بسم الله الرحمن الرحيم








ضجيج ..

اسمعه..

وكأني لا أسمعه،
أرى الحشود تملئ المكان..
وكأني لا أراها،

لا أشعر بشيء..
من هؤلاء؟ ،ما الذي يفعلونه هنا؟!
وجوه غريبة تحمل الأسى و الأسف،

يلمس ذاك الرجل كتفي برفق ..يشد عليها
ما الذي يدفعه لذلك
يتفوه ببضعة كلمات ..
لا أسمعه، ما الذي يقوله.!!
ماء..
ماء على وجهي
أو أنه مطر يهطل
لم نحن في هذا المكان
ما مناسبة هذا الجمع،

هناك شعور غريب في صدري
ألم مبرح
أحرك رأسي للأسفل
يا إلهي ..!
هناك فوهة عميقة بصدري
مثل ثقب أسود
أريد أن أصرخ..
أنا أصاب بالهلع
لا أستطيع التنفس لشدة الهلع،


يأتي رجل أخر يربت على كتفي
أنظر في عينيه مباشرة
الهلع يتمكن مني
أصرخ به لكن صوتي يخرج ضعيفا

-هناك ثقب في صدري
-لا بأس يا بني
-أنت لا تفهم.. هناك ثقب فعلي في صدري
-لا بأس عليك يجب أن تتماسك

يرفع يده ويغادر بنظرات شفقة
هذا الأحمق لا يفهم
يجب ان يتصل بالإسعاف
كيف أتماسك وهناك ثقب في صدري
لا أستطيع النهوض من ذاك الكرسي ،
لابد أن هذا الثقب جرح ما
كيف أصبت به
قد أكون تعرضت لحادث
أو ربما أنني أحلم،
أنهض من على الكرسي بتثاقل
أبحث في الوجوه
ألا يوجد شخص أعرفه؟
أين ذهب الجميع،
اترنح في سيري
لابد أنني أحتضر الان..
هذا الثقب..
من المؤكد أنه عميق يصل لرئتي
لهذا السبب أشعر بالاختناق
ربما علي أن أتصل بالإسعاف،
ابحث عن هاتفي
أنا لا أجده..
تعبت من سيري وسط الحشود التي لا تنتهي
أين أنا
ولم أنا هنا؟
من هؤلاء؟
أين الجميع
لا أستطيع الاستمرار
أتوقف..
أجلس على الرصيف ،

أظنني سأموت الان
صدري يحترق
اريد الصراخ
لا أستطيع ذلك..
لا أتمكن من الصراخ
صوتي أضعف من أن يخرج,

صفعة مدوية تضرب وجهي
ينتفض جسدي رعبا
أنه رجل أعرفه
وجهه مألوف
يصرخ بي

-ما خطبك
-ما الذي تتحدث عنه
-أذا أردت البكاء فأبك لكن لا تتبلد هكذا
-لم أفهم شيء لم علي البكاء؟!
-عليك ان تفهم..
-ما الذي أفهمه
-أن الجميع يموت أحبائهم وأنت لست استثناء

يتوقف الزمن
ليتلاشى كل شيء
الضجيج
الحشود
الرجل
الشارع
والرصيف
الثقب في صدري
ثم أنا..
ويتحول كل شيء
للبياض
للفراغ

ثم إدراك..
انتهى.