نَصَائِحُ ثَمِينَةٌ لِطُلَّابِ الْعِلْمِ مِنَ الْعَلَّامَةِ الْبَشِيرِ الْإِبْرَاهِيمِيِّ -رَحِمَهُ اللهُ- ✎ نَصَائِحُ ثَمِينَةٌ لِطُلَّابِ الْعِلْمِ مِنَ الْعَلَّامَةِ الْبَشِيرِ الْإِبْرَاهِيمِيِّ -رَحِمَهُ اللهُ- ✎ • قَالَ الْعَلَّامَةُ الْبَشِيرُ -رَحِمَهُ اللهُ-: • ((يَا أَبْنَاءَنَا، إِنَّ الْحَيَاةَ قِسْمَانِ: حَيَاةٌ عِلْمِيَّةٌ، وَحَيَاةٌ عَمَلِيَّةٌ، وَإِنَّ الثَّانِيَةَ مِنْهُمَا تَنْبَنِي عَلَى الْأُولَى قُوَّةً وَضَعْفًا، وَإِنْتَاجًا وَعُقْمًا، وَإِنَّكُمْ لَا تَكُونُونَ أَقْوِيَاءَ فِي الْعَمَلِ إِلَّا إِذَا كُنْتُمْ أَقْوِيَاءَ فِي الْعِلْمِ، وَلَا تَكُونُونَ أَقْوِيَاءَ فِي الْعِلْمِ إِلَّا إِذَا انْقَطَعْتُمْ لَهُ، وَوَقَفْتُمْ عَلَيْهِ الْوَقْتَ كُلَّهُ، إِنَّ الْعِلْمَ لَا يُعْطِي الْقِيَادَ إِلَّا لِمَنْ مَهَرَهُ السُّهَادُ، وَصَرَفَ إِلَيْهِ أَعِنَّةَ الِاجْتِهَادِ. • لَا تَعْتَمِدُوا عَلَى حِلَقِ الدُّرُوسِ وَحْدَهَا، وَاعْتَمِدُوا مَعَهَا عَلَى حِلَقِ الْمُذَاكَرَةِ، فَإِنَّ الْمُذَاكَرَةَ لِقَاحُ الْعِلْمِ؛ فَاشْغَلُوا أَوْقَاتَكُمْ حِينَ تَخْرُجُونَ مِنَ الدَّرْسِ بِالْمُذَاكَرَةِ فِي ذَلِكَ الدَّرْسِ، إِنَّكُمْ إِنْ تَفْعَلُوا؛ تَنْفَتِحْ لَكُمْ أَبْوَابٌ مِنَ الْعِلْمِ، وَتَلُحْ لَكُمْ آفَاقٌ وَاسِعَةٌ مِنَ الْفَهْمِ. • لَا تَقْنَعُوا بِالْكِتَابِ الْمُقَرَّرِ، وَاقْرَؤُوا غَيْرَهُ مِنَ الْكُتُبِ السَّهْلَةِ الْمَبْسُوطَةِ فِي ذَلِكَ الْعِلْمِ؛ تَسْتَحْكِمِ الْمَلَكَةُ، وَيَتَّسِعِ الْإِدْرَاكُ، وَسَيَنْتَهِي الْإِصْلَاحُ الَّذِي تَقُومُ بِهِ إِدَارَاتُ جَامِعَاتِنَا إِلَى اخْتِيَارِ كُتُبٍ سَهْلَةٍ مُمْتِعَةٍ فِي كُلِّ عِلْمٍ، تَفْرِضُ عَلَيْكُمْ قِرَاءَتَهَا وَمُطَالَعَتَهَا، ثُمَّ كُتُبٍ أُخْرَى فِي الْمَعَارِفِ الْعَامَّةِ؛ كَالتَّارِيخِ، وَالْأَدَبِ، وَالْحِكْمَةِ، وَالْأَخْلَاقِ، وَالتَّرْبِيَةِ. • فَوَطِّنُوا أَنْفُسَكُمْ عَلَى ذَلِكَ، وَرَوِّضُوهَا عَلَى اخْتِيَارِ النَّافِعِ الْمُفِيدِ مِنَ الْكُتُبِ؛ فَمِنَ الْعَارِ الْفَاضِحِ أَلَّا نَرَى فِي الْكَثِيرِ مِنْ أَبْنَائِنَا الَّذِينَ تَخَرَّجُوا مِنَ الْجَامِعَةِ، وَاتَّجَهُوا بِفِطْرَتِهِمْ إِلَى الْأَدَبِ، مَنِ اسْتَوْعَبَ كِتَابَ الْأَغَانِي قِرَاءَةً، مِنَ الْعَارِ أَلَّا نَرَى ذَلِكَ، وَلَا فِي مَنِ اتَّجَهُوا إِلَى عُلُومِ الدِّينِ مَنِ اسْتَوْعَبَ قِرَاءَةَ الصَّحِيحَيْنِ وَالسُّنَنِ؛ وَلَعَمْرِي مَا سِلَاحُ الْأَدِيبِ إِلَّا الْعِقْدُ الْفَرِيدُ وَأَمْثَالُهُ، وَلَا سِلَاحُ الْفَقِيهِ إِلَّا تِلْكَ الْكُتُبُ وَأَشْبَاهُهَا. • وَوَفِّرُوا الْوَقْتَ كُلَّهُ لِلدَّرْسِ النَّافِعِ وَالْمُطَالَعَةِ الْمُثْمِرَةِ. • وَلَا تَعْتَمِدُوا عَلَى حِفْظِ الْمُتُونِ وَحْدَهَا، بَلِ احْفَظُوا كُلَّ مَا يُقَوِّي مَادَّتَكُمُ اللُّغَوِيَّةَ، وَيُنَمِّي ثَرْوَتَكُمُ الْفِكْرِيَّةَ، وَيُغَذِّي مَلَكَتَكُمُ الْبَيَانِيَّةَ. • وَالْقُرْآنَ الْقُرْآنَ؛ تَعَاهَدُوهُ بِالْحِفْظِ، وَأَحْيُوهُ بِالتِّلَاوَةِ، وَرَبُّوا أَلْسِنَتَكُمْ عَلَى الِاسْتِشْهَادِ بِهِ فِي اللُّغَةِ وَالْقَوَاعِدِ، وَعَلَى الِاسْتِشْهَادِ بِهِ فِي الدِّينِ وَالْأَخْلَاقِ، وَعَلَى الِاسْتِظْهَارِ بِهِ فِي الْجَدَلِ، وَعَلَى الِاعْتِمَادِ عَلَيْهِ فِي الِاعْتِبَارِ بِسُنَنِ اللهِ فِي الْكَوْنِ. • إِنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَنْطَوُونَ فِي أَيَّامِ الطَّلَبِ عَلَى خَيَالَاتٍ وَأَمَانِيَّ مِنَ الرَّاحَةِ وَرُفَهْنِيَةِ الْعَيْشِ، وَعَلَى آمَالٍ فَسِيحَةٍ فِي الْمُسْتَقْبَلِ، يَوْمَ تَنْتَقِلُونَ إِلَى الْعَمَلِ، وَتَنْتَقِلُونَ إِلَى أَهْلِيكُمْ تَحْمِلُونَ الشَّهَادَاتِ وَالْأَلْقَابَ. • وَإِنَّ هَذَا هُوَ مَنْشَأُ الْقَلَقِ وَالِاضْطِرَابِ فِي نُفُوسِ الْكَثِيرِينَ مِنْ إِخْوَانِكُمُ الَّذِينَ يُزَاوِلُونَ التَّعْلِيمَ الْآنَ. • فَادْفَعُوا عَنْكُمْ هَذِهِ الْخَيَالَاتِ، وَوَطِّنُوا النُّفُوسَ عَلَى أَنَّكُمْ تَلْقَوْنَ مِنَ الْبَلَاءِ وَالْمَجْهَدَةِ فِي الْحَيَاةِ الْعَمَلِيَّةِ أَضْعَافَ مَا تَلْقَوْنَ مِنْهَا فِي الْحَيَاةِ الْعِلْمِيَّةِ. • لَا أَقُولُ لَكُمْ هَذَا تَهْوِيلًا، وَلَكِنْ أَقُولُهُ تَرْوِيضًا، وَمَنْ وَطَّنَ نَفْسَهُ عَلَى الْمَكْرُوهِ؛ هَانَتْ عَلَيْهِ الشَّدَائِدُ، وَوَجَدَ كُلَّ شَيْءٍ ضَاحِكًا بَاسِمًا جَمِيلًا مَحْبُوبًا. • وَمَنْ تَخَيَّلَ الرَّاحَةَ، وَحَكَّمَ أَخْيِلَتَهَا فِي نَفْسِهِ، ثُمَّ كَذَبَتْهُ الْآمَالُ كَانَ بَيْنَ عَذَابَيْنِ، أَمَضُّهُمَا كَذِبُ الْمَخِيلَةِ. • يَا أَبْنَائِي! • إِنَّ اللهَ تَعَالَى قَدْ وَضَعَكُمْ وَضْعًا صَيَّرَكُمْ جَدِيرِينَ بِأَنْ تَطْلُبُوا الْعِلْمَ لِوَجْهِ الله، لَا لِلْوَظَائِفِ وَلَا لِلشَّهَادَاتِ، فَاتَّقُوا اللهَ وَأَخْلِصُوا فِي الطَّلَبِ. اِنْتَهَى كَلَامُ الْبَشِيرِ -رَحِمَهُ اللهُ- )). ✎ المصدر : عيون البصائر : (203_205\3) |
جزاك الله خير على مجهوداتك القيمة وجعلها الله في موازين اعمالك |
يعطيك الله العافيه اخي الكريم |
- يعطيك العافيه ويجزاك خير . |
وجزاك الله خيرا |
تسلم الايادي اخوك وسام احمد |
الساعة الآن 06:11 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا