إِلَى مَفْهُومٍ آخَرُ يُعَبَّرُ عَنْهُ بِشُهَدَاءِ الحُبِّ, مُمَثَّلًا فِي أَلُقِسَ فَالِنْتايِنْ, الَّذِي قَتَلَهُ الإِمْبِرَاطُورُ الرُّومَانِيُّ كلاوديس الثَّانِي فِي الرَّابِعِ عَشْرٍ مِنْ فِبْرَايِرَ عَامٌّ (270 م) تَقْرِيبًا; وَسَمَّوْهُ - أَيْضًا - (عِيدُ العُشَّاقِ), وَاِعْتَبَرَ (فَالِنْتايِنْ) رَاعِي العُشَّاقِ.. وَلِقِصَّةٍ هَذَا العِيدَ المُبْتَدَعُ أَسَاطِيرُ عُنُدٌ الرومان, وَعِنْدَ وَرَثَتِهِمْ مِنْ النَّصَارَى, وَأُشَهِّرُ هَذِهِ الأَسَاطِيرَ الَّتِي تُتَعَلَّقُ بِ (فَالِنْتايِنْ); أَنَّ فَالِنْتايِنْ عَارِضُ
الإِمْبِرَاطُورِ فِي مُنُعِ عَقَّدَ الزَّوَاجُ بَيْنَ الشَّبَابِ, كِي يَتَفَرَّغُ الشَّبَابُ لِلقِتَالِ, وَكَانَ القَسُّ يُعَقِّدُ الزَّوَاجُ بَيْنَ الشَّبَابِ سِرًّا فِي كَنِيسَتِهِ, فِلْمًا اِكْتَشَفَ الإِمْبِرَاطُورُ ذَلِكَ أَمَرَ بِقَتْلِهِ.. وَتُشِيرُ رِوَايَةٌ أُخْرَى أَنَّ القَسُّ سُجِنَ قَبْلَ أَنْ يَقْتُلَ; وَفِي سِجْنِهِ تُعَرِّفُ عَلَى اِبْنَةٍ أَحَدٌ حُرَّاسُ السِّجْنِ, وَكَانَتْ مَرِيضَةٌ, فَعَمِلَ القِسِّيسُ عَلَى شِفَائِهَا, وُوقِعَ بَيْنَهُمَا الحُبُّ; وَأَنَّهُ قَبْلَ أَنْ يُعْدِمَ أَرْسَلَ لَهَا بِطَاقَةً مَكْتُوبًا عَلَيْهَا: (مِنْ المُخَلِّصِ فَالِنْتايِنْ).. وَأَصْبَحَ فِي أَوْرُبَا النصرانية يَوْمٌ الرَّابِعَ عَشْرٌ مِنْ فِبْرَايِرَ هُوَ عِيدُ الحُبِّ, الَّذِي بِأَرَكَّتْهُ الكَنِيسَةُ الَّتِي تَدْعُو إِلَى نَشْرِ الحُبِّ بَيْنَ الشَّبَابِ.
وَقَدْ اِرْتَبَطَ اِسْمُ الحُبِّ فِي أَوْرُبَا وَأَمْرِيكَا بِالجِنْسِ.. ثُمَّ أَبْتَدِعُ لِهَذَا العِيدِ اِحْتِفَالًا يَرْتَبِطُ بِنَشْرِ الرَّذِيلَةِ, مِنْ أَلْوَانٌ وَأَشْكَالٌ, وَعِبَارَاتٌ فِي بِطَاقَاتٍ, وَدَعَوَاتٌ إِلَى لِقَاءَاتٌ, كُلُّ ذَلِكَ يَدْعُو إِلَى نَشْرَ الحُبِّ المَحْرَمُ بَيْنَ الذُّكُورُ وَالإِنَاثُ.
اَللَّهُمَّ أَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِنَا, وَأَصْلَحُ ذَاتٍ بَيْنَنَّا, وَإِهْدِنَا سُبُلُ السَّلَامِ, وَنُجْنَا مِنْ الظُّلُمَاتُ إِلَى النُّورِ, وَجَنْبَنَّا الفَوَاحِشُ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطْنٌ, وَبَارِكْ لِنَّا فِي أسماعنا وَأَبْصَارِنَا وَقُلُوبِنَا وَأَزْوَاجِنَا وذرياتنا, وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ, وَاِجْعَلْنَا شَاكِرِينَ لِنُعْمِكَ مثنين بِهَا عَلَيْكَ قَابِلَيْنِ لَهَا وَأَتَمَّهَا عَلَيْنَا..
سَبِّحَانِّكَ اَللَّهُمَّ بِحَمْدِكَ أَشْهَدُ أَنْ لَا اِلَهُ لَا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكِ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ.