منتديات مسك الغلا | al2la.com
 


موضوع مُغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-28-17, 01:53 AM   #43
مجرد إنسان

آخر زيارة »  03-07-18 (05:44 AM)
المكان »  المدينة المنورة
الهوايه »  الرسم - كتابة الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي






سهيل بن عمرو رضي الله عنه


سهيل بن عمرو رضي الله عنه والله لا أدع موقفا مع المشركين، إلا وقفت مع المسلمين " مثله، ولا نفقة أنفقتها مـع المشركيـن، إلا أنفقـت مع " المسلمـين مثلها، لعل أمـري أن يتلـو بعضه بعضا.
سهيل بن عمرو في غزوة بدر وقع سهيل بن عمرو أسيرا بأيدي المسلمين فقال عمر لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: { يا رسول الله دعني أنزع ثنيتي سهيل بن عمرو حتى لا يقوم عليك خطيبا بعد اليوم }.
فأجابه الرسول العظيم: { لا أمثل بأحد، فيمثل الله بي، وإن كنت نبيا }.
ثم أدنى عمر منه وقال: { يا عمر لعل سهيلاً يقف غدا موقفاً يسرك !!}.
وتحققت النبـوءة وتحول أعظم خطباء قريش سهيـل بن عمرو الى خطيب باهر من خطباء الإسلام.
صلح الحديبية خرج الرسول -صلى الله عليه وسلم- بمن معه من المهاجرين والأنصار ومن لحق به من العرب يريد العمرة، فمنعتهم قريش من ذلك، فنزل الرسول الكريم ومن معه في الحديبية، وأرسلت قريش رسلها للمسلمين، وكان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يجيبهم جميعا بأنه لم يأت للحرب وإنما لزيارة البيت العتيق، حتى بعث الرسول { عثمان بن عفان } لقريش فسرت شائعة بأنه قتل، فبايع المسلمون الرسول -صلى الله عليه وسلم- على الموت في بيعة الرضوان.
فبعثت قريش سهيل بن عمرو الى الرسول مفاوضا، فلما رآه الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: { قد أراد القوم الصلح حين بعثوا هذا الرجل }.
فلما انتهى سهيل الى الرسول تكلما وأطالا حتى تم الصلح الذي أظهر التسامح الكبير والنبيل للرسول -صلى الله عليه وسلم-.
ودعا الرسول علي بن أبي طالب ليكتب الصلح فقال: { اكتب بسم الله الرحمن الرحيم }.
فقال سهيل: { لا أعرف هذا، ولكن اكتب باسمك اللهم } فكتبها.
ثم قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: { اكتب هذا ما صالح عليه محمد رسول الله سهيل بن عمرو }.
فقال سهيل: { لو شهدت أنك رسول الله لم أقاتلك، ولكن اكتب اسمك واسم أبيك }.
فقال الرسول: { اكتب هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله سهيل بن عمرو }.
وهكذا حتى تم ما قد اتفق عليه.
دعوة الرسول كان سهيل بن عمرو من الذين دَعَا عليهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: الحارث بن هاشم وصفوان بن أمية فنزلت الآية الكريمة.
قال الله تعالى: (( ليس لكَ مِنَ الأمْرِ شيءٌ أو يتوبَ عليهم أو يُعذِّبَهُم فإنّهم ظالمون )) [آل عمران:128] فاستبشر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بهدايتهم، فتِيْبَ عليهم كلهم.
فتح مكة وإسلامه وفي يوم الفتح الكبير.
فتح مكة، قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- لأهل مكة: { يا معشر قريش، ما تظنون أني فاعل بكم ؟}.
هنالك تقدم سهيل بن عمرو وقال: { نظن خيراً، أخ كريم وابن أخ كريم }.
وتألقت الإبتسامة على وجه الرسول الكريم وقال: { اذهبوا فأنتم الطلقاء }.
وفي هذه اللحظة التي سبقها الخوف والرهبة ثم تلاها الخجل والندم تألقت مشاعر سهيل بن عمرو وامتلأت عظمة وأسلم لرب العالمين.
فأصبح من الذين نقلهم الرسول بعفوه من الشرك الى الإيمان.
قوة إيمانه لقد أصبح سهيل -رضي الله عنه- بعد إسلامه في عام الفتح سمحاً كثير الجود، كثير الصلاة والصوم والصدقة وقراءة القرآن والبكاء خشية الله، وأخذ على نفسه عهداً فقد قال: { والله لا أدع موقفا مع المشركين، إلا وقفت مع المسلمين مثله، ولا نفقة أنفقتها مـع المشركيـن، إلا أنفقـت مع المسلمـين مثلها، لعل أمـري أن يتلـو بعضه بعضا }.
وفاة الرسول عندما توفي الرسول -صلى الله عليه وسلم- هم أكثر أهل مكة بالرجوع عن الإسلام حتى خافهم والي مكة آنذاك (عتاب بن أسيد) فقام سهيل بن عمرو وقد كان مقيما بمكة آنذاك، فحمد الله وأثنى عليه ثم ذكر وفاة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وقال: { إن ذلك لم يزد الإسلام إلا قوة، فمن رابنا ضربنا عنقه }.
فتراجع الناس وكفوا عما هموا به، وتحققت نبوءة الرسول -صلى الله عليه وسلم- حين قال لعمر: { إنه عسى أن يقوم مقاما لا تذمه }.
وحين بلغ ذلك أهل المدينة تذكر عمر حديث الرسول الكريم له فضحك طويلا.
باب عُمَر حضر باب عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- جماعة من مشيخة الفتح وغيرهم، فيهم سُهيل بن عمرو، وعيينة بن حصن والأقرع بن حابس، فخرج الآذن فقال: { أين صُهيب ؟ أين عمّار ؟ أين سليمان ؟ ليدخلوا !}.
فتمعّرت وجُوه القوم، فقال سهيل: { لِمَ تمعُّر وجوهكم ؟ دُعوا ودُعينا، فأسرعوا وأبطأنا، فلئن حسدتموهم على باب عمر، فما أعدّ الله لهم في الجنة أكثر من هذا !}.
الرباط أخذ سهيل بن عمرو مكانه في جيش المسلمين مقاتلا شجاعا، وخرج معهم الى الشام مقاتلا، وأبى أن يرجع الى مكة وطنه الحبيب وقال: سمعت الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: { مقام أحدكم في سبيل الله ساعة خير له من عمله طوال عمره، وإني لمرابط في سبيل الله حتى أموت، ولن أرجع مكة }.
وظل مرابطاً حتى وافته المنية.
الشهادة استشهد سهيل بن عمرو في اليرموك سنة (15 هـ) وكان له قصة في ذلك، فقد كام ممن استشهد معه عكرمة بن أبي جهل، والحارث بن هشام وجماعة من بينهم المغيرة، فأُتوا بماء وهم صَرْعى، فتدافعُوهُ حتى ماتوا ولم يذوقوه، فقد أتي عكرمة بالماء فنظر الى سهيل بن عمرو ينظر إليه فقال: { ابدؤوا بهذا }.
فنظر سهيل إلى الحارث بن هشام ينظر إليه فقال: { ابدؤوا بهذا }.
فماتوا كلهم قبل أن يشربوا، فمرّ بهم خالـد بن الوليـد فقال: { بنفسي أنتم }



 


قديم 02-28-17, 01:54 AM   #44
مجرد إنسان

آخر زيارة »  03-07-18 (05:44 AM)
المكان »  المدينة المنورة
الهوايه »  الرسم - كتابة الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي





زيـد بن ثابت رضي الله عنه


زيـد بن ثابت جامع القرآن لقد علم المحفوظون من أصحاب محمد أن زيد بن ثابت كان من الراسخين في العلم ابن عباس زيد بن ثابت بن الضحّاك الأنصاري من المدينة، يوم قدم الرسول -صلى الله عليه وسلم- للمدينـة كان يتيمـاً (والده توفي يوم بُعاث) و سنه لا يتجاوز إحدى عشرة سنة، وأسلـم مع أهلـه وباركه الرسول الكريم بالدعاء.
الجهاد صحبه أباؤه معهم الى غزوة بدر، لكن الرسول -صلى الله عليه وسلم- رده لصغر سنه وجسمه، وفي غزوة أحد ذهب مع جماعة من أترابه الى الرسول -صلى الله عليه وسلم-يرجون أن يضمهم للمجاهدين وأهلهم كانوا يرجون أكثر منهم، ونظر إليهم الرسول -صلى الله عليه وسلم- شاكرا وكأنه يريد الإعتذار، ولكن (رافع بن خديج) وهو أحدهم تقدم الى الرسول الكريم وهو يحمل حربة ويستعرض بها قائلا: { إني كما ترى، أجيد الرمي فأذن لي }.
فأذن الرسول -صلى الله عليه وسلم- له، وتقدم (سمرة بن جندب) وقال بعض أهله للرسول: { إن سمرة يصرع رافعا }.
فحياه الرسول وأذن له.
وبقي ستة من الأشبال منهم زيد بن ثابت وعبد الله بن عمر، وبذلوا جهدهم بالرجاء والدمع واستعراض العضلات، لكن أعمارهم صغيرة، وأجسامهم غضة، فوعدهم الرسول بالغزوة المقبلة، وهكذا بدأ زيد مع إخوانه دوره كمقاتل في سبيل الله بدءا من غزوة الخندق، سنة خمس من الهجرة، وكانت مع زيد -رضي الله عنه- راية بني النجار يوم تبوك، وكانت أولاً مع عُمارة بن حزم، فأخذها النبي -صلى الله عليه وسلم- منه فدفعها لزيد بن ثابت فقال عُمارة: { يا رسول الله ! بلغكَ عنّي شيءٌ ؟}.
قال الرسول: { لا، ولكن القرآن مقدَّم }.
العلم لقد كان -رضي الله عنه- مثقف متنوع المزايا، يتابع القرآن حفظا، ويكتب الوحي لرسوله، ويتفوق في العلم والحكمة، وحين بدأ الرسول -صلى الله عليه وسلم- في إبلاغ دعوته للعالم الخارجي، وإرسال كتبه لملوك الأرض وقياصرتها، أمر زيدا أن يتعلم بعض لغاتهم فتعلمها في وقت وجيز.
يقول زيـد: { أُتيَ بيَ النبـي -صلى اللـه عليه وسلم- مَقْدَمه المدينة، فقيل: هذا من بني النجار، وقد قرأ سبع عشرة سورة }.
فقرأت عليه فأعجبه ذلك، فقال: { تعلّمْ كتاب يهـود، فإنّي ما آمنهم على كتابي ففعلتُ، فما مضى لي نصف شهـر حتى حَذِقْتُـهُ، فكنت أكتب له إليهم، وإذا كتبوا إليه قرأتُ له }.
حفظه للقرآن منذ بدأ الدعوة وخلال إحدى وعشرين سنة تقريبا كان الوحي يتنزل، والرسول -صلى الله عليه وسلم- يتلو، وكان هناك ثلة مباركة تحفظ ما تستطيع، والبعض الآخر ممن يجيدون الكتابة، يحتفظون بالآيات مسطورة، وكان منهم علي بن أبي طالب، وأبي بن كعب، وعبدالله بن مسعود، وعبدالله بن عباس، وزيد بن ثابت رضي الله عنهم أجمعين.
وبعد أن تم النزول كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقرؤه على المسلمين مرتبا سوره وآياته.
وقد قرأ زيد على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في العام الذي توفاه الله فيه مرتين، وإنما سميت هذه القراءة قراءة زيد بن ثابت لأنه كتبها لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقرأها عليه، وشَهِدَ العرضة الأخيرة، وكان يُقرىء الناس بها حتى مات.
بداية جمع القرآن بعد وفاة الرسول -صلى الله عليه وسلم- شغل المسلمون بحروب الردة، وفي معركة اليمامة كان عدد الشهداء من حفظة القرآن كبيرا، فما أن هدأت نار الفتنة حتى فزع عمر بن الخطاب الى الخليفة أبو بكر الصديق راغبا في أن يجمع القرآن قبل أن يدرك الموت والشهادة بقية القراء والحفاظ.
واستخار الخليفة ربه، وشاور صحبه ثم دعا زيد بن ثابت وقال له: { إنك شاب عاقل لانتهمك }.
وأمره أن يبدأ جمع القرآن مستعينا بذوي الخبرة.
ونهض زيد -رضي الله عنه- بالمهمة وأبلى بلاء عظيما فيها، يقابل ويعارض ويتحرى حتى جمع القرآن مرتبا منسقا.
وقال زيد في عظم المسئولية: { والله لو كلفوني نقل جبل من مكانه، لكان أهون علي مما أمروني به من جمع القرآن }.
كما قال: { فكنتُ أتبع القرآن أجمعه من الرّقاع والأكتاف والعُسُب وصدور الرجال }.
وأنجز المهمة على أكمل وجه وجمع القرآن في أكثر من مصحف المرحلة الثانية في جمع القرآن في خلافة عثمان بن عفان كان الإسلام يستقبل كل يوم أناس جدد عليه، مما أصبح جليا ما يمكن أن يفضي إليه تعدد المصاحف من خطر حين بدأت الألسنة تختلف على القرآن حتى بين الصحابة الأقدمين والأولين، فقرر عثمان والصحابة وعلى رأسهم حذيفة بن اليمان ضرورة توحيد المصحف، فقال عثمان: { مَنْ أكتب الناس ؟}.
قالوا: { كاتب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- زيد بن ثابت }.
قال: { فأي الناس أعربُ ؟}.
قالوا: { سعيد بن العاص }.
وكان سعيد بن العاص أشبه لهجة برسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال عثمان: { فليُملِ سعيد وليكتب زيدٌ }.
واستنجدوا بزيـد بن ثابت، فجمع زيد أصحابه وأعوانه وجاءوا بالمصاحف من بيت حفصة بنت عمر -رضي الله عنها- وباشروا مهمتهم الجليلة، وكانوا دوما يجعلون كلمة زيد هي الحجة والفيصل رحمهم الله أجمعين.
فضله تألقت شخصية زيد وتبوأ في المجتمع مكانا عاليا، وصار موضع احترام المسلمين وتوقيرهم.
فقد ذهب زيد ليركب، فأمسك ابن عباس بالركاب، فقال له زيد: { تنح يا بن عم رسول الله }.
فأجابه ابن عباس: { لا، فهكذا نصنع بعلمائنا }.
كما قال (ثابت بن عبيد) عن زيد بن ثابت: { ما رأيت رجلا أفكه في بيته، ولا أوقر في مجلسه من زيد }.
وكان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يستخلفه إذا حجّ على المدينة، وزيد -رضي الله عنه- هو الذي تولى قسمة الغنائم يوم اليرموك، وهو أحد أصحاب الفَتْوى الستة: عمر وعلي وابن مسعود وأبيّ وأبو موسى وزيد بن ثابت، فما كان عمر ولا عثمان يقدّمان على زيد أحداً في القضاء والفتوى والفرائض والقراءة، وقد استعمله عمر على القضاء وفرض له رزقاً.
قال ابن سيرين: { غلب زيد بن ثابت الناس بخصلتين، بالقرآن والفرائض }.
وفاته توفي -رضي الله عنه- سنة (45 هـ) في عهد معاوية.



 


قديم 02-28-17, 01:56 AM   #45
مجرد إنسان

آخر زيارة »  03-07-18 (05:44 AM)
المكان »  المدينة المنورة
الهوايه »  الرسم - كتابة الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي





زيد بن الخطاب رضي الله عنه


زيد بن الخطاب رضي الله عنه رحم الله زيدا، سبقني إلى الحسنين.
أسلم قبلي، واستشهد قبلي عمر بن الخطاب زيد بن الخطاب هو الأخ الأكبر لعمر بن الخطاب، سبقه الى الإسلام، وسبقه الى الشهادة، كان إيمانه بالله تعالى إيمانا قويا، ولم يتخلف عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- في مشهد ولا في غزاة.
غزوة أحد في كل مشهد كان زيد - رضي الله عنه- يبحث عن الشهادة أكثر من النصر، ففي يوم أحد وحين حمي القتال بين المسلمين والمشركين، سقط درعه منه، فرآه أخوه عمر فقال له: { خذ درعي يا زيد فقاتل بها }.
فأجابه زيد: { إني أريد من الشهادة ما تريده يا عمر }.
وظل يقاتل بغير درع في فدائية باهرة.
يوم اليمامة لقد كان زيد بن الخطاب يتحرق شوقا للقاء (الرّجال بن عنفوة) وهو المسلم المرتد الذي تنبأ به الرسول -صلى الله عليه وسلم- يوما حين كان جالسا مع نفر من المسلمين حيث قال: { إن فيكم لرجلا ضرسه في النار أعظم من جبل أحد }.
وتحققت النبوة حين ارتد (الرّجال) ولحق بمسيلمة الكذاب، وكان خطره على الإسلام أكبر من مسيلمة نفسه، لمعرفته الجيدة بالإسلام والقرآن والمسلمين.
وفي يوم اليمامة دفع خالد بن الوليد بلواء الجيش الى زيد بن الخطاب، وقاتل أتباع مسيلمة قتالا مستميتا، ومالت المعركة في بدايتها على المسلمين، وسقط منهم شهداء كثيرون، ورأى زيد مشاعر الخوف عند المسلمين فعلا ربوة وصاح: { أيها الناس، عَضُوا على أضراسكم، واضربوا في عدوكم، وامضوا قدما، والله لا أتكلم حتى يهزمهم الله، أو ألقاه سبحانه فأكلمه بحجتي }.
ونزل من فوق الربوة عاضا على أضراسه، زاما شفتيه لايحرك لسانه بهمس، وتركز مصير المعركة لديه في مصير (الرّجال).
وهناك راح يأتيه من يمين ومن شمال حتى أمسكه بخناقه وأطاح بسيفه رأسه المغرور، وهذا أحدث دمارا كبيرا في نفوس أتباع مسيلمة، وقوّى في الوقت ذاته عزائم المسلمين.
استشهاده رفع زيد بن الخطاب يديه الى السماء مبتهلا لربه شاكرا نعمته، ثم عاد الى سيفه وصمته، وتابع القتال والنصر بات للمسلمين، هنالك تمنى زيد-رضي الله عنه- أن يختم حياته بالشهادة، وتم له ما أراد فقد رزقه الله بالشهادة.
وبينما وقف عمر بن الخطاب يستقبل مع أبوبكر العائدين الظافرين، دنا منه المسلمون وعزّوه بزيد، فقال عمر: { رحم الله زيدا، سبقني إلى الحسنين، أسلم قبلي، واستشهد قبلي }.



 


قديم 02-28-17, 01:57 AM   #46
مجرد إنسان

آخر زيارة »  03-07-18 (05:44 AM)
المكان »  المدينة المنورة
الهوايه »  الرسم - كتابة الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي





خالد بن سعيد رضي الله عنه


خالد بن سعيد رضي الله عنه ( لن أدع الإسلام لشيء، وسأحيا به وأموت عليه ).
خالد بن سعيد هو خالد بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، والده زعيم في قريش، كان شابا هادىء السمت، ذكي الصمت، منذ بدأ أخبار الدين الجديد كان النور يسري إلى قلبه، وكتم ما في نفسه خوفا من والده الذي لن يتوانى لحظة عن تقديمه قربانا لآلهة عبد مناف.
اسلامه ذات ليلة رأى خالد بن سعيد في منامه أنه واقف على شفير نار عظيمة، وأبوه من ورائه يدفعه نحوها بكلتا يديه، ويريد أن يطرحه فيها، ثم رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقبل عليه، ويجذبه بيمينه المباركة من إزاره فيأخذه بعيدا عن النار واللهب.
ويصحو من نومه فيسارع إلى دار أبي بكر ويقص عليه رؤياه، فيقول أبو بكر له: { إنه الخير أريد لك، وهذا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاتبعه، فإن الإسلام حاجزك عن النار }.
وينطلق خالد إلى رسول الله فيسأله عن دعوته، فيجيب الرسول الكريم: { تؤمن بالله وحده لا تشرك به شيئا، وتؤمن بمحمد عبده ورسوله، وتخلع عبادة الأوثان التي لا تسمع ولا تبصر ولاتضر ولا تنفع }.
ويبسط خالد يمينه فتتلقاها يمين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حفاوة ويقول خالد: { إني أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله }.
وهكذا أصبح من الخمسة الأوائل في الإسلام.
والده والعذاب وحين علم والده {سعيد} بإسلامه دعاه وقال له: { أصحيح إنك اتبعت محمدا وأنت تسمعه يعيب آلهتنا ؟}.
قال خالد: { إنه والله لصادق، ولقد آمنت به واتبعته }.
هنالك انهال عليه أبوه ضربا، ثم زج به في غرفة مظلمة من داره، حيث صار حبيسها، ثم راح يضنيه ويرهقه جوعا وظمأ، وخالد يصرخ من وراء الباب: { والله إنه لصادق، وإني به لمؤمن }.
وأخرجه والده الى رمضاء مكة، ود سه بين حجارتها الملتهبة ثلاثة أيام لا يواريه فيها ظل، ولا يبلل شفتيه قطرة ماء، ثم يئس والده فأعاده الى داره وراح يغريه ويرهبه وخالد صامد يقول لأبيه: { لن أدع الإسلام لشيء، وسأحيا به وأموت عليه }.
وصاح سعيد: { إذن فاذهب عني يا لُكَع، فواللات لأمنعنك القوت }.
فأجاب خالد: { والله خير الرازقين }.
وغادر خالد الدار، وراح يقهر العذاب بالتضحية، ويتفوق على الحرمان بالإيمان.
جهاده مع الرسول كان خالد بن سعيد من المهاجرين الى الحبشة في الهجرة الثانية، وعاد مع إخوانه الى المدينة سنة سبع فوجدوا المسلمين قد انتهوا للتو من فتح خيبر، وأقام -رضي الله عنه- في المدينة لايتأخر عن أي غزوة للرسول -صلى الله عليه وسلم- ويحضر جميع المشاهد، وقد جعله الرسول -صلى الله عليه وسلم- قبل وفاته واليا على اليمن.
خلافة أبوبكر لما وصل نبأ وفاة الرسول -صلى الله عليه وسلم- لخالد في اليمن عاد من فوره الى المدينة، وعلى الرغم من معرفته لفضل أبي بكر إلا أنه كان من الجماعة التي ترى أحقية بني هاشم في الخلافة ووقف الى جانب علي بن أبي طالب ولم يبايع أبا بكر، ولم يكرهه أبوبكر على ذلك، وإنما بقي على حبه وتقديره له، حتى جاء اليوم الذي غير فيه خالد رأيه فشق الصفوف في المسجد وأبو بكر على المنبر، فبايعه بيعة صادقة.
عزله عن الإمارة يُسير أبو بكر الجيوش للشام، ويعقد ل{ خالد بن سعيد } لواء، فيصير أحد أمراء الجيوش، إلا أن عمر بن الخطاب يعترض على ذلك ويلح على الخليفة حتى يغير ذلك، ويبلغ النبأ خالدا فيقول: { والله ما سرتنا ولايتكم، ولا ساءنا عزلكم }.
ويخف الصديق -رضي الله عنه- الى دار خالد معتذرا له مفسرا له هذا التغيير، ويخيره مع من يكون من القادة: مع عمرو بن العاص ابن عمه أو مع شرحبيل بن حسنة، فيجيب خالد: { ابن عمي أحب الي في قرابته، وشرحبيل أحب الي في دينه }.
ثم يختار كتيبة شرحبيل، ودعا أبو بكر -رضي الله عنه- شرحبيل وقال له: { انظر خالد بن سعيد، فاعرف له من الحق عليك، مثل ما كنت تحب أن يعرف من الحق لك، لو كنت مكانه، وكان مكانك.
انك لتعرف مكانته في الإسلام، وتعلم أن رسول الله توفى وهو له وال، ولقد كنت ولّيته ثم رأيت غير ذلك، وعسى أن يكون ذلك خيرا له في دينه، فما أغبط أحدا بالإمارة.
وقد خيرته في أمراء الأجناد فاختارك على ابن عمه، فاذا نزل بك أمر تحتاج فيه الى رأي التقي الناصح، فليكن أول من تبدأ به: أبوعبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل ولْيَكُ خالد بن سعيد ثالثا، فإنك واجد عندهم نصحا وخيرا، وإياك واستبداد الرأي دونهم، أو إخفاءه عنهم }.
استشهاده وفي معركة { مرج الصُفَر } حيث المعارك تدور بين المسلمين والروم، كان خالد بن سعيد في مقدمة الذين وقع أجرهم على الله، شهيد جليل، ورآه المسلمون مع الشهداء فقالوا: { اللهم ارض عن خالد بن سعيد}.



 


قديم 02-28-17, 02:01 AM   #47
مجرد إنسان

آخر زيارة »  03-07-18 (05:44 AM)
المكان »  المدينة المنورة
الهوايه »  الرسم - كتابة الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي





بلال بن رباح رضي الله عنه

بلال بن رباح مؤذن الإسلام.

ومزعج الأصنام إنما أنا حبشي، كنت بالأمس عبداً.
بلال.
بلال بن رباح الحبشي (أبو عبد الله)، الشديد السمرة النحيف الناحل المفرط الطول الكث الشعر، لم يكن يسمع كلمات المدح والثناء توجه اليه، الا ويحني رأسه ويغض طرفه ويقول وعبراته على وجنتيه تسيل: {انما أنا حبشي كنت بالأمس عبدا}.
ذهب يوما -رضي الله عنه- يخطب لنفسه ولأخيه زوجتين فقال لأبيهما: { أنا بلال وهذا أخي، عبدان من الحبشة، كنا ضالين فهدانا الله، وكنا عبدين فأعتقنا الله، ان تزوجونا فالحمد لله، وان تمنعونا فالله أكبر }.

قصة إسلامه

انه حبشي من أمة سوداء، عبدا لأناس من بني جمح بمكة، حيث كانت أمه احدى امائهم وجواريهم، ولقد بدأت أنباء محمد تنادي سمعه، حين أخذ الناس في مكة يتناقلوها، وكان يصغي الى أحاديث سادته وأضيافهم، ويوم إسلامه كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر معتزلين في غار، إذ مرّ بهما بلال وهو في غنمِ عبد بن جُدعان، فأطلع الرسول -صلى الله عليه وسلم- رأسه من الغار وقال: { يا راعي هل من لبن ؟}.
فقال بلال: { ما لي إلا شاة منها قوتي، فإن شئتما آثرتكما بلبنها اليوم }.
فقال رسول الله: { إيتِ بها }.
فجاء بلال بها، فدعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقعبه، فاعتقلها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فحلب في القعب حتى ملأه، فشرب حتى روي، ثم حلب حتى ملأه فسقى أبا بكر، ثم احتلب حتى ملأه فسقى بلالاً حتى روي، ثم أرسلها وهي أحفل ما كانتْ.
ثم قال: { يا غلام هل لك في الإسلام ؟ فإني رسول الله }.
فأسلم، وقال: { اكتم إسلامك }.
ففعل وانصرف بغنمه، وبات بها وقد أضعف لبنها، فقال له أهله: { لقد رعيت مرعىً طيباً فعليك به }.
فعاد إليه ثلاثة أيام يسقيهما، ويتعلّم الإسلام، حتى إذا كان اليوم الرابع، فمرّ أبو جهل بأهل عبد الله بن جدعان فقال: { إني أرى غنمك قد نمت وكثر لبنها ؟!}.
فقالوا: { قد كثر لبنها منذ ثلاثة أيام، وما نعرف ذلك منها ؟!}.
فقال: { عبدكم وربّ الكعبة يعرف مكان ابن أبي كبشة، فامنعوه أن يرعى المرعى }.
فمنعوه من ذلك المرعى.
إفتضاح أمره دخل بلال يوماً الكعبة وقريش في ظهرها لا يعلم، فالتفتَ فلم يرَ أحداً، أتى الأصنام وجعل يبصُقُ عليها ويقول: { خابَ وخسرَ من عبدكُنّ }.
فطلبته قريش فهرب حتى دخل دار سيده عبد الله بن جُدعان فاختفى فيها، ونادَوْا عبد الله بن جدعان فخرج فقالوا: { أصبوتَ ؟!}.
قال: { ومثلي يُقال له هذا ؟! فعليَّ نحرُ مئة ناقةٍ للاَّتِ والعُزّى }.
قالوا: { فإنّ أسْوَدَك صنَع كذا وكذا }.
فدعا به فالتمسوه فوجدوه، فأتوهُ به فلم يعرفه، فدعا راعي ماله وغنمه فقال: { من هذا ؟ ألم آمُرْك أن لا يبقى بها أحد من مولّديها إلا أخرجته ؟}.
فقال: { كان يرعى غنمك، ولم يكن أحد يعرفها غيره }.
فقال لأبي جهل وأمية بن خلف: { شأنكما به فهو لكما، اصنَعا به ما أحببتُما }.
وتجثم شياطين الأرض فوق صدر أمية بن خلف الذي رأى في اسلام عبد من عبدانهم لطمة جللتهم بالخزي والعار، ويقول أمية لنفسه: { ان شمس هذا اليوم لن تغرب الا ويغرب معها اسلام هذا العبد الآبق !!}.
العذاب وبدأ العذاب فقد كانوا يخرجون به في الظهيرة التي تتحول الصحراء فيها الى جهنم قاتلة، فيطرحونه على حصاها الملتهب وهو عريان، ثم يأتون بحجر متسعر كالحميم ينقله من مكانه بضعة رجال ويلقون به فوقه، ويصيح به جلادوه: { اذكر اللات والعزى }.
فيجيبهم: { أحد.
أحد }.
واذا حان الأصيـل أقاموه، وجعلوا في عنقـه حبلا، ثم أمروا صبيانهـم أن يطوفوا به جبال مكـة وطرقها، وبلال -رضي اللـه عنه- لا يقول سوى: {أحد. أحد }.
قال عمّار بن ياسر: { كلٌّ قد قال ما أرادوا -ويعني المستضعفين المعذّبين قالوا ما أراد المشركون- غير بلال }.
ومرَّ به ورقة بن نوفل وهو يعذب ويقول: { أحد. أحد}.
فقال: { يا بلال أحد أحد، والله لئن متَّ على هذا لأتخذنّ قبرك حَنَاناً }.
أي بركة.
الحرية ويذهب اليهم أبوبكر الصديق وهم يعذبونه، ويصيح بهم: { أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله ؟؟ }.
ثم يصيح في أمية: { خذ أكثر من ثمنه واتركه حرا }.
وباعوه لأبي بكر الذي حرره من فوره، وأصبح بلال من الرجال الأحرار.
الهجرة و بعد هجرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- والمسلمين الى المدينة، آخى الرسول -صلى الله عليه وسلم- بين بلال وبين أبي عبيدة بن الجراح، وشرع الرسول للصلاة آذانها، واختار بلال -رضي الله عنه- ليكون أول مؤذن للاسلام.
غزوة بدر وينشب القتال بين المسلمين وجيش قريش وبلال هناك يصول ويجول في أول غزوة يخوضها الاسلام، غزوة بدر، تلك الغزوة التي أمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن يكون شعارها { أحد.
أحد }.
وبينما المعركة تقترب من نهايتها، لمح أمية بن خلف { عبد الرحمن بن عوف } صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاحتمى به وطلب اليه أن يكون أسيره رجاء أن يخلص بحياته.
فلمحه بلال فصاح قائلا: { رأس الكفر، أمية بن خلف.
لا نجوت أن نجا }.
ورفع سيفه ليقطف الرأس الذي طالما أثقله الغرور والكبر فصاح به عبدالرحمن بن عوف: { أي بلال إنه أسيري }.
ورأى بلال أنه لن يقدر وحده على اقتحام حمى أخيه في الدين فصاح بأعلى صوته في المسلمين: { يا أنصار الله، رأس الكفر أمية بن خلف لا نجوت أن نجا }.
وأقبلت كوكبة من المسلمين وأحاطت بأمية وابنه، ولم يستطع عبد الرحمن بن عوف أن يصنع شيئا، وألقى بلال على جثمان أمية الذي هوى تحت السيوف نظرة طويلة ثم هرول عنه مسرعا وصوته يصيح: { أحد أحد }.
يوم الفتح وعاش بلال مع الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم- يشهد معه المشاهـد كلها، وكان يزداد قربا من قلب الرسـول الذي وصفه بأته { رجل من أهل الجنة }.
وجاء فتح مكة، ودخل الرسول -صلى الله عليه وسلم- الكعبة ومعه بلال، فأمره أن يؤذن، ويؤذن بلال فيا لروعة الزمان والمكان والمناسبة.
فضله قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: {إني دخلتُ الجنة، فسمعت خشفةً بين يديّ، فقلتُ: { يا جبريل ! ما هذه الخشفة ؟}.
قال: { بلال يمشي أمامك }.
وقد سأل الرسول -صلى الله عليه وسلم- بلال بأرْجى عمل عمله في الإسلام فقال: { لا أتطهّرُ إلا إذا صليت بذلك الطهور ما كتِبَ لي أن أصلّيَ }.
كما قال -عليه أفضل الصلاة والسلام-: { اشتاقت الجنّةِ إلى ثلاثة: إلى علي، وعمّار وبلال }.
وقال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: { إنه لم يكن نبي قبلي إلا قد أعطيَ سبعة رفقاء نُجباء وزراء، وإني أعطيتُ أربعة عشر: حمزة وجعفر وعليّ وحسن وحسين، وأبو بكر وعمر والمقداد وحذيفة وسلمان وعمار وبلال وابن مسعود وأبو ذرّ }.
وقد دخل بلال على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يتغدّى فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: { الغداءَ يا بلال }.
فقال: { إني صائم يا رسول الله }.
فقال الرسول: { نأكلُ رِزْقَنَا، وفضل رزقِ بلال في الجنة، أشعرتَ يا بلال أنّ الصائم تُسبّح عظامُهُ، وتستغفر له الملائكة ما أكِلَ عنده }.
وقد بلغ بلال بن رباح أن ناساً يفضلونه على أبي بكر فقال: { كيف تفضِّلوني عليه، وإنما أنا حسنة من حسناته !!}.

الزواج

جاء بني البُكير الى رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- فقالوا: { زوِّج أختنا فلاناً }.
فقال لهم: { أين أنتم عن بلال ؟}.
ثم جاؤوا مرّة أخرى فقالوا: { يا رسول الله أنكِح أختنا فلاناً }.
فقال لهم: { أين أنتم عن بلال ؟}.
ثم جاؤوا الثالثة فقالوا: { أنكِح أختنا فلاناً }.
فقال: { أين أنتم عن بلال ؟ أين أنتم عن رجل من أهل الجنة ؟}.
فأنكحوهُ.
وأتى النبي -صلى الله عليه وسلم- امرأة بلال فسلّم وقال: { أثمَّ بلال ؟}.
فقالت: { لا }.
قال: { فلعلّك غَضْبَى على بلال !}.
قالت: { إنه يجيئني كثيراً فيقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- }.
فقال لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: { ما حدّثك عني بلالٌ فقد صَدَقكِ بلالٌ، بلالٌ لا يكذب، لا تُغْضِبي بلالاً فلا يُقبل منكِ عملٌ ما أغضبتِ بلالاً }.
بلال من المرابطين وذهب الرسول -صلى الله عليه وسلم- الى الرفيق الأعلى، ونهض بأمر المسلمين من بعده أبوبكر الصديق، وذهب بلال الى الخليفة يقول له: { يا خليفة رسول الله، اني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: أفضل عمل المؤمن الجهاد في سبيل الله }.
قال له أبو بكر: { فما تشاء يا بلال ؟} قال: { أردت أن أرابط في سبيل الله حتى أموت } قال أبو بكر: { ومن يؤذن لنا ؟؟}.
قال بلال وعيناه تفيضان من الدمع: { اني لا أؤذن لأحد بعد رسول الله }.
قال أبو بكر: { بل ابق وأذن لنا يا بلال }.
قال بلال: { ان كنت قد أعتقتني لأكون لك فليكن ما تريد، وان كنت أعتقتني لله فدعني وما أعتقتني له }.
قال أبو بكر: { بل أعتقتك لله يا بلال }.
ويختلف الرواة في أنه سافر الى الشام حيث بقي مرابطا ومجاهدا، ويروي بعضهم أنه قبل رجاء أبي بكر وبقي في المدينة فلما قبض وولى الخلافة عمر، استأذنه وخرج الى الشام.
الرؤيا رأى بلال النبي -صلى الله عليه وسلم- في منامه وهو يقول: { ما هذه الجفوة يا بلال ؟ ما آن لك أن تزورنا ؟}.
فانتبه حزيناً، فركب الى المدينة، فأتى قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- وجعل يبكي عنده ويتمرّغ عليه، فأقبل الحسن والحسين فجعل يقبلهما ويضمهما فقالا له: { نشتهي أن تؤذن في السحر !}.
فعلا سطح المسجد فلمّا قال: { الله أكبر الله أكبر }.
ارتجّت المدينة فلمّا قال: { أشهد أن لا آله إلا الله }.
زادت رجّتها فلمّا قال: { أشهد أن محمداً رسول الله }.
خرج النساء من خدورهنّ، فما رؤي يومٌ أكثر باكياً وباكية من ذلك اليوم.

الآذان الأخير

وكان آخر آذان له يوم توفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وعندما زار الشام أمير المؤمنين عمر-رضي الله عنه- توسل المسلمون اليه أن يحمل بلالا على أن يؤذن لهم صلاة واحدة، ودعا أمير المؤمنين بلالا، وقد حان وقت الصلاة ورجاه أن يؤذن لها، وصعد بلال وأذن.
فبكى الصحابة الذين كانوا أدركوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبلال يؤذن، بكوا كما لم يبكوا من قبل أبدا، وكان عمر أشدهم بكاء.

وفاته

ومات بلال في الشام مرابطا في سبيل الله كما أراد ورفاته تحت ثرى دمشق.
على الأغلب سنة عشرين للهجرة.



 


قديم 02-28-17, 02:03 AM   #48
مجرد إنسان

آخر زيارة »  03-07-18 (05:44 AM)
المكان »  المدينة المنورة
الهوايه »  الرسم - كتابة الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي





امرؤ القيس بن عابس رضي الله عنه


امرؤ القيس بن عابس رضي الله عنه ألا بلِّغ أبا بكر رسـولا، وبلِّغْها جميع المسلمين فليس مجاوراً بيتي بُيوتاً، بما قال النبيُّ مُكذّبينَـا امرؤ القيس.
امرؤ القيس بن عابس بن المنذر الكندي، صحابي روى عن الرسول -صلى اللـه عليه وسلم- أحاديـث، وشهد فتح النُّجير باليمـن، وكان في اليرموك على كتيبة من الجيش، وكان ممن ثبتَ على الإسلام.
الخصومة كان بين امرؤ القيس ورجلٍ من حضرموت خصومة، فارتفعا إلى النبـي -صلى اللـه عليه وسلم-، فقال للحضرميّ: { بيّنتُكَ وإلا فيمينُه .
فقال: يا رسول الله إن حلف ذهب بأرضي.
فقال: مَنْ حلف على يمينٍ كاذبةٍ يقتطع بها حقُّ أخيه، لقي الله وهو عليه غضبان.
فقال امرؤ القيس: يا رسول الله فما لمن تركها وهو يعلم أنه محق ؟.
فقال: الجنة.
قال: فإني أشهدك أنّي قد تركتُها.
الله ربّي حضر امرؤ القيس -رضي الله عنه- الكنديين الذين ارتدّوا، فلمّا أُخرجوا ليُقتلوا وثب على عمّه، فقال له: وَيْحَكَ يا امرأ القيس !! أتقتل عمَّك ؟!.
فقال: أنت عَمّي، والله ربّي }.
فقتله....



 


موضوع مُغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are معطلة
Pingbacks are معطلة
Refbacks are معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع : أعظم سير لأعظم أصحاب ...!!
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قائمة مجلة "فورتشن" لأعظم 50 قائداً عالمياً ليست عادلة وتفتقد للنظرة الشاملة صدام فكراوي قسم الحوار والنقاش الجاد •• 3 04-22-15 12:09 PM
أعظم العبادات شموخ المجد مواضيع إسلاميه - فقه - أقوال ( نفحات ايمانيه ) •• 10 12-25-14 01:50 PM
مسجات للشاعر بدر بن عبد المحسن , مسجات جديده , مسجات 2010 مها قسم الوسائط والبرودكاست •• 6 11-13-11 02:33 AM


| أصدقاء منتدى مسك الغلا |


الساعة الآن 03:48 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
بدعم من : المرحبي . كوم | Developed by : Marhabi SeoV2
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا