استطاعت قرطبة ان تخطو خطوات عملاقة وعرفت قرطبة في زمن ممالك الطوائف في القرن الخامس الهجري بفترة الازدهار الثقافي والأدبي والعلمي والتي احتضنتها الأندلس كامله وبالاخص قرطبة وكان من بين هذه النشاطات العلمية والثقافية العلوم الدينية التي كانت لها في نفس القرن الخامس الهجري المكانة المرموقة على الرغم من ظاهرة التفسخ الأخلاقي والانغماس في ملذات الدنيا التي أقبلوا عليها إقبالا كبيرا ومن جهة أخرى لقى العالم المشتغل بهذه العلوم الاحترام الكبير والتقدير الجليل من قبل الخاصة والعامة على السواء ونظراً لتأثير هذه الفئة في المجتمع الأندلسي سعى الأمراء في تقريبهم من مجالسهم وبذل الهبات لإسكات ألسنتهم وإرضائهم ومنه تأليب قلوب العامة عليهم.
بالإضافة الى ذلك أهتم الأندلسيون بالفلسفة والتنجيم وقد لقى المشتغلون بها معارضة شديدة من قبل الفقهاء ورجال الدين الأمر الذي أدى ببعض الأمراء والملوك أن يحرقوا كتب هؤلاء .
أما الأدب ولاسيما الشعر فكانت سوقة نافقة ومجالسه من أكبر مسارح الأفكار وأفخم مظاهر الجمال وأجمع أنواع الأدب واللهو والجِد والهزل وأكثر أنواع الثقافة انتشارا ورواجاً في الأندلس وخاصةً قرطبة من كان هذا الزمان عصراً عظيماً للشعر والشعراء إذ تنافس الملوك في اجتذاب الشعراء الى نواحيهم ولكن عناية بني عباد أصحاب اشبيلية به كانت أعظم وأشمل .
ولقد اسهم في انتشار هذه الآداب والثقافات باختلاف أنواعها أسبابُ وعوامل متنوعة وكثيرة لا أستطيع حصرها في موضوع واحد .

ولذلك مما قلت فيها ..

العشً اين العش والحمش ولثة حمشة قليل من البغض والعطاء هناك كان يسير مطرُ وطش وطشيش قد طَشّ طشاشة وطشت العطية بهم طشاً وطشت السماء مطرا مطشوشاً مبغوشاً وخسستُ منها نصيبي وعطائي خساً مخسوسه في كل معنى هو الهين ومال نزر ونزير وقد نزر نزارة وتزرت عطائي لها نزراً قليلاً قليلاً
أهيم بزمان قرطبة علواً مازلتِ أشعاري على الرغم من هجرانك تدورين في فلكي وعلى نغمات كؤوسي الراح التي تملأينه في عقلي وتجعليني أستذكر خطاياكٍ فاقول في ذلك نثرتً يتضمن كتاباتي مع خلاني وأصفيائي وبيان قديم وًدّ جمعني بهم يا ذاك البنورزين كنتم ذو الرياستين ما ألذَ فخاركم وقطب مداركم ما الذ نظمكم ونثركم ولكن قصرتم عن الغاية وأقصرتم عن تلقي الراية ما منها تروق لي شموساً وأكاد أشرب منها كؤوساً .
آتعلمون أنني جعلتُ نفسي بكم في مرتبةً عالية لا يبلغها من سعى اليها سعياً أنا الغيث للندى وليثا على العدا وبدرا في الجحافلِ ونثرا في الدرا. نثركم يسري بي سرياناً وانا بكم فخرا
ايا بطليوس أخبرني منهم رجالهم المظفر مُلكاً وجند الكتائب تمحوا عجائبهم .. وطافت بكعبتهم الآمال واعتمرت الى لسن الفصحاة ورحب جنابتها وساحة عظيمة ونظمُ يزري بشرفتي ونثر سري بي رقته سري النسيم
قلتُ بهم دسست اسمكِ الحُلو في طي شعري وألفتُ منه حروف اعتِماد.
بكِ يفيض الحديث فيضاً عذوبة وطلاوة طلعتها مسعدة وحاضرتها الجواب بارعة آمنها رقة الطبيعة.!
آهيا غالبة المروح لطيفة ..
ساذجة الطفولة آكانت تسرف في دلالها ونزواتها الى هذا الحد .. وما عنها صبر
كيف أدفعُ الرمح والحُسام لم تعد تنفعني المتن الجسام تغريني من فلكها الى فلكها فاصبح خائضاً اتحدى الرياح
ناهضاً وما من شيء يزيحُ عني البكا والنياح .
لم يعد ينفع قولك يا من جعلت اعتماد جلدة مابين عينك ادرِ الزجاجة فالنسيم قد أنبرى والنجم قد صرف العنان عن السرى والصبح قد أهدى لنا كافوره لما استرد الليل منها العنبرا
فلم يعد ينفع بعدما وقعت الواقعه ولم يعد ينفع لا البكاء ولا النياح