إسقاط التعجّب!
 

http://alqarany1.files.wordpress.com...d8b1.jpg?w=450

اللغة العربية تتمتعُ بالمتانة والقوة، والشمول والإحاطة، ولهذا وُجدت علوم كثيرة، تساندها خطوَها، وتقرّبُ فهمها، وتصوغُ رونقها. ومن جملة تلك العلوم: (علم الترقيم) حيث الإشارات والدلالات التي تعينُ القارئ في فهم مرادات الكاتب، وتميّز الكلام بعضهُ عن البعض الآخر صوتاً وقراءةً.

في تطبيقاتِ الكُتّاب (من الشباب والفتيات) تجدُ تبايناً واضحاً في العنايةِ بهذه العلامات والدلالات الاصطلاحية، ما بين مكثر ومقلّ، وما بين معتنٍ بها وآخر ضارب الصفح عنها.

من يقرأ لهؤلاء الكتبة الجُدد في منتدياتنا وشبكاتنا الاجتماعية يلحظُ كماً هائلا من علاماتِ التعجّب والانفعال، ويتملكه الدهشة أكثر حينما يرى علامة التعجب أصبحت رمزاً ملاصقة لبعض الرموز التعبيرية. والسّؤال الذي يبقى مُلحاَ: لماذا

هذه العلامة باتت حاضرة بكلّ هذه الرمزية بينهم؟ أم أن الحياة بكل وقائعها اليومية داعية إلى التعجّب والدهشة؟!

يقولُ أبوالعتاهية: من لم يزل متعجباً من كل ما * تأتي به الأيام طال تعجبه!

أعتقد أنّ هناك إشكالاً كبيراً في فهم ماهيّة هذه العلامة، وكيف أرادها الواضعون لها ابتداءً، ولن يحلّ هذا الإشكال في فهمنا لهذه العلامة، إلا بالنظر فيما كتبه أهل العربية وعلماؤها.

وقد نقل الأستاذ صالح الأسمري في كتابه: (مباحث في الترقيم)، عن شيخ العروبة: (أحمد زكي باشا –رحمه الله-)، طرفاً من الكلام على هذه العلامة .. حيثُ يقول:

” علامة التعجب أو الانفعال، وتوضع في آخر كلّ جملة تدل على تأثر قائلها، وتهيّج شعوره ووِجدانه، مثل الأحوال التي يكونُ فيها التعجّب والاستغراب والاستنكار (ولو كان استفهامياً) والإغراء والتحذير والتأسّف والدعاء ونحو ذلك. مثاله: {إنّ هذا لشيءٌ عُجَابٌ}!.، وتوضعُ هذه العلامة أيضاَ في آخر الجُمَل المبدوءة بنعم وبئس وحبّذا، ونحوها”.

ولكي أكون أكثر صدقاً معكم؛ فإنني لم أستطع كتابته على ما حصرهُ (شيخ العروبة)، وقد توسعتُ مع المتوسّعين، وأظن أننا بحاجة إلى (ثورةِ) لإسقاطه!

ياهلا بك


الله يسعدك ويسلمك ع مرورك
اللي أسعدني لاهنتي يالغلا



تحيتي لك

مشكور على الموضوع