منتديات مسك الغلا | al2la.com
 


نبارك لكلٌ من ( الغالية ) و ( سجى ) و ( ! العذبة! ) الفوز بالمراكز في فعالية الأسئلة الدينيه الرمضانيه :: نتيجة الفائزين ::

موضوع مُغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-01-17, 04:37 AM   #43
مجرد إنسان

آخر زيارة »  03-07-18 (05:44 AM)
المكان »  المدينة المنورة
الهوايه »  الرسم - كتابة الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي







أخر قصة موسى الكليم عليه السلام



فلما تفاقم الأمر، وضاق الحال، واشتد الأمر، واقترب فرعون وجنوده في جدهم
وحدهم وحديدهم، وغضبهم وحنقهم، وزاغت الأبصار، وبلغت القلوب الحناجر، فعند
ذلك أوحى الحليم العظيم القدير، رب العرش الكريم، إلي موسى الكليم: (أن
اضرب بعصاك البحر)، فلما ضربه يقال إنه قال له: انفلق بإذن الله، ويقال:
إنه كناه بأبي خالد، فالله أعلم.


قال الله تعالى: (فأوحينا إلي موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فريق كالطود العظيم)،


ويقال: إنه انفلق اثنتي عشرة طريقاً، لكل سبط طريق يسيرون فيه، حتى قيل:
إنه طار فيه أيضاً شبابيك ليرى بعضهم بعضاً! وفي هذا نظر؛ لأن الماء جرم
شفاف إذا كان من ورائه ضياء حكاه.


فأراد موسى عليه السلام أن يضرب البحر بعصاه ليرجع كما كان عليه، لئلا يكون
لفرعون وجنوده وصول إليه، ولا سبيل عليه، فأمره القدير ذو الجلال أن يترك
البحر على هذه الحال، كما قال وهو الصادق في المقال:


{ ولقد فتنا قبلهم قوم فرعون وجاءهم رسول كريم * أن أدوا إلي عباد الله،
إني لكم رسول أمين * وأن لا تعلوا على الله، إني آتيكم بسلطان مبين * وإني
عذت بربي وربكم أن ترجعون * وإن لم تؤمنوا لي فاعتزلون * فدعا ربه أن هؤلاء
قوم مجرمون * فأسر بعبادي ليلاً إنكم متبعون * واترك البحر رهواً، إنهم
جند مغرقون * كم تركوا من جنات وعيون * وزروع ومقام كريم * ونعمة كانوا
فيها فاكهين * كذلك، وأورثناها قوماً آخرين * فما بكت عليهم السماء والأرض
وما كانوا منظرين * ولقد نجينا بني إسرائيل من العذاب المهين * من فرعون،
إنه كان عالياً من المسرفين * ولقد اخترناهم على علم على العالمين *
وآتيناهم من الآيات ما فيه بلاء مبين } (سورة الدخان:17ـ33)


فقوله تعالى: (واترك البحر رهواً) أي: ساكناً على هيئته، لا تغيره عن هذه
الصفة، قاله عبد الله بن عباس ومجاهد وعكرمة والربيع والضحاك وقتادة وكعب
الأحبار وسماك بن حرب وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وغيرهم. فلما تركه على
هيئته وحالته وانتهى فرعون، فرأى ما رأى وعاين ما عاين، هاله هذا المنظر
العظيم، وتحقق ما كان يتحققه قبل ذلك من أن هذا من فعل رب العرش الكريم،
فأحجم ولم يتقدم، وندم في نفسه على خروجه في طلبهم والحالة هذه حيث لا
ينفعه الندم، لكنه أظهر لجنوده تجلداً وعاملهم معاملة العداء، وحملته النفس
الكافرة والسجية الفاجرة، على أن قال لمن استخفهم فأطاعوه، وعلى باطله
تابعوه: انظروا كيف انحسر البحر لأدرك عبيدي الآبقين من يدي، الخارجين عن
طاعتي وبلدي؟ وجعل يوري في نفسه أن يذهب خلفهم، ويرجو أن ينجو هيهات، ويقدم
تارة ولكنه يحجم تارات!.


فذكروا أن جيريل عليه السلام تبدى في صورة فارس راكب على رمكة حائل، فمر
بين يدي فحل فرعون لعنه الله، فحمحم إليها وأقبل عليها، وأسرع جبريل بين
يديه فاقتحم البحر، واستبق الجواد وقد أجاد، فبادر مسرعاً، هذا فرعون لا
يملك من نفسه شيئاً، ولا لنفسه ضراً ولا نفعاً، فلما رأته الجنود قد سلك
البحر اقتحموا وراءه مسرعين، فحصلوا البحر أجمعين أكتعين أبصعين. حتى هم
أولهم بالخروج منه، فعند ذلك أمر الله تعالى كليمه فيما أوحاه إليه أن يضرب
بعصاه البحر، فضربه فارتطم عليهم البحر كما كان، فلم ينج منهم إنسان.


قال الله تعالى:

{ وأنجينا موسى ومن معه أجمعين * ثم أغرقنا الآخرين * إن في ذلك لآية، وما
كان أكثرهم مؤمنين * وإن ربك لهو العزيز الرحيم } (سورة الشعراء:65ـ68)


أي: في إنجائه أولياءه فلم يغرق منهم أحد، وإغراقه أعداءه فلم يخلص منهم
أحد، آية عظيمة وبرهان قاطع على قدرته تعالى العظيمة، وصدق رسوله فيما جاء
به من ربه من الشريعة الكريمة والمناهج المستقيمة.



 


قديم 03-01-17, 04:39 AM   #44
مجرد إنسان

آخر زيارة »  03-07-18 (05:44 AM)
المكان »  المدينة المنورة
الهوايه »  الرسم - كتابة الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي





قصة حزقيل




قال الله تعالى:

{ ألم تر إلي الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله
موتوا ثم أحياهم، إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون }
(سورة البقرة:243)


قال محمد بن إسحاق، عن وهب بن منبه: إن كالب بن يوفنا لما قبضه الله إليه
بعد يوشع خلف في بني إسرائيل حزقيل بن بوذي، وهو ابن العجوز، وهو الذي دعا
القوم الذين ذكرهم الله في كتابه فيما بلغنا. (ألم تر إلي الذين خرجوا من
ديارهم وهم ألوف حذر الموت)


قال ابن إسحاق: فروا من الوباء فنزلوا بصعيد من الأرض، فقال لهم الله:
موتوا، فماتوا جميعاً، فحظروا عليهم حظيرة دون السباع، فمضت عليهم دهور
طويلة، فمر بهم حزقيل عليه السلام فوقف عليهم متفكراً، فقيل له: أتحب أن
يبعثهم الله وأنت تنظر؟ فقال: نعم، فأمر أن يدعو تلك العظام أن تكتسي
لحماً، وأن يتصل العصب بعضه ببعض، فناداهم عن أمر الله له بذلك، فقام القوم
أجمعون وكبروا تكبيرة رجل واحد.


وقد أسباط، عن السدي، عن أبي مالك، وعن أبي صالح، عن ابن عباس، وعن مرة، عن
ابن مسعود، وعن أناس من الصحابة في قوله: (ألم تر إلي الذين خرجوا من
ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم) قالوا: كانت
قرية يقال لها دراوردان قبل واسط، وقع بها الطاعون، فهرب عامة أهلها فنزلوا
ناحية منها، فهلك من بقى في القرية، وسلم الآخرين فلم يمت منهم كثير، فلما
ارتفع الطاعون رجعوا سالمين، فقال الذين بقوا: أصحابنا هؤلاء كانوا أحزم
منا لو صنعنا كما صنعوا بقينا، ولئن وقع الطاعون ثانية لنخرجن معهم، فوقع
في قابل، فهربوا وهم بضعة وثلاثون ألفاً حتى نزلوا ذلك المكان وهو واد
أفيح. فناداهم ملك من أسفل الوادي وآخر من أعلاه، فماتوا، حتى إذا هلكوا
وبقيت أجسادهم مر بهم نبي يقال له حزقيل، فلما رآهم وقف عليهم فجعل يتفكر
فيهم ويلوي شدقيه وأصابعه، فأوحى الله إليه، تريد أن أريك كيف أحييهم؟ قال:
نعم، وإنما كان تفكيره أنه تعجب من قدرة الله عليهم، فقيل له: ناد، فنادى:
يا أيتها العظام إن الله يأمرك أن تجتمعي فجعلت العظام يطير بعضها إلي
بعض، حتى إذا كانت أجساداً من عظام، ثم أوحى الله إليه، أن ناد: يا أيتها
العظام إن الله يأمرك أن تكتسي لحماً، فاكتست لحماً، فاكتست لحماً ودماً
وثيابها التي ماتت فيها، ثم قيل له: ناد، فنادى: أيتها الأجساد إن الله
يأمرك أن تقومي فقاموا.


قال أسباط: فزعم منصور عن مجاهد أنهم قالوا حين أحيوا: سبحانك اللهم وبحمدك
لا إله إلا أنت، فرجعوا إلي قومهم أحياء يعرفون أنهم كانوا موتى، سحنة
الموت على وجوههم لا يلبسون ثوباً إلا عاد كفناً وسخاً، حتى ماتوا لآجالهم
التي كتبت لهم. وعن ابن عباس أنهم كانوا أربعة آلاف، وعنه ثمانية آلاف، وعن
أبي صالح تسعة آلاف، وعن ابن عباس أيضاً: كانوا أربعين ألفاً. وعن سعيد بن
عبد العزيز: كانوا أهل أذرعات. وقال ابن جريج عن عطاء: هذا مثل، يعني أنه
سيق مثلاً مبيناً أنه لن يغني حذر من قدر!. وقول الجمهور أقوى أن هذا وقع.


وقد روي الإمام احمد وصاحبا الصحيح من طريق الزهري، عن عبد الحميد بن عبد
الحرمن بن زيد بن الخطاب، عن عبد الله بن الحارث بن نوفل، عن عبد الله بن
عباس، أن عمر بن الخطاب خرج إلي الشام حتى إذا كان بسرغ لقيه أمراء الأجناد
أبو عبيدة بن الجراح وأصحابه؛ فأخبروه أن الوباء قد وقع بالشام، فذكر
الحديث. يعني في مشاورته المهاجرين والأنصار فاختلفوا عليه، فجاءه عبد
الرحمن بن عوف، وكان متغيباً ببعض حاجته فقال: إن عندي من هذا علماً، سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا كان بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا
فراراً منه، وإذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه". فحمد الله عمر، ثم انصرف


وقال الإمام: حدثنا حجاج ويزيد المفتي، قالا: حدثنا ابن أبي ذؤيب، عن
الزهري، عن سالم، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة؛ أن عبد الرحمن بن عوف أخبر
عمر وهو في الشام عن النبي صلى الله عليه وسلم أن هذا السقم عذب به الأمم
قبلكم، فإذا سمعتم به بأرض فلا تدخلوها وإذا وقع بأرض أنتم بها فلا تخرجوا
فراراً منه. قال: فرجع عمر من الشام وأخرجاه من حديث مالك عن الزهري بنحوه.


قال محمد بن إسحاق: ولم يذكر لنا مدة لبث حزقيل في بني إسرائيل، ثم إن الله
قبضه إليه، فلما قبض نسى بنو إسرائيل عهد الله إليهم، وعظمت فيهم الأحداث
وعبدوا الأوثان، وكان في جملة ما يعبدونه من الأصنام صنم يقال له بعل، فبعث
الله إليهم إلياس بن ياسين بن فنحاص بن العيزار بن هارون بن عمران.


قلت: وقد قدمنا قصة إلياس تبعاً لقصة الخضر، لأنهما يقرنان في الذكر
غالباً، ولأجل أنها بعد قصة موسى في سورة الصافات، فتعجلنا قصته لذلك،
والله أعلم. قال محمد بن إسحاق فيما ذكر له عن وهب بن منبه قال: ثم تنبأ
فيهم بعد إلياس وصيه اليسع بن أخطوب عليه السلام.



 


قديم 03-01-17, 04:40 AM   #45
مجرد إنسان

آخر زيارة »  03-07-18 (05:44 AM)
المكان »  المدينة المنورة
الهوايه »  الرسم - كتابة الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي






قصة اليسع




وقد ذكره الله تعالى مع الأنبياء في سورة الأنعام في قوله:


{ وإسماعيل واليسع ويونس ولوطاً، وكلاً فصلنا على العالمين } (سورة الأنعام:86)


و في سورة ص:


{ واذكر إسماعيل واليسع وذا الكفل، وكل من الأخيار } (سورة ص:48)


قال ابن إسحاق: حدثنا بشر أبو حذيفة: أنبأنا سعيد، عن قتادة، عن الحسن،
قال: كان بعد إلياس اليسع ـ عليها السلام ـ فمكث ما شاء الله أن يمكث
يدعوهم إلي الله مستمسكاً بمنهاج إلياس وشريعته حتى قبضه الله عز وجل إليه،
ثم خلف فيهم الخلوف، وعظمت فيهم الأحداث والخطايا، وكثرت الجبابرة، وقتلوا
الأنبياء، وكان فيهم ملك عنيد طاغ، ويقال إنه الذي تكفل له ذو الكفل إن هو
تاب وراجع دخل الجنة فسمى ذا الكفل. قال محمد بن إسحاق: وهو اليسع بن
أخطوب.


وقال الحافظ أبو القاسم بن عساكر في حرف الياء من تاريخه: اليسع هو الأسباط
ابن عدي بن شوتلم بن أفرائيم بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم
الخليل. ويقال: هو ابن عم إلياس النبي عليهما السلام. ويقال: كان مستخفياً
معه بجبل قاسيون من ملك بعلبك، ثم ذهب معه إليها، فلما رفع إلياس خلفه
اليسع في قومه، ونبأه الله بعده. ذكر ذلك عبد المنعم بن إدريس، عن أبيه، عن
وهب بن منبه، قال: وقال غيره: وكان الأسباط ببانياس. ثم ذكر ابن عساكر
قراءة من قرأ اليسع بالتخفيف والتشديد، ومن قرأ والليسع وهو اسم واحد لنبي
من الأنبياء. قلت: قد قدمنا قصة ذا الكفل بعد قصة أيوب عليه السلام، لأنه
قد قيل إنه ابن أيوب، فالله تعالى أعلم.


قال ابن جرير وغيره: ثم مرج أمر بني إسرائيل وعظمت منهم الخطوب والخطايا،
وقتلوا من قتلوا من الأنبياء، وسلط الله عليهم بدل الأنبياء ملوكاً جبارين
يظلمونهم، ويسفكون دماءهم، وسلط الله عليهم الأعداء من غيرهم أيضاً، وكانوا
إذا قاتلوا أحداً من الأعداء يكون معهم تابوت الميثاق الذي كان في قبة
الزمان، كما تقدم ذكره، فكانوا ينصرون ببركته، وبما جعل الله فيه من
السكينة والبقية مما ترك آل موسى وآل هارون.


فلما كان في بعض حروبهم من أهل غزة وعسقلان غلبوهم عليه وقهروهم على أخذه
فانتزعوه من أيديهم، فلما علم بذلك ملك بني إسرائيل في ذلك الزمان مالت
عنقه فمات كمداً. وبقى بنو إسرائيل كالغنم بلا راع؛ حتى بعث الله فيهم
نبياً من الأنبياء يقال له شمويل، فطلبوا منه أن يقيم لهم ملكاً ليقاتلوا
معه الأعداء، فكان من أمرهم ما سنذكره مما قص الله في كتابه.


قال ابن جرير: فكان من وفاة يوشع بن نون إلي أن بعث الله عز وجل شمويل بن
بالي أربعمائة سنة وستون سنة. ثم ذكر تفصيلها بمدد الملوك ملكوا عليهم،
وسماهم واحداً واحداُ وتركنا ذكرهم قصداً.



 


قديم 03-01-17, 04:41 AM   #46
مجرد إنسان

آخر زيارة »  03-07-18 (05:44 AM)
المكان »  المدينة المنورة
الهوايه »  الرسم - كتابة الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي





قصة شمويل عليه السلام



هو شمويل، ويقال: له أشمويل بن بالي بن علقمة بن يرخام بن اليهو بن تهو بن
صوف بن علقمة بن ماحث بن عموصا بن عزريا. قال مقاتل: وهو من ورثة هارون،
وقال مجاهد: هو أشمويل بن هلفاقا، ولم يرفع في نسبه أكثر من هذا، فالله
أعلم. حكى السدي بإسناده عن ابن عباس وابن مسعود وأناس من الصحابة والثعلبي
وغيرهم أنه لما غلبت العمالقة من أرض غزة وعسقلان على بني إسرائيل وقتلوا
منهم خلقاً كثيراً، وسبوا من أبنائهم جمعاً كثيراً، وانقطعت النبوة من سبط
لاوي ولم يبق إلا امرأة حبلى فجعلت تدعو الله عز وجل أن يرزقها ولداً
ذكراً، فولدت غلاماً فسمته أشمويل، ومعناه بالعبرانية إسماعيل، أي: سمع
الله دعائي.

فلما ترعرع بعشته إلي المسجد وأسلمته عند رجل صالح فيه يكون عنده ليتعلم من
خيره وعبادته، وكان عنده فلما بلغ أشده بينما هو ذات ليلة نائم إذا صوت
يأتيه من ناحية المسجد، فانتبه مذعوراً، فظنه الشيخ يدعوه فسأله: أدعوتني؟
فكره أن يفزعه فقال: نعم نم، فنام. ثم ناداه الثانية فكذلك ثم الثالثة فإذا
جبريل يدعوه، فجاءه فقال: إن ربك قد بعثك إلي قومك. فكان من أمره معهم ما
قص الله في كتابه.

{ ألم تر إلي الملأ من بني إسرائيل من بعد موسى إذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا
ملكاً تقاتل في سبيل الله، قال هل عسيتم إن كتب عليكم القتال ألا تقاتلوا،
قالوا وما لنا ألا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا،
فلما كتب عليهم القتال تولوا إلا قليلا منهم، والله عليم بالظالمين * وقال
لهم نبيهم إن الله قد بعث لكم طالوت ملكاً، قالوا أتي يكون له الملك علينا
ونحن أحق بالملك منه، ولم يؤت سعة من المال، قال إن الله اصطفاه عليكم
وزاده بسطة في العلم والجسم، والله يؤتي ملكه من يشاء والله واسع عليم *
وقال لهم نبيهم إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما
ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين *
فلما فصل طالوت بالجنود قال إن الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس مني
ومن لم يطعمه فإنه مني إلا من اغترف غرفة بيده، فشربوا منه إلا قليلاً
منهم، فلما جاوزه هو والذين آمنوا معه قالوا لا طاقة لنا اليوم بجالوت
وجنوده، قال الذين يظنون أنهم ملاقو الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة
بإذن الله والله مع الصابرين * ولما برزوا لجالوت وجنوده قالوا ربنا افرغ
علينا صبراً وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين * فهزموهم بإذن الله
وقتل داود جالوت وآتاه الله الملك والحكمة وعلمه مما يشاء ولولا دفع الله
الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين } (سورة
البقرة:246ـ251)

قال أكثر المفسرين: كان نبي هؤلاء القوم المذكورين في هذه القصة هو شمويل
وقيل: شمعون، وقيل: هما واحد. وقيل: يوشع، وهذا بعيد لما ذكره الإمام أبو
جعفر بن جرير في تاريخه أن بين موت يوشع وبعثه شمويل أربعمائة سنة وستين
سنة، فالله أعلم.

والمقصود أن هؤلاء القوم لما أنهكتهم الحروب، وقهرهم الأعداء، سألوا نبي
الله في ذلك الزمان، وطلبوا منه أن ينصب لهم ملكاً يكونون تحت طاعته
ليقاتلوا من ورائه ومعه ومن بين يديه الأعداء، فقال لهم:

(هل عسيتم إن كتب عليكم القتال ألا تقاتلوا قالوا وما لنا ألا نقاتل في
سبيل الله) أي: وأي شيء يمنعنا من القتال (وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا)
يقولون: نحن محروبون موتورون فحقيق لنا أن نقاتل عن أبنائنا المنهورين
المستضعفين فيهم المأسورين في قبضتهم.

قال الله تعالى:

{ فلما كتب عليهم القتال تولوا إلا قليلا منهم، والله عليم } (سورة البقرة:246)

كما ذكر في آخر القصة أنه لم يجاوز النهر مع الملك إلا القليل، والباقون رجعوا ونكلوا عن القتال. وقال لهم نبيهم:

{ إن الله قد بعث لكم طالوت ملكاً } (سورة البقرة:246ـ251)

قال الثعلبي: وهو طالوت بن قيش بن أنيال بن صرار بن لحوب بن أفيح بن أريش
ابن بنيامين بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل. قال عكرمة والسدي: كان
سقاءً، وقال وهب بن منبه: كان دباغاً، وقيل غير ذلك، فالله أعلم. ولهذا
(قالوا أتي يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه، ولم يؤت سعة من
المال)

ولقد ذكروا أن النبوة كانت في سبط لاوي، وأن الملك كان في سبط يهوذا، فلما
كان هذا من سبط بنيامين نفروا منه، وطعنوا في إمارته عليهم، وقالوا: نحن
أحق بالملك منه، وقد ذكروا أنه فقير لا سعة من المال معه، فكيف يكون مثل
هذا ملكاً؟. (قال إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم)

قيل: كان الله قد أوحي إلي شمويل أن أي بني إسرائيل كان طوله على طول هذه
العصا، وإذا حضر عندك يفور هذا القرن الذي فيه من دهن القدس فهو ملكهم،
فجعلوا يدخلون ويقيسون أنفسهم بتلك العصا، فلم يكن أحد منهم على طولها سوى
طالوت، ولما حضر عند شمويل فار ذلك القرن فدهنه منه وعينه للملك عليهم،
وقال لهم (إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم) قيل: الطول، وقيل:
الجمال، والظاهر في السياق أنه كان أجملهم وأعلمهم بعد نبيهم عليه السلام
(والله يؤتي ملكه من يشاء) فله الحم وله الخلق والأمر (والله واسع عليم).

(وقال لهم نبيهم إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية
مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة إن في ذلك لآية لكم إن كنتم
مؤمنين)

وهذا أيضا من بركة ولاية هذا الرجل الصالح عليهم ويمنه عليهم أن يرد الله
عليهم التابوت الذي كان سلب منهم وقهرهم الأعداء عليه، وقد كانوا ينصرون
على أعدائهم بسببه (فيه سكينة من ربكم) قيل: طست من ذهب كان يغسل فيه صدور
الأنبياء. وقيل: السكينة مثل الريخ الخجوح. وقيل: صوتها مثل الهرة إذا صرخت
في حال الحرب أيقن بنو إسرائيل بالنصر (وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون)
قيل: كان فيه رضاض الألوح وشيء من المن الذي كان نزل عليهم بالتيه (تحمله
الملائكة) أي: باهرة على صدق ما أقوله لكم، وعلى صحة ولاية هذا الملك
الصالح عليكم، ولهذا قال: (إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين).

وقيل: إنه لما غلب العمالقة على هذا التابوت وكان فيه ما ذكر من السكينة
والبقية المباركة، وقيل: كان فيه التوراة أيضاً، فلما استقر في أيديهم
وضعوه تحت صنم لهم بأرضهم، فلما أصبحوا إذا التابوت على رأس الصنم فوضعوه
تحته"، فلما كان اليوم الثاني إذا التابوت فوق الصنم، فلما تكرر هذا علموا
أن هذا الأمر من الله تعالى، فأخرجوه من بلدهم وجعلوه في قرية من قراهم،
فأخذهم داء في رقابهم، فلما طال عليهم هذا جعلوه في عجلة وربطوها في بقرتين
وأرسلوهما، فيقال: إن الملائكة ساقتها حتى جاءوا بها ملأ بني إسرائيل وهم
ينظرون كما أخبرهم نبيهم بذلك، فالله أعلم على أي صفة جاءت به الملائكة،
والظاهر أن الملائكة كانت تحمله بأنفسهم كما هو المفهوم من الآية، والله
أعلم. وإن كان الأول قد ذكره كثير من المفسرين أو أكثرهم.

(فلما فصل طالوت بالجنود قال إن الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فإنه مني إلا من اغترف غرفة بيده)

قال ابن عباس وكثير من المفسرين: هذا النهر هو نهر الأردن، وهو المسمى
بالشريعة فكان من أمر طالوت بجنوده عند هذا النهر عن أمر نبي الله له عن
أمر الله له اختباراً وامتحاناً: أن من شرب من هذا النهر اليوم فلا يصحبني
في هذه الغزوة، ولا يصحبني إلا من لم يطعمه إلا غرفة في يده. قال الله
تعالى: (فشربوا منه إلا قليلاً منهم).

قال السدي: كان الجيش ثمانين ألفاً، فشرب منه ستة وسبعون ألفاً، فبقى معه
أربعة آلاف كذا قال. وقد روي البخاري في صحيحه من حديث إسرائيل وزهير
والثوري، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب، قال: كنا أصحاب محمد صلى الله
عليه وسلم نتحدث أن عدة أصحاب بدر على عدة أصحاب طالوت الذين جاوزوا معه
النهر، ولم يجاوز معه النهر، ولم يجاوز معه إلا بضعة عشر وثلثمائة مؤمن.

وقول السدي: إن عدة الجيش كانوا ثمانين ألفاً فيه نظر؛ لأن أرض بيت المقدس
لا تحتمل أنه يجتمع فيها جيش مقاتلة يبلغون ثمانين ألفاً، والله أعلم قال
الله تعالى: (فلما جاوزه هو والذين آمنوا معه قالوا لا طاقة لنا اليوم
بجالوت وجنوده) أي: استقلوا أنفسهم واستضعفوها عن مقاومة أعدائهم بالنسبة
إلي قلتهم وكثرة عدد عدوهم.

(قال الذين يظنون أنهم ملاقو الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين)

يعني: ثبتهم الشجعان منهم، والفرسان أهل الإيمان والإيقان، الصابرون على
الجلاد والجدال والطعان. (ولما برزوا لجالوت وجنوده قالوا ربنا افرغ علينا
صبراً وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين) وطلبوا من الله أن يفرغ
عليهم الصبر، أي: يغمرهم به من فوقهم فتستقر قلوبهم ولا تقلق، وأن يثبت
أقدامهم في مجال الحرب، ومعترك الأبطال، وحومة الوغي، والدعاء إلي النزال،
فسألوا التثبيت الظاهر والباطن وأن ينزل عليهم النصر على أعدائهم وأعدائه
من الكافرين الجاحدين بآياته وآلائه، فأجابهم العظيم القدير السميع البصير
الحكيم الخبير إلي ما سألوا، وأنالهم ما إليه فيه رغبوا. ولهذا قال:
(فهزموهم بإذن الله).

أي: يحول الله وقوته لا بحولهم، وبقوة الله ونصره لا بقوتهم وعددهم، مع كثرة أعداءهم وكمال عددهم،



 


قديم 03-01-17, 04:43 AM   #47
مجرد إنسان

آخر زيارة »  03-07-18 (05:44 AM)
المكان »  المدينة المنورة
الهوايه »  الرسم - كتابة الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي





أخر قصة شمويل عليه السلام




كما :

{ ولقد نصركم الله ببدرٍ وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون } (سورة آل عمران:123)


وقوله تعالى:

{ وقتل داود جالوت وآتاه الله الملك والحكمة وعلمه مما يشاء }


فيه دلالة على شجاعة داود عليه السلام، وأنه قتله قتلاً أذل به جنده وكسر
جيشه، ولا أعظم من غزوة يقتل فيها ملك عدوه فيغنم بسبب ذلك الأموال
الجزيلة، ويأسر الأبطال الشجعان والأقران، وتعلو كلمة الإيمان على الأوثان،
ويدال لأولياء الله على أعدائه، ويظهر الدين الحق على الباطل وأوليائه.


وقد ذكر السدي فيما يرويه أن داود عليه السلام كان أصغر أولاد أبيه، وكانوا
ثلاثة عشر ذكراً، كان سمع طالوت ملك بني إسرائيل وهو يحرض بني إسرائيل على
قتل جالوت وجنوده وهو يقول: من قتل جالوت زوجته بابنتي وأشركته في ملكي،
وكان داود عليه السلام يرمي بالقذافة وهو المقلاع رمياً عظيماً، فبينما وهو
سائر مع بني إسرائيل إذ ناداه حجر أن خذني فإن بي تقتل جالوت؛ فأخذه، ثم
حجر آخر كذلك ثم آخر كذلك، فأخذ الثلاثة في مخلاته، فلما تواجه الصفان برز
جالوت ودعا إلي نفسه، فتقدم إليه داود فقال له: ارجع فإني اكره قتلك، فقال:
لكني احب قتلك.


وأخذ تلك الأحجار الثلاثة فوضعها في القذافة، ثم أدارها فصارت الثلاثة
حجراً واحداً، ثم رمى بها جالوت فلق رأسه وفر جيشه منهزماً، فوفى له طالوت
بما وعده فزوجه ابنته، وأجرى حكمه في ملكه، وعظم داود عليه السلام عند بني
إسرائيل وأحبوه، ومالوا إليه أكثر من طالوت. فذكروا أن طالوت حسده وأراد
قتله، واحتال على ذلك فلم يصل إليه، وجعل العلماء ينهون طالوت عن قتل داود،
فتسلط عليهم فقتلهم حتى لم يبق منهم إلا القليل، ثم حصل له توبة وندم
وأقلع عما سلف منه، وجعل يكثر من البكاء، ويخرج إلي الجبانة فيبكي حتى يبل
الثرى بدموعه، فنودي ذات يوم من الجبانة: أن يا طالوت قتلتنا ونحن أحياء
وآذيتنا ونحن أموت؛ فازداد لذلك بكاؤه وخوفه واشتد وجله، ثم جعل يسأل عن
عالم يسأله عن أمره وهل له من توبة، فقيل له: وهل أبقيت عالما؟! حتى ذلك
على امرأة من العابدات فأخذته فذهبت به إلي قبر يوشع عليه السلام، قالوا:
فدعت الله، فقام يوشع من قبره فقال: أقامت القيامة؟ فقالت: لا، ولكن هذا
طالوت يسألك: هل له من توبة؟ فقال: نعم: ينخلع من الملك ويذهب فيقاتل في
سبيل الله حتى يقتل. ثم عاد ميتاً.


فترك الملك لداود عليه السلام، وذهب ومعه ثلاثة عشر من أولاده فقاتلوا في
سبيل الله حتى قتلوا، قالوا: فذلك قوله: (وآتاه الله الملك والحكمة وعلمه
مما يشاء). هكذا رواه ابن جرير في تاريخه من طريق السدي بإسناده، وفي بعض
هذا نظر، ونكارة والله أعلم. وقال محمد بن إسحاق: النبي الذي بعث فأخبر
طالوت بتوبته هو اليسع بن أخطوب حكاه ابن جرير أيضاً.


وذكر الثعلبي أنها أتت به إلي قبر شويل فعاتبه على ما صنع بعده من الأمور،
وهذا أنسب، ولعله إنما رآه في النوم لا أنه قام من القبر حياً، فإن هذا
إنما يكون معجزة لنبي، وتلك امرأة لم تكن نبية، واله أعلم. قال ابن جرير:
وزعم أهل التوراة أن مدة ملك طالوت إلي أن قتل مع أولاده أربعون سنة، فالله
أعلم


 


قديم 03-01-17, 04:44 AM   #48
مجرد إنسان

آخر زيارة »  03-07-18 (05:44 AM)
المكان »  المدينة المنورة
الهوايه »  الرسم - كتابة الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي






قصة داوود عليه السلام




هو داود بن إيشا بن عويد بن عابر بن سلمون بن نحشون بن عوينادب بن إرم بن
حصرون بن فارض بن يهوذا بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل عبد الله
ونبيه وخليفته في أرض بيت المقدس. قال محمد بن إسحاق عن بعض أهل العلم، عن
وهب بن منبه: كان داود عليه السلام قصيراً أزرق العينين، قليل الشعر، طاهر
القلب، نقيه.


تقدم إنه لما قتل جالوت وكان قتله له فيما ذكر ابن عساكر عند قصر أم حكيم
بقرب مرج الصفر، فأحبته بنو إسرائيل ومالوا إليه وإلي ملكه عليهم، فكان من
أمر طالوت ما كان وصار الملك إلي داود عليه السلام، وجمع الله له بين الملك
والنبوة بين خير الدنيا والآخرة، وكان الملك يكون في سبط والنبوة في آخر،
فاجتمع في داود هذا.


وهذا كما :

{ وقتل داود جالوت وآتاه الله الملك والحكمة وعلمه مما يشاء، ولولا دفع
الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين } (سورة
البقرة:251)


أي: لولا إقامة الملوك حكاماً على الناس لأكل قوي الناس ضعيفهم؛ ولهذا جاء
في بعض الآثار: "السلطان ظل الله في أرضه". وقال أمير المؤمنين عثمان بن
عفان: إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن. وقد ذكر ابن جرير في
تاريخه أن جالوت لما بارز طالوت فقال له: اخرج إلي وأخرج إليك، فندب طالوت
الناس، فانتدب داود فقتل جالوت.


قال وهب بن منبه: فمال الناس إلي داود حتى لم يكن لطالوت ذكر، وخلعوا طالوت
وولوا عليهم داود، وقيل: إن ذلك عن أمر شمويل، حتى قال بعضهم: إنه ولاه
قبل الوقعة. قال ابن جرير: والذي عليه الجمهور إنه إنما ولي ذلك بعد قتل
جالوت، والله أعلم، وروي ابن عساكر عن سعيد بن عبد العزيز أن قتله جالوت
كان عند قصر أم حكيم وأن النهر الذي كان هو المذكور في الآية. فالله أعلم.


و:

{ ولقد ولقد آتينا داود منا فضلاً يا جبال أوبي معه والطير وألنا له الحديد
* أن اعمل سابغات وقدر في السرد، واعملوا صالحاً، إني بما تعملون بصير }
(سورة سبأ:10ـ11)

و:

{ وسخرنا مع داود الجبال يسبحن والطير، وكنا فاعلين * وعلمناه صنعة لبوس
لكم لتحصنكم من بأسكم، فهل أنتم شاكرون } (سورة الأنبياء:79ـ80)


أعانه الله على عمل الدروع من الحديد ليحصن المقاتلة من الأعداء، وأرشده
إلي صنعتها وكيفيتها: (وقدر في السرد) أي: لا تدق المسمار فيفلق ولا تغلظه
فيفصم، قاله مجاهد وقتادة والحكم وعكرمة. قال الحسصن البصري وقتادة
والأعمش: كان الله قد ألان له الحديد حتى كان يفتله بيده لا يحتاج إلي نار
ولا مطرقة، قال قتادة: فكان أول من عمل الدروع من زرد، وإنما كانت قبل ذلك
من صفائح، قال ابن شوذب: كان يعمل كل يوم درعاً يبيعها بستة آلاف درهم. وقد
ثبت في الحديث: "أن أطيب ما أكل الرجل من كسبه، وأن نبي الله داود كان
يأكل من كسب يده".


و:


{ واذكر عبدنا داود ذا الأيد، إنه أواب * إنا سخرنا الجبال معه يسبحن
بالعشى والإشراق * والطير محشورة، كل له أواب * وشددنا ملكه وآتيناه الحكمة
وفصل الخطاب } (سورة ص:17ـ20)


قال ابن عباس ومجاهد: الأيد: القوة في الطاعة. يعني ذا قوة في العبادة
والعمل الصالح، قال قتادة: أعطى قوة في العبادة فقها في الإسلام، قال: وقد
ذكر لنا أنه كان يقوم الليل ويصوم نصف الدهر.


وقد ثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "احب الصلاة إلي
الله صلاة داود، وأحب الصيام إلي الله صيام داود كان ينام نصف الليل ويقوم
ثلثه وينام سدسه، وكان يصوم يوماً ويفطر يوماً، ولا يفر إذا لاقى"


{ إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشى والإشراق * والطير محشورة، كل له أواب } (سورة ص:18ـ19)


كما قال:


{ يا جبال أوبي معه والطير } (سورة سبأ:10)


أي: سبحي معه.

قال ابن عباس ومجاهد وغير واحد في تفسير هذه الآية: (إنا سخرنا الجبال معه
يسبحن بالعشى والإشراق) أي: عند آخر النهار وأوله، وذلك أنه كان الله تعالى
قد وهبه من الصوت العظيم ما لم يعطه أحداً، بحيث أنه كان إذا ترنم بقراءة
كتابه يقف الطير في الهواء يرجع بترجيعه ويسبح بتسبيحه، وكذلك الجبال تجيبه
وتسبح معه كلما سبح بكرة وعشيا، صلوات الله وسلامه عليه.



 


موضوع مُغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are معطلة
Pingbacks are معطلة
Refbacks are معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع : قصص بعض الأنبياء والرسل عليهم السلام ...!!
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
معلومات عن الأنبياء آميرآلشوق مواضيع إسلاميه - فقه - أقوال ( نفحات ايمانيه ) •• 6 12-19-16 05:38 AM
فن الدمج بين التصوير والرسم شموخ عزي قسم الصور والرسوم العامه 6 03-15-15 07:12 PM
(أنواع المناكير والرسم على الاضافر ) (قيثار الحب) قسم الملابس والمستلزمات النسائيه ( حواء ) 15 09-30-14 03:51 PM
معاني أسماء الأنبياء والرسل M.ahmad مواضيع إسلاميه - فقه - أقوال ( نفحات ايمانيه ) •• 2 09-30-10 05:47 AM


| أصدقاء منتدى مسك الغلا |


الساعة الآن 02:39 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
بدعم من : المرحبي . كوم | Developed by : Marhabi SeoV2
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا