منتديات مسك الغلا | al2la.com
 


موضوع مُغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-27-17, 02:48 AM   #25
مجرد إنسان

آخر زيارة »  03-07-18 (05:44 AM)
المكان »  المدينة المنورة
الهوايه »  الرسم - كتابة الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي





عُقبة بن نافع رضي الله عنه


عُقبة بن نافع رضي الله عنه { يا ربِّ لولا هذا البحرُ لمضيتُ في البلاد مُجاهداً في سبيلك، أنشر دينكَ المبين}.
عُقبة بن نافع عُقبة بن نافع بن عبد القيس القرشـيّ، وُلِدَ في عهد الرسول -صلى اللـه عليه وسلم-، خاله عمرو بن العاص، وشهد معه فتح مصر واختطّ بها، ثم ولاهُ يزيد بن معاوية إمرة المغرب، وهو الذي بنى القيروان.
الرفعة والعافية قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في عقبة بن نافع: { رأيتُ كأنّي في دار عُقبة بن نافع، فأتينا برُطَبٍ أبّر -مُلَقّح- طاب، فأوّلتُها: الرفعة والعافية وإنّ دينَنَا قد طاب لنا }.
مصر شَهِدَ عُقبة بن نافع فتح مصر (18-21 هـ)، واختطّ بها، فقد اتّخذ فيها أرضاً ووضع لها علاماً ليعلم أنها ملكه، وقد بعثه عمرو بن العاص إلى القرى التي حولها، فدخلت خيولهم أرض النوبة غزاةً، فلقي المسلمون قتالاً شديداً.
غزوات عُقبة في عام (20 هـ) أرسل عمرو بن العاص عُقبة بن نافع على رأس جيش إسلامي، تمكّن من فتح برقة، وفزان، وزويلة، وقد اتّخذ عُقبة من برقةَ قاعدةً لنشر الإسلام في المناطق الواقعة غرب مصر.
قال خليفة: في سنة إحدى وأربعين ولى عمرو بن العاص، وهو على مصر عقبة بن نافع افريقية، فانتهى إلى قونِية -وهي من أعظم مدن الإسلام ببلاد الروم- وقَراقِيَةَ -على طريق الإسكندرية إلى افريقية- فأطاعوه، ثم كفروا، فغزاهم من سَبْتَةَ فقتل وسبى، وفيها سنة اثنتين وأربعين غزا عقبة بن نافع إفريقية فافتتح غُدامس، وفي سنة ثلاث وأربعين غزا عقبة بن نافع فافتتح كُوراً من بلاد السودان، وافتتح وَدّان، وهي من حيدة برقة، وكلها من بلاد إفريقية.
فتح إفريقية فلمّا ولي معاوية بن أبي سفيان وجّه عُقبة بن نافع إلى افريقية عام (50 هـ)، غازياً في عشرة آلاف من المسلمين، فافتتحها واختطّ قيروانها، وقد كان موضعه بستاناً واسعاً، لا ترام من السباع والحيات وغير ذلك من الدّواب، فدعا الله عليها، فلم يبقَ فيها شيء مما كان فيها إلا خرج هارباً بإذن الله، فقد وقف وقال: { يا أهل الوادي، إنّا حالون -إن شاء الله- فاظعنوا }.
ثلاث مرات، قيل: { فما رأينا حجراً ولا شجراً، إلا يخرج من تحته دابّة حتى هبطن بطنَ الوادي }.
ثم قال للناس: { انزلوا باسم الله }.
فأسلم خلق كبير من البربر، فقد كان عُقبة بن نافع مُجاب الدعوة.
وهكذا أصبحت القيروان قاعدة حربية لتأمين الخطوط الدفاعية الإسلامية في المنطقة، ونقطة إنطلاق لنشر الإسلام بين السكان هناك.
بحر الظلمات ولمّا عادَ عُقبة للولاية ثانيـةً عام (60 هـ) سار بقواتـه غرباً حتى وصل المحيـط الإطلسي { بحر الظلمات } عام (62 هـ)، فتوقّف حينئـذ وقال: { يا ربِّ لولا هذا البحرُ لمضيتُ في البلاد مُجاهداً في سبيلك، أنشر دينكَ المبينَ، رافعاً راية الإسلام فوقَ كل مكانٍ حصينٍ، استعصى على جبابرة الأقدمين }.
الشهادة وفي أثناء عودة عُقبة بن نافع إلى القيروان، فاجأهُ (كُسَيْلةُ) بفريق من البربر وحلفائه البيزنطيين، واشتبكوا معه في معركة انتهت باستشهاده مع عدد من الجنود.
استشهد عُقبة في إفريقيـة سنة (63 هـ)، وأوصى أبناءه ألا يقبلـوا الحديث عن رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- إلا من ثقة، وألا تشغلهم الإمارةُ عن القرآن.



 


قديم 02-27-17, 02:52 AM   #26
مجرد إنسان

آخر زيارة »  03-07-18 (05:44 AM)
المكان »  المدينة المنورة
الهوايه »  الرسم - كتابة الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي






عُديّ بن حاتم بن الطائي رضي الله عنه


عُديّ بن حاتم بن الطائي رضي الله عنه (يا عُديّ بن حاتم أسلمْ تسلمْ) حديث شريف.
عُديّ بن حاتم بن عبد الله الطائي وكنيته أبو طريف، ابن حاتم الطائي الذي يضرب بجوده المثل، كان نصرانياً، ووفد على الرسول -صلى الله عليه وسلم- في سنة سبع فأكرمه واحترمه وحسُنَ إسلامه، ومنع قومه من الردة بقوة إيمانه، وحَسُن رأيه.
إسلامه وقعت أخت عُدي في الأسر، فمنّ عليها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأتت أخاها في بلاد الشام فكلمته في المجيء إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فجاء وأسلم.
قال عُدي: بُعِثَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين بُعث فكرهته أشدّ ما كرهت شيئاً قط، فانطلقتُ حتى إذا كنت في أقصى الأرض ممّا يلي الروم، فكرهتُ مكاني ذلك مثلما كرهته أو أشدّ، فقلتُ: { لو أتيتُ هذا الرجل، فإن كان كاذباً لم يخفَ عليّ، وإن كان صادقاً اتبعته }.
فأقبلتُ فلمّا قدمتُ المدينة استشرفني الناس وقالوا: { عُدي بن حاتم ! عُدي بن حاتم }.
فأتيته فقال لي: { يا عديّ بن حاتم أسلمْ تسلمْ }.
فقلتُ: { إنّ لي ديناً !}.
قال: { أنا أعلم بدينك منك }.
قلتُ: { أنت أعلم بديني مني ؟!}.
قال: { نعم }.
مرّتين أو ثلاثاً قال: { ألست ترأس قومك ؟}.
قلتُ: { بلى }.
قال: { ألستَ رُكوسيّاً -فرقة مترددة بين النصارى والصابئين- ألستَ تأكل المرباع ؟}.
قلتُ: { بلى }.
قال: { فإن ذلك لا يحلّ في دينَك !}.
فنضنضتُ لذلك.
ثم قال: { يا عديّ أسلمْ تسلمْ }.
قلتُ: { قد أرى }.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: { إنّه ما يمنعك أن تسلم إلا غضاضةً تراها ممّن حولي، وأنت ترى الناس علينا إلْباً واحداً ؟}.
قال: { هل أتيتَ الحيرة ؟}.
فقلتُ: { لم آتِها وقد علمتُ مكانها }.
قال: { يُوشك الظعينة أن ترحل من الحيرة بغير جوار، أو حتى تطوف بالبيت، ولتفتحنّ علينا كنوز كسرى بن هرمز }.
قلتُ: { قلتَ كسرى بن هرمز !!}.
قال: { كسرى بن هرمز }.
مرتين أو ثلاثة.
{ وليفيضنّ المالُ حتى يهمَّ الرجل مِنْ يقبلُ صدقتَهُ }.
قال عدي: { فرأيتُ اثنتين: الظعينة -المرأة- في الهودج تأتي حاجةً لا تحتاج إلى جوار، وقد كنتُ في أول خيل أغارت على كنوز كسرى بن هرمز، وأحلف بالله لتجيئنّ الثالثة، إنّه قاله رسول الله -صلى الله عليه وسلم-}.
فضله قَدِمَ عُدَي بن حاتم على أبي بكر بصدقات قومه، وشهد فتوحَ العراق مع سعد، وكان مع خالد فيمن قطع بدِّيَّة السَّماوة إلى الشام، وشهد كثيراً من فتوحها نزل الكوفة وابتنى بها داراً في طيء.
وقد قَدِمَ على عمر بن الخطاب، فرأى منه جفاءً في العطاء والبشاشة، ولم يلحقه بنظرائه، فقال عدي: { يا أمير المؤنين، أتعرفني !}.
فضحك عمر ثم قال: { نعم، والله إني لأعرفـك، أسلمت إذ كفـروا، وعرفتَ إذْ أنكروا، وأقبلتَ إذْ أدبـروا، ووَفَيْتَ إذْ غدروا، وإنّ أول صدقة بيّضتْ وجْهَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صدقة طيء حيثُ جئتَ بها }.
وأخذ يعتذر منه في فعله لأولئك، فقال عدي: { فلا أبالي إذن }.
عينه يوم مقتـل عثمان قال عُديّ: { لا ينتطح فيها عنـزان }.
ولم يزل مع علي بن أبـي طالب وشهد معه الجمل وصفّين.
فلمّا فقئت عينـه يوم الجمل قيل له: { أما قلت لا ينتطح فيها عنزان ؟!}.
قال: { بلى وتفقأ عيون كثيرة }.
الوفاة توفي أبو طريف مُعَمّراً في عام (68 هـ) في الكوفة.



 


قديم 02-27-17, 02:53 AM   #27
مجرد إنسان

آخر زيارة »  03-07-18 (05:44 AM)
المكان »  المدينة المنورة
الهوايه »  الرسم - كتابة الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي






عثمان بن مظعون رضي الله عنه


عثمان بن مظعون رضي الله عنه {إنّ ابن مظعون لحييٌّ ستّيْرٌ} حديث شريف.
عثمان بن مظعون بن حبيب الجمحيّ (أبو السائب) من أوائل المسلمين وأغلـب الظـن الرابع عشر ترتيبـاً، وناله ما ينال المسلمين من أذى المشركين وصبـر،، وكان ممن حرّم الخمـر على نفسه قبل تحريمها وكان أمير المهاجرين الأوائل الى الحبشـة مصطحبا ابنه السائب معـه وكان أول المهاجرين وفاة بالمدينة، وأولهم دفنا بالبقيع.
إسلامه انطلق عثمان بن مظعون، وعبيدة بن الحارث بن عبد المطلب، وعبد الرحمن بن عوف وأبو سلمة بن عبد الأسد، وأبو عبيدة بن الجراح، حتى أتوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فعَرَض عليهم الإسلام، وأنبأهم بشرائعه، فأسلموا جميعاً في ساعةٍ واحدةٍ، وذلك قبل دخول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دار الأرقم، وقبل أن يدعو فيها.
جوار الله بلغ أصحاب الرسول -صلى الله عليه وسلم- الذين خرجوا الى الحبشة أن أهل مكة قد أسلموا، فغادروا الحبشة عائدين، ولكن حين دنو من مكة علموا بأن هذا النبأ خاطيء، فلم يدخل أحد منهم الى مكة إلا بجوار أو مستخفيا وكانوا ثلاثة وثلاثون منهم عثمان بن مظعون الذي دخل بجوار من الوليد بن المغيرة.
ولكن لما رأى -رضي الله عنه- ما فيه أصحـاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-من البلاء وهو يغـدو ويروح في أمـان من الوليد بن المغيرة قال: { والله إن غدوي ورواحي آمنا بجوار رجل من الشرك، وأصحابي وأهل ديني يلقون من البلاء والأذى ما لا يصيبني لنقص كبير في نفسي }.
فمشى الى الوليد بن المغيرة فقال له: { يا أبا عبد شمس، وَفَت ذمتك، قد رددت إليك جوارك }.
فقال له: { يا ابن أخي لعله آذاك أحد من قومي }.
قال: { لا، ولكني أرضى بجوار الله ولا أريد أن أستجير بغيره }.
فقال: { فانطلق الى المسجد فاردد علي جواري علانية كما أجرتك علانية }.
فانطلقا حتى أتيا المسجد فقال الوليد: { هذا عثمان قد جاء يرد عليّ جواري }.
قال عثمان: { صدق قد وجدته وفيا كريم الجوار ولكني أحببت أن لا أستجير بغير الله، فقد رددت عليه جواره }.
ثم انصرف عثمان، ولبيـد بن ربيعة في مجلس من قريش يُنشـدهم، فجلس معهم عثمان، فقل لبيـد: { ألا كل شيء ما خلا الله باطـل }.
قال عثمان: { صدقت }.
قال لبيد: { وكل نعيم لا محالة زائل }.
قال عثمان: { كذبت، نعيم الجنة لا يزول }.
قال لبيد: { يا معشر قريش، والله ما كان يؤذى جليسكم، فمتى حدث هذا فيكم ؟}.
فقال رجل من القوم: { إن هذا سفيه من سفهاء معه، قد فارقوا ديننا فلا تجدن في نفسك من قوله }.
فرد عثمان عليه حتى شري أمرهم، فقام إليه ذلك الرجل فلطم عينه فخضّرها والوليد بن المغيرة قريب يرى ما بلغ من عثمان، فقال: { أما والله يا ابن أخي، إن كانت عينك عما أصابها لغنية، لقد كنت في ذمة منيعة }.
فقال عثمان: { بل والله إن عيني الصحيحة لفقيرة الى مثل ما أصاب أختها في الله وإني لفي جوار من هو أعز منك وأقدر يا أبا عبد شمس }.
فقال الوليد: { هلم يا ابن أخي، إن شئت فعد الى جوارك }.
فقال عثمان: { لا }.
الراهب الجليل وهاجر عثمان بن مظعـون الى المدينة مع الرسـول -صلى الله عليه وسلم- والمسلميـن، وظهرت حقيقته الطاهرة، فهو راهـب الليل والنهار وفارسهمـا معا، تفرغ للعبادة وانقطع عن مناعم الحياة فلا يلبس إلا الخشـن ولا يأكل إلا الطعام الجشِب، فقد دخل يوما المسجد، وكان يرتدي لباسا تمزق، فرقعه بقطعة من فروة، فرق له قلب النبي -صلى الله عليه وسلم- ودمعت عيون الصحابة فقال لهم الرسول -صلى الله عليه وسلم-: { كيف أنتم يوم يغدو أحدكم في حُلّة، ويروح في أخرى، وتوضع بين يديه قصعة وترفع أخرى، وسَتَرتم بيوتكم كما تستر الكعبة ؟}.
قال الأصحاب: { وَدِدْنا أن ذلك يكون يا رسول الله، فنُصيب الرخاء والعيش }.
فأجابهم الرسول الكريم: { إن ذلك لكائن، وأنتم اليوم خير منكم يومئـذ }.
البيت واتّخَذَ عثمان بن مظعون بيتاً فقعد يتعبّد فيه، فبلغ ذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- فأتاه، فأخذ بعِضادتَيْ باب البيت الذي هو فيه فقال: { يا عثمان إن الله لم يبعثني بالرهبانيّة، مرّتين أو ثلاثاً، وإنّ خيرَ الدّين عند الله الحنيفيّة السمحة }.
الأسوة الحسنة وحين سمع ابـن مظعـون ذلك زاد هربا من النعيم، بل حتى الرفث الى زوجته نأى عنه وانتهى، فقد دخلت امرأةُ عثمان على نساء النبـي -صلى اللـه عليه وسلم- فَرَأيْنها سيّئة الهيئة، فقُلن لها: { مَا لكِ ؟ فما في قريش أغنى من بعلِك ؟}.
قالت: { ما لنا منه شيءٌ، أمّا ليلهُ فقائمٌ، وأمّا نهارَهُ فصائم }.
فدخل النبـي -صلى اللـه عليه وسلم- فذكَرْنَ ذلك له، فلقيهُ فقال: { يا عثمان بن مظعون أمَا لكَ بي أسوة }.
فقال: { بأبي وأمي، وما ذاك ؟}.
قال: { تصوم النهار وتقومُ الليلَ ؟!}.
قال: { إنّي لأفعل }.
قال: { لا تفعلْ، إنّ لعينيك عليك حقّاً، وإن لجسدك حقّاً، وإن لأهلك حقّاً، فصلّ ونمْ، وصُم وأفطر }.
فأتت امرأته على زوجات النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد ذلك عطرةُ عروس، فقُلنَ لها: { مَهْ ؟!}.
قالت: { أصابنا ما أصاب الناس }.
الحياء أتى عثمان بن مظعون النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: { يا رسول الله إنّي لا أحبّ أن ترى امرأتي عورتي }.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: { ولِمَ ؟}.
قال: { أستحيي من ذلك وأكرهه }.
قال -صلى الله عليه وسلم-: { إنّ الله جعلها لك لباساً، وجعلك لها لباساً، وأهلي يرون عورتي، وأنا أرى ذلك منهم }.
قال: { أنت تفعلُ ذلك يا رسول الله ؟}.
قال: { نعم }.
قال: { فمِنْ بعدِك }.
فلمّا أدبر قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: { إنّ ابن مظعون لَحَييٌّ سِتّيرٌ }.
وفاته وحين كانت روحه تتأهب للقاء ربها وليكون صاحبها أول المهاجرين وفاة بالمدينة سنة { 2 هـ }، كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- الى جانبه يقبل جبينه ويعطره بدموعه وودعه الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم- قائلا: { رحمك الله أبا السائب، خرجت من الدنيا وما أصبت منها ولا أصابت منك }.
ولم ينسه الرسول -صلى الله عليه وسلم- بعد ذلك أبدا حتى حين ودع ابنته رقية حين فاضت روحها قال لها: { الحقي بسلفنا الخيِّر، عثمان بن مظعون }.
الرثاء وقالت امرأته ترثيه:

يا عينُ جودي بدمعٍ غيـر ممنُونِ = على رزية عثمان بن مظعـون

على امرىءٍ فـي رضوانِ خالقـه = طُوبى له من فقيد الشخص مدفونِ


طاب البقيـعُ له سكنى وغرقـده = وأشرقتْ أرضُهُ من بعد تعييـن


وأورثَ القلبَ حُزْناً لا انقطاع له = حتى الممات فما تَرقَى له شوني




 


قديم 02-27-17, 02:54 AM   #28
مجرد إنسان

آخر زيارة »  03-07-18 (05:44 AM)
المكان »  المدينة المنورة
الهوايه »  الرسم - كتابة الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي





عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه


عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه يا رسول الله إني قد رأيتُ هذا الغلام منهم من " " أحرصهم على التفقهِ في الإسلام وتعلّم القرآن أبو بكر الصديق رضي الله عنه....
عثمان بن أبي العاص بن بشر الثقفيّ الطائفيّ، قدِمَ مع وفد ثقيف سنة تسع على النبي -صلى الله عليه وسلم-، وكان أصغرهم سنّاً، فأسلموا وأمّرَهُ عليهم، ثم أمّـره أبو بكر على الطائـف، واستعمله عمر على عُـمان و البحرين، ثم قـدّمه على جيـش فافتتـح (توّج) بفارس سنة 21 هـ ومصّرها، ثم سكن البصرة.
وفد ثقيف عن عثمان بن أبي العاص قال: قدمت في وفد ثقيف حين قدموا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فلمّا حللنا بباب النبي -صلى الله عليه وسلم- قالوا: { من يمسك لنا رَوَاحِلَنَا ؟}.
فكل القوم أحب الدخول على النبي -صلى الله عليه وسلم- وكره التخلف عنه.
قال عثمان: وكنت أصغرهم فقلت: { إنْ شئتم أمسكتُ لكم على أن لي عليكم عهد الله لتمسكنّ لي إذا خرجتم }.
قالوا: { فذلك لك }.
فدخلوا عليه، ثم خرجوا فقالوا: { انطلق بنا }.
قلتُ: { أين ؟}.
قالوا: { إلى أهلك }.
فقلتُ: { ضربتُ من أهلي حتى إذا حللتُ بباب النبي -صلى الله عليه وسلم- أرجع ولا أدخل عليه ؟! وقد أعطيتموني ما قد علمتم !}.
قالوا: { فأعجل فإنا قد كفيناك المسألة، لم ندع شيئاً إلا سألناه عنه }.
فدخلتُ فقلتُ: { يا رسول الله، ادعُ الله لي أن يفقهني في الدّين ويعلمني }.
قال: { ماذا قلت ؟}.
فأعدتُ عليه القول، فقال: { لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحدٌ من أصحابك، فأنت أميرٌ عليهم وعلى من يَقْدِمُ عليه من قومِكَ }.
ولمّا أسلم القوم، وأرادوا الرجوع إلى قومهم، قام الرسول -صلى الله عليه وسلم- على المنبر وبيده كتابٌ قاضاهم عليه، فقال: { لأعطينَّ هذا الكتاب رجلاً يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، قُمْ يا عثمان بن أبي العاص }.
فقام عثمان بن أبي العاص، فدفعه إليه.
أمير الطائف قال عثمان بن أبي العاص: { استعملني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على الطائف، فكان آخر ما عهد إليّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنْ قال: { خفّفْ عن الناس الصلاة -حتى وقف أو وقت- ثم اقرَأ باسم ربّك الذي خلق، وأشباهها من القرآن }.
فلم يزل عثمان بن أبي العاص على الطائف حتى قُبِضَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وخلافة أبي بكر الصديق، وخلافة عمر بن الخطاب، وعثمان بن أبي العاص هو الذي منع أهل الطائف من الردّة بعد النبي -صلى الله عليه وسلم- فأطاعوه.
حتى إذا أراد عمر أن يستعمل على البحرين فسمّوا له عثمان بن أبي العاص، فقال: { ذلك أميرٌ أمّرهُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على الطائف فلا أعزله }.
قالوا له: { يا أميـر المؤمنيـن تأمره يستخلف على عمله من أحبّ، وتستعين به فكأنّك لم تعزله }.
فقال: { أمّا هذا فنعم }.
فكتب إليه: { أن خلّف على عملك من أحببتَ وأقْدِمْ عليّ }.
فخلّف أخاه الحكم بن أبي العاص على الطائف، وقدم على عمر بن الخطاب، فولاه البحرين.
توّج استعمل عمر بن الخطاب عثمان بن أبي العاص سنة (15هـ) على عُمان والبحرين، وسار إلى (توج) فافتتحها، ومصّرَها، وقتل ملكها (شهرك) سنة (21هـ) وكان يغزو سنوات في خلافة عمر وعثمان، يغزو صيفاً ويشتو بتوج.
شط عثمان ولمّا عُزِلَ عثمان عن البحرين نزل البصرة هو وأهل بيته، وشرفوا بها، والموضع الذي بالبصرة يُقال له شط عثمان إليه ينسب.
البطل المقدام وكان عُثمان بن أبي العاص بطلاً مقداماً، كان قد شدّ في الجاهلية على عمرو بن معد يكرب، فهرب عمرو فقال عثمان.
لَعَمْرُكَ لولا الليلُ قامتْ مآتم ***** حَواضِرُ يخمنَ الوجوه على عمرو فأفْلتنَـا فَوْتَ الأسنّـة بعدما ***** رأى الموتَ والخطى أقربَ من شبر العشّار ومرّ عثمان بن أبي العاص بكلاب بن أميّة بن الأسكر، وهو بالأبلّة - بلدة بجانب البصرة - فقال: { ما يحبسـك هاهنـا ؟}.
قال: { على هذه القرية }.
قال عثمان: { أعشّارٌ ؟}.
قال: { نعم }.
قال: إنّي سمعتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: { إذا انتصف الليل أمر الله تعالى منادياً ينادي: هل من مستغفر فأغفر له ؟ هل من داعٍ فأجيبه ؟ هل من سائل فأعطيه ؟ فما تردّ دعوةُ داعٍ إلا زانية بفرجها أو عشّار }.
الوفاة توفي عثمان بن أبي العاص -رضي الله عنه- سنة (51 هـ).



 


قديم 02-27-17, 02:56 AM   #29
مجرد إنسان

آخر زيارة »  03-07-18 (05:44 AM)
المكان »  المدينة المنورة
الهوايه »  الرسم - كتابة الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي






عتبة بن غزوان رضي الله عنه


عتبة بن غزوان رضي الله عنه " غدا ترون الأمراء من بعدي " عتبة بن غزوان عتبة بن غزوان هو سابع سبعـة أسلموا وبايعوا وتحـدوا قريشا، ولما أمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالهجرة الى الحبشة خرج مع إخوانه مهاجرا ولكن عاد مجددا الى مكة، وصمد مع الرسول الكريم والمسلمين الى أن سُمِحَ لهم بالهجـرة الى المدينـة فكان من الرماة الأفـذاذ الذين أبلـوا في سبيـل اللـه بـلاء حسنـا في حياة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وبعد وفاته.
فتـح الأبُـلّـة أرسله أمير المؤمنين الى الأبُلّة ليفتحها ويطهرها من الفرس، وقال له عمر وهو يودّعه وجيشه: { انطلق أنت ومن معك حتى تأتوا أقصى بلاد العرب وأدنى بلاد العجـم، وسر على بركة الله ويُمنـه، ادْعُ إلى الله من أجابـك، ومن أبى فالجزيـة، وإلا فالسيف في غير هوادة، كابِـد العدو، واتق الله ربـك }.
ومضى عُتبة على رأس جيشهم الذي لم يكن كبيرا حتى قدِمَ الأبُلّة، وكان الفرس يحشدون جيشا من أقوى جيوشهم، فنظم عتبة جيشه ووقف في المقدمة حاملا رُمْحَه بيده، وصاح بالجيش: { الله أكبر، صدق وعده }.
فما هي إلا جولات ميمونة حتى استسلمت الأبُلّة وتحرر أهلها من جنود الفرس.
البصرة والإمارة اختطّ عتبة -رضي الله عنه- مكان الأبُلّة مدينة البصرة، وعمّرها وبنى مسجدها العظيم، وأراد العودة الى المدينة هروبا من الإمارة، لكن أمره أمير المؤمنين عمر بالبقاء، فبقي عُتبة يصلي بالناس ويفقههم في دينهم، ويحكم بينهم بالعدل زاهدا ورِعا بسيطا.
ووقف يحارب الترف والسِّرف فقد كان يخاف الدنيا على نفسه وعلى المسلمين، وقف خاطبا يوما: { والله لقد رأيتني مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سابع سبعة وما لنا طعام إلا ورق الشجر حتى قرحت أشداقُـنا، ولقد رزقت يوما بُرْدَة فشققتها نصفين، أعطيت نصفها سعد بن مالك ولبست نصفها الآخر }.
وحاول المترفون ممن تعودوا على المظاهر المتعالية تغير عتبة وزهده فكان يجيبهم: { إني أعوذ بالله أن أكون في دنياكم عظيما، وعند الله صغيرا }.
ولما شعر بضيق من حوله قال: { غدا ترون الأمراء من بعدي }.
موسم الحج وجاء موسم الحج، فاستخلف عتبة على البصرة أحد إخوانه وخرج حاجّاً، ولمّا قضى حجّه توجه الى المدينة، وحاول أن يعتذر عن الإمارة، ولكن لم يرضى عمر أن يعفيه عن الإمارة وبالذات أن عتبة مـن الزاهدين الورعيـن، وكان يقـول عمر لولاتـه: { تضعون أماناتكم فوق عنقي، ثم تتركوني وحدي ؟ ا والله لا أعفيكم أبداً }.
وفاته أطاع عتبة أمير المؤمنين واستقبل راحلته ليركبها راجعا الى البصرة، ولكن قبل ركوبها دعا ربه ضارعا ألا يرُدَّه الى البصرة ولا إلى الإمارة، واستجيب دعاؤه فبينما هو في طريق عودته أدركه الموت، وفاضت روحه الى بارئها.



 


قديم 02-27-17, 02:57 AM   #30
مجرد إنسان

آخر زيارة »  03-07-18 (05:44 AM)
المكان »  المدينة المنورة
الهوايه »  الرسم - كتابة الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي






عبد الله بن مسعود رضي الله عنه



عبد الله بن مسعود صاحب السَّواد ما أعرف أحدا أقرب سمتا ولا هديا ودلا بالنبي -صلى الله عليه "وسلم- من ابن أم عبد حذيفة بن اليمان هو عبدالله بن مسعود بن غافل الهذلي، وكناه النبي -صلى الله عليه وسلم- أبا عبدالرحمـن مات أبوه في الجاهلية، وأسلمت أمه وصحبت النبي -صلى الله عليه وسلم- لذلك كان ينسب الى أمه أحيانا فيقال: (ابن أم عبد).
وأم عبد كنية أمه -رضي الله عنهما-.
أول لقاء مع الرسول يقول -رضي الله عنه- عن أول لقاء له مع الرسول -صلى الله عليه وسلم-: { كنت غلاما يافعا أرعى غنما لعقبة بن أبي مُعَيْط، فجاء النبي -صلى الله عليه وسلم- وأبو بكـر فقالا: { يا غلام، هل عندك من لبن تسقينـا ؟}.
فقلت: { إني مؤتمـن ولست ساقيكما }.
فقال النبـي -صلى الله عليه وسلم-: { هل عندك من شاة حائل، لم يَنْزُ عليها الفحل ؟}.
قلت: { نعم }.
فأتيتهما بها، فاعتقلها النبي ومسح الضرع ودعا ربه فحفل الضرع، ثم أتاه أبو بكر بصخرة متقعّرة، فاحتلب فيها فشرب أبوبكر، ثم شربت ثم قال للضرع: { اقْلِص }.
فقلص، فأتيت النبي بعد ذلك فقلت: { علمني من هذا القول }.
فقال: { إنك غلام مُعَلّم }.
إسلامه لقد كان عبدالله بن مسعود من السابقين في الاسلام، فهو سادس ستة دخلوا في الاسلام، وقد هاجر هجرة الحبشة وهجرة المدينة، وشهد بدرا والمشاهد مع الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وهو الذي أجهز على أبي جهل، ونَفَلَه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سيفَ أبي جهل حين أتاه برأسه.
وكان نحيل الجسم دقيق الساق ولكنه الايمان القوي بالله الذي يدفع صاحبه الى مكارم الأخلاق، وقد شهد له النبـي -صلى اللـه عليه وسلم- بأن ساقه الدقيقة أثقل في ميزان الله من جبل أحد، وقد بشره الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم- بالجنة.
فقد أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- ابن مسعود فصعد شجرةً وأمَرَه أن يأتيه منها بشيء، فنظر أصحابُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى ساقه حين صعد فضحكوا من حُموشَةِ ساقه، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: { مَمّ تضحكون ؟ لَرِجْلُ عبد الله أثقلُ في الميزان يوم القيامة من أحُدٍ }.
جهره بالقرآن وعبد الله بن مسعود -رضي اللـه عنه- أول من جهر بالقرآن الكريم عند الكعبة بعد رسول اللـه -صلى الله عليه وسلم-، اجتمع يوماً أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالوا: { والله ما سمعت قريشُ هذا القرآن يُجهرُ لها به قط، فمَنْ رجلٌ يُسمعهم ؟}.
فقال عبد الله بن مسعود: { أنا }.
فقالوا: { إنّا نخشاهم عليك، إنّما نريدُ رجلاً له عشيرة تمنعه من القوم إن أرادوه }.
فقال: { دعوني فإنّ الله سيمنعني }.
فغدا عبد الله حتى أتى المقام في الضحى وقريش في أنديتها، حتى قام عبد الله عند المقام فقال رافعاً صوته: {
بسم الله الرحمن الرحيم: (( الرَّحْمَنُ )) * (( عَلَّمَ الْقُرْآنَ )) * (( خَلَقَ الإِنسَانَ )) * (( عَلَّمَهُ الْبَيَانَ )) [الرحمن:1-4]^ }.
فاستقبلها فقرأ بها، فتأمّلوا فجعلوا يقولون ما يقول ابن أم عبد، ثم قالوا: { إنّه ليتلوا بعض ما جاء به محمد }.
فقاموا فجعلوا يضربونه في وجهه، وجعل يقرأ حتى بلغ منها ما شاء الله أن يبلغ، ثم انصرف إلى أصحابه وقد أثروا بوجهه، فقالوا: { هذا الذي خشينا عليك }.
فقال: { ما كان أعداء الله قط أهون عليّ منهم الآن، ولئن شئتم غاديتهم بمثلها غداً ؟!}.
قالوا: { حسبُكَ قد أسمعتهم ما يكرهون }.
حفظ القرآن أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- عبد الله بن مسعود أن يقرأ عليه فقال: {اقرأ علي}.
قال: {يا رسول الله أقرأعليك وعليك أنزل ؟}.
فقال -صلى اللـه عليه وسلم-: {إني أحب أن أسمعه من غيري}.
قال ابن مسعود: { فقرأت عليه من سورة النسـاء حتى وصلت إلى قوله تعالى: (( فكَيْفَ إذَا جِئْنَـا مِنْ كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيـد وجِئْنَـا بِكَ عَلى هَـؤلاءِ شَهِيـداً ))[النساء:41].
فقال له النبي –صلى الله عليه وسلـم-: حسبـك.
قال ابن مسعود: فالتفت اليه فاذا عيناه تذرفان }.
كان ابن مسعود من علماء الصحابة -رضي الله عنهم- وحفظة القرآن الكريم البارعين، فيه انتشر علمه وفضله في الآفاق بكثرة أصحابه والآخذين عنه الذين تتلمذوا على يديه وتربوا، وقد كان يقول: { أخذت من فم رسـول اللـه -صلى اللـه عليه- سبعين سورة لا ينازعني فيها أحد }.
وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- {استقرئـوا القرآن من أربعة من عبـدالله بن مسعود وسـالم مولى أبى حذيفة وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل }.
كمـا كان يقول: { من أحب أن يسمع القرآن غضاً كما أُنزل فليسمعه من ابن أم عبد }.
قيل لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: { استخلفتَ }.
فقال: { إنّي إنْ استخْلِفُ عليكم فعصيتم خليفتي عُذّبتُم، ولكم ما حدّثكم به حُذيفة فصدِّقوه، وما أقرأكم عبد الله بن مسعود فاقْرَؤُوه }.
وحين أخذ عثمان بن عفان من عبد الله مصحفه، وحمله على الأخذ بالمصحف الإمام الذي أمر بكتابته، فزع المسلمون لعبد الله وقالوا: { إنّا لم نأتِكَ زائرين، ولكن جئنا حين راعنا هذا الخبر }.
فقال: { إنّ القرآن أُنزِلَ على نبيّكم -صلى الله عليه وسلم- من سبعة أبواب على سبعة أحرف، وإنّ الكتاب قبلكم كان ينزل -أو نزل- من باب واحد على حرف واحد، معناهما واحد }.
قربه من الرسول وابن مسعود صاحب نعلى النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يدخلهما في يديه عندما يخلعهما النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو كذلك صاحب وسادة النبي -صلى الله عليه وسلم- ومطهرته.
أجاره الله من الشيطان فليس له سبيل عليه.
وابن مسعود صاحب سر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي لا يعلمه غيره، لذا كان اسمه { صاحب السَّواد }.
حتى قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: { لو كنت مؤمرا أحدا دون شورى المسلمين لأمَّرت ابن أُم عبد }.
كما أعطي مالم يعط لغيره حين قال له الرسول: { إذْنُكَ علي أن ترفع الحجاب }.
فكان له الحق بأن يطرق باب الرسول الكريم في أي وقت من الليل أو النهار.
يقول أبو موسى الأشعري: { لقد رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- وما أرى إلا ابن مسعود من أهله }.
مكانته عند الصحابة قال عنه أمير المؤمنين عمر: { لقد مُليء فِقْهاً }.
وقال أبو موسى الأشعري: { لا تسألونا عن شيء ما دام هذا الحَبْرُ فيكم }.
ويقول عنه حذيفة: { ما أعرف أحدا أقرب سمتا ولا هديا ودلا بالنبي -صلى الله عليه وسلم- من ابن أم عبد }.
واجتمع نفر من الصحابة عند علي بن أبي طالب فقالوا له: { يا أمير المؤمنين، ما رأينا رجلا كان أحسن خُلُقا ولا أرفق تعليما، ولا أحسن مُجالسة ولا أشد وَرَعا من عبد الله بن مسعود }.
قال علي: { نشدتكم الله، أهو صدق من قلوبكم ؟}.
قالوا: { نعم }.
قال: { اللهم إني أُشهدك، اللهم إني أقول فيه مثل ما قالوا، أو أفضل، لقد قرأ القرآن فأحل حلاله، وحرم حرامه، فقيه في الدين عالم بالسنة }.
وعن تميم بن حرام قال: { جالستُ أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فما رأيتُ أحداً أزهدَ في الدنيا ولا أرغبَ في الآخرة، ولا أحبّ إليّ أن أكون في صلاحه، من ابن مسعود }.
ورعه كان أشد ما يخشاه ابن مسعود -رضي الله عنه- هو أن يحدث بشيء عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- فيغير شيئا أو حرفا.
يقول عمرو بن ميمون: { اختلفت الى عبد الله بن مسعود سنة، ما سمعته يحدث فيها عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، إلا أنه حدّث ذات يوم بحديث فجرى على لسانه: قال رسول الله، فعلاه الكـرب حتى رأيت العـرق يتحدر عن جبهتـه، ثم قال مستدركا: قريبا من هذا قال الرسـول }.
ويقول علقمـة بن قيـس: { كان عبد الله بن مسعود يقوم عشية كل خميس متحدثا، فما سمعته في عشية منها يقول: قال رسول الله غير مرة واحدة، فنظرت إليه وهو معتمد على عصا، فإذا عصاه ترتجف وتتزعزع }.
حكمته كان يملك عبدالله بن مسعود قدرة كبيرة على التعبير والنظر بعمق للأمور فهو يقول عما نسميه نِسبية الزمان: { إن ربكم ليس عنده ليل ولا نهار، نور السموات والأرض من نور وجهه }.
كما يقول عن العمل: { إني لأمقت الرجل إذ أراه فارغا، ليس في شيء من عمل الدنيا ولا عمل الآخرة }.
ومن كلماته الجامعة: { خير الغنى غنى النفس، وخير الزاد التقوى، وشر العمى عمى القلب، وأعظم الخطايا الكذب، وشر المكاسب الربا، وشر المأكل مال اليتيم، ومن يعف يعف الله عنه، ومن يغفر يغفر الله له }.
وقال عبدالله بن مسعود: { لو أنّ أهل العلم صانوا العلم ووضعوه عند أهله لسَادوا أهل زمانهم، ولكنّهم وضعوه عند أهل الدنيا لينالوا من دنياهم، فهانوا عليهم، سمعتُ نبيّكم -صلى الله عليه وسلم- يقول: { مَنْ جعلَ الهمومَ همّاً واحداً، همّه المعاد، كفاه الله سائرَ همومه، ومَنْ شعّبَتْهُ الهموم أحوال الدنيا لم يُبالِ الله في أي أوديتها هلك }.
أمنيته يقول ابن مسعود: { قمت من جوف الليل وأنا مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- في غزوة تبوك، فرأيت شعلة من نار في ناحية العسكر فاتبعتها أنظر إليها، فإذا رسول الله وأبو بكر وعمر، وإذا عبد الله ذو البجادين المزني قد مات، وإذا هم قد حفروا له، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حفرته وأبو بكر وعمر يدلِّيَانه إليه، والرسول يقول: أدنيا إلي أخاكما.
فدلياه إليه، فلما هيأه للحده قال: اللهم إني أمسيت عنه راضيا فارض عنه.
فيا ليتني كنت صاحب هذه الحفرة.
أهل الكوفة ولاه أمير المؤمنين عمر بيت مال المسلمين بالكوفة، وقال لأهلها حين أرسله إليهم: { إني والله الذي لا إله إلا هو قد آثرتكم به على نفسي، فخذوا منه وتعلموا }.
ولقد أحبه أهل الكوفة حبا لم يظفر بمثله أحد قبله.
حتى قالوا له حين أراد الخليفة عثمان بن عفان عزله عن الكوفة: { أقم معنا ولا تخرج ونحن نمنعك أن يصل إليك شيء تكرهه منه }.
ولكنه أجاب: { إن له علي الطاعة، وإنها ستكون أمور وفتن، ولا أحب أن أكون أول من يفتح أبوابها }.
المرض قال أنس بن مالك: دخلنا على عبد اللـه بن مسعود نعوده في مرضه، فقلنا: { كيف أصبَحتَ أبا عبد الرحمن ؟}.
قال: { أصبحنا بنعمة اللـه إخوانا }.
قلنا: { كيف تجدُكَ يا أبا عبد الرحمن ؟}.
قال: { إجدُ قلبي مطمئناً بالإيمان }.
قلنا له: { ما تشتكي أبا عبد الرحمن ؟}.
قال: { أشتكي ذنوبي و خطايايَ }.
قلنا: { ما تشتهي شيئاً ؟}.
قال: { أشتهي مغفرة اللـه ورضوانه }.
قلنا: { ألا ندعو لك طبيباً ؟}.
قال: { الطبيب أمرضني -وفي رواية أخرى الطبيب أنزل بي ما ترون }.
ثم بكى عبد الله، ثم قال: سمعتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: { إنّ العبد إذا مرض يقول الرّب تبارك وتعالى: { عبدي في وثاقي }.
فإن كان نزل به المرض في فترةٍ منه قال: { اكتبوا له من الأمر ما كان في فترته }}.
فأنا أبكي أنّه نزل بي المرض في فترةٍ، ولوددتُ أنّه كان في اجتهادٍ منّي }.
الوصية لمّا حضر عبد الله بن مسعود الموتُ دَعَا ابْنَه فقال: { يا عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، إنّي موصيك بخمس خصال، فاحفظهنّ عنّي: أظهر اليأسَ للناس، فإنّ ذلك غنىً فاضل، ودعْ مطلبَ الحاجات إلى الناس، فإنّ ذلك فقرٌ حاضر، ودعْ ما يعتذر منه من الأمور، ولا تعملْ به، وإنِ استطعتَ ألا يأتي عليك يوم إلا وأنتَ خير منك بالإمس فافعل، وإذا صليتَ صلاةً فصلِّ صلاةَ مودِّع كأنّك لا تصلي صلاة بعدها }.
الحلم لقي رجل ابن مسعود فقال: لا تعدم حالِماً مذكّراً: { رأيتُكَ البارحة، ورأيتُ النبـي -صلى اللـه عليه وسلم- على منبر مرتفع، وأنتَ دونه وهو يقول: { يابن مسعود هلُمّ إليّ، فلقد جُفيتَ بعدي }.
فقال عبد الله: { آللّهِ أنتَ رأيتَهُ ؟}.
قال: { نعم }.
قال: { فعزمتُ أن تخرج من المدينة حتى تصلي عليّ }.
فما لبث إلا أياماً حتى مات -رضي الله عنه- فشهد الرجل الصلاة عليه.
وفاته وفي أواخر عمره -رضي الله عنه- قدم الى المدينة على ساكنها أفضل الصلاة و أتم التسليم.
توفي سنة اثنتين و ثلاثين للهجرة في أواخر خلافة عثمان.
رضي الله عن ابن أم عبد و أمه صاحبي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وجعلهما رفيقيه في الجنة مع الخالدين.



 


موضوع مُغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are معطلة
Pingbacks are معطلة
Refbacks are معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع : أعظم سير لأعظم أصحاب ...!!
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قائمة مجلة "فورتشن" لأعظم 50 قائداً عالمياً ليست عادلة وتفتقد للنظرة الشاملة صدام فكراوي قسم الحوار والنقاش الجاد •• 3 04-22-15 12:09 PM
أعظم العبادات شموخ المجد مواضيع إسلاميه - فقه - أقوال ( نفحات ايمانيه ) •• 10 12-25-14 01:50 PM
مسجات للشاعر بدر بن عبد المحسن , مسجات جديده , مسجات 2010 مها قسم الوسائط والبرودكاست •• 6 11-13-11 02:33 AM


| أصدقاء منتدى مسك الغلا |


الساعة الآن 01:37 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
بدعم من : المرحبي . كوم | Developed by : Marhabi SeoV2
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا