حينما كنت صغيره حينمَا تشعُر حنينا له و تفقد معنى الحياة فتحيا و كأنك لا تحيا ! و يضِيق صدرك فى الدنيا و لا ملجَأ فيها لك ، لا تنحَن هكذا فى ليلة بَاردة و تذرف الدَمع وحيداً فتُصاب بتخمة الوجع فى القلب .. شُد ظهرك و مُد يديك فوق .. نعم مُدها أكثَر مُدها بحجْم ما امتلأ بهِ القلب .. مدها هَا هُنا ، صَوبها لمنْ رفع السمَاء و سجدت له الملائكة تحدث إليه كأنه قَريب منك إليك ، كريمُُ هُو برحمَاته تلك التى تُنثر فى الهوَاء و ليتنَا نستَطيع أن نجعلها شهيق دُون زفير فتسكن الأركَان دون رَحيل ! تودد إليه .. و اسكب كلماتك المُختبئة من دُون صوت هُو يعلمها .. و هنا سيكُون القلب فصيحاً و جداً ، تحسس قلبك و قل :- لو تعلَم ( و أنت علام الغُيوب ) يارب كم أحبك ، .. كيف أن وجودك يمنحَني القُدرة التى تُحيني سعيداً كما أشتَهي وجودك يارب يُؤمن خَوفي من وَجع البُعد .. يؤمن خَوفي من بُعد الفَرح فى الدُنيا ، و بعد الجنة فى الآخرة .. أنت يارب حُب لا يدركه إلا المتقِون.. و طُوبى و ألف طُوبى لمن ذاقه ، حُب يغني عن تلك الحمَاقات التى تُسمى هُنا فى دنيانا حُب و التى غربتنا و لم تزل تُغربنَا عن مشاعر الطُهر ، حينما كُنت صغيرة علمت أنك تراني ، تسمعني و لا يخفى عليك شيء من أمري ( هكذا قالت لي أمى ) كُنت أستحي أن أفعل شيء يُغضبك ، كُنت أختَبئ خوفاً تحت الطاولة الكبيرة حينما أفعل ما لا ترضاه .. كُنت أبحث عنك ظناً مني أننى سأجدك و بقدَرتي و عقلى الصغير لم أجدك ، لكنى كُنت على يقين أننى يوماً سأجدك أهرع إليك من حُضن أمي أدفْء حُضن بالوُجود .. أهرع إليك فأنت أحن من ذا الحضن علي ، أقف بأدب و أخفض جفني احتراماً لك و تقديراً أستأذن بإحمرار وجنتَين لأقُول لك كلمة ثُم أستأذن لأنصرف سريعاً خجلا منك ،/ أخبرت أمي أن فى حين الوقت سأقُول لكَ أحبك ياربي .. تضحك أمى حينها و تقُول :- و لا تنسى أن تخبريه أننى أيضاً أحبه .. !! أبتسم و أعدها أننى سأخبرك أنها أيضاً تُحبك ، لكنى أخبرها أنني سأشتكي لك منها فهي أحياناً تغضبني و لا تشتَري لي الحَلوى عقاباً لي :"( .. أذكر أنني كُنت أخط الرسالة تلو الأخرى بخط يكاد أن يُقرأ ، أعتذر لك فيها عن يوم أغضبت أمي و أذكر كلماتها حين تقُول بلهجة غاضبة :- أن غضبك من غضبها .. يشتد الخَوف و أنام و أبكِ الظلام ، فأوقد مصباح غرفتي و أظل حتى الصباح حتى يدخل النور نافذتي فأنام حينها .. و توقظني بعدها أمى فأخبرها أن الليل عاقبني بالظلام و البكاء .. لغضبها !! ما كُنت أعلم أن الليل منبع الأوجاع و شاطيء الأنين و بحر الدُموع من دُون أنس الله و دعواتها .. كَبرت يا الله و ضَحكت حتى البكَاء على برائتي ، كبرت وَ كبرت شكْواي لك من الدُنيا و لياليها !! كبرت و علمت أن الدُنيا تأخذ منا كلمات الحب و الإعتذار فننساها كَرها و تسلب منا المشاعر فتدك القلب دكا دكا .. كبرت و تمنَيت عقَاب أمي ، و اشتَهيت اشتهاء الظمأن لقطرة الماء أن تفعل الآن معي ما كَانت تفعَل ، علمت أن عقابها كان ألذ ما ذقته فى عمري ! كبرت و تيقنت أنك يا الله فعلا بالقُرب .. قريب بالرحمات و الحُب .. قريب بلطفك علينَا ... قريب من القلب حد النبض !! كريم علينا بعطائك .. جبار بجبرك لقُلوبنا حين تنكسِر كبرت و تيقنت أنك أقرب إلينا من أنفسنا .. كبرت و تيقنت أنك وحدك ما يجب أن يخضع له القلب حُبا و حباً و حبا ، فلا يحق لحُب آخر أن يسكن القلب معك .. كَبرت يا رب ولازلت صغيراً فى حُبك ، كبرت يا رب ..... و آمنت بك ، و تُبت من الدُنيا !! اعجبتني فنقلتها:b090: |
صباح الخير يا ياسر مقالة رااائعة والأروع ذوقك في اختيارها |
تحياتي لك " دمت بخير |
رائع كـ العادة احترامي لك |
الساعة الآن 04:25 PM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا