاه بسخرية وقالت : ومن تكونين انتي
قالت العجوز : اظنك تمرين بعلاقة عابرة او قد انتهيتي منها ..؟
قالت لها الفتاه : وما شأنكي ..؟!
قالت : ايعقل ان تشحب تلك الوجنتين الياسمينه وتلك الشفتين التي يتراقص
حولها الكرز وذلك الشعر الذي يعبر من خلاله خيّال فرسٍ ..!

رات الفتاه نفسها بسرعة ولكنها اردفت سريعاً قائلة :
كم خبزاً تريدين ؟

فابتسمت تلك العجوز وقالت : اثنان
فقالت الفتاة : ولكنك في العادة تاخذين اربعة
فقالت العجوز : اود الزيارة قريباً ولكنني خائفة ان اجد المكان مغلق كاليوم ..؟
فضحكت الفتاه وهي تلملم الخبز وتقول :
لن تجديني هكذا سوف اتي كل صباح واعمل
فقالت العجوز : كلامك هذا يقول قد تجاوزتي
محنتك الصعبة فعلاً .. اعرف القليل وذهبت العجوز

واخذت الفتاه المراه وهي تنظر الى
جمالها والعجوز تنظر من خلال النافذة فابتسمت ورحلت

وقالت الفتاه : انا جميله نعم انا جميله لماذا اقيد
نفسي ساصبح من الان حره ولن ادخل بعلاقات سخيفة ,,!

جاءت العجوز مرة اخرى ورات الفتاه بشكل
جميل جداً وملفت كالملاك كانت تضحك وتغمز وتمرح وتعمل بكل تفاؤل

راتها العجوز وقالت : ماسر ذلك ؟
فقالت الفتاه مبتسمة : عتق روح وطلاق العابرين

فابتسمت تلك العجوز بابتسامه مخيفه وفجأة تحولت الى فتاه جميله
صدمت الفتاه من هول ما رات وقالت : من انتي ؟!!!
قالت : انا روحك المسجونة بتلك العجوز الشمطاء وتحررت ..
اشكرك جداً .. رجاءاً ابقي هكذا .. ثم تلاشت ..!
وبقيت الفتاة مصدومة من هول ما رأت واكملت حياتها ..

يقال ان تلك الفتاة غيرت عنوان منزلها وسارت على طريقها
حتى ان الاحلام اطرقت ابوابها وقالت ليتني انتي ي جميله ..


وليدة اللحظة
بتاريخ الفرح


قلم || ملاگ ..

شكـرا أخوي / حسين سلطان
عَ مـرورك