لا أعلم مالذي أوقظني في الساعة الثالثة بعد منتصف الليل،
لكنني استيقظت و قلبي ينطق باسم أبي،
وجدت نفسي أدعي بحرقة . .
أدعي له . . و على كل من تسبب له بهذا المكوث الطويل في السجن،
على الحوثي . . على الشرعية . . على مسئولي التبادل الأغبياء السُّذَّج،
و على من تسبب باعتقاله منذ البداية . .

حسبنا الله و نعمَ الوكيل . .

فكَّ الله أسر والدي و فرَّج همه . .
ابتلاء طالت مدته كثيراً بيدَ أننا ما نزال نحسن الظن بالله جلَّ و علا،
نثق بأن هذا الليل سينجلي ذاتَ حرية و سيعود للأسرة عِمادها بإذن الله.

منشور راقَ لي:

قِيْلَ أنَّ الحَجَّاج حَبسَ رَجلاً في حَبْسهِ ظُلمًا فكَتَبَ إليْهِ رُقعَةً فِيهَا: قَد مَضَىٰ مِن بُؤسِنَا أيَّام، وَمِن نَعيمِكَ أيَّام، والمَوعِدُ القِيَامَة، والسِّجنُ جَهَنَّم، والحَاكِمُ لا يَحتَاجُ إلىٰ بَيِّنَةٍ وكتبَ في آخرِهَا:

سَتَعلمُ يَا نَؤومُ إذَا التَقَينَا
غَدًا عندَ الإلهِ مَنِ الظلومُ

وَحقُّ اللهِ إنَّ الظلمَ لـؤمٌ
وَما زَالَ الظَلومُ هوَ الملومُ

سَينقَطِعُ التَّلذُّذَ عنْ أنَاسٍ
أدامُـوهُ وَيَنقَـطِعُ النَّـعِيْمُ

إلىٰ ديَّانِ يومِ الديْنِ نمضِي
وعِندَ اللهِ تَجتَمِعُ الخصُومُ.

قرأت خبراً قبلَ قليل عن إحدى المقابر في صنعاء والتي احتضنَ ثراها أجساد شهداء ثورة 11 فبراير و قد تم الاعتداء على قبورهم،
لفظ الـ"اعتداء" على القبور غريب جداً وربما يدعوا للسخرية أيضاً!،
صِدقاً لا أعلَم مدى صحة هذا الخبر و هل وصل بهم مرض قلوبهم لهذا الحد فعلاً أم أنه كما ادَّعى بعض الأشخاص عن كونِها تأثرت بقصفِ الطيران.


على سيرة القبور والموت . .
كثيراً ما أتساءَل: كيفَ حال أهل القبور؟.
ثم كيف سيكون حالَنا من بعدهم . .
مجرد التفكير بالأمر صراحةً مربك!.

أسأل الله لي و لكم حسن الخاتمة و الجزاء.

والدتي تقول لمدير المعتقل بأن والدة أبي تبكي طيلة الوقت و تود سماع صوت أبي حتى أنها لا تستطيع النوم منذ أيام!،
كذبة أبريل في يوليو ،
صحيح أنها أحياناً تبكي بسبب ذلك لكن ليسَ "طيلة الوقت"،
وليست لا تستطيع النوم بسبب ذلك أيضاً فقد اعتادت الوضع نوعاً ما ،
لكنها بهارات أمي التي كانت بحاجة لتزويدها بالقصة لتغدو مؤلمة أكثر بقدرِ الإمكان . . رغم أن لا شيء يؤلم هذا النوع من البهائم!،
بعضُ البهائم تشعر لكنهم بهائم نادرة من نوع خاص.

لا يهم . . كذبة بيضاء
لكنني خائفة من أن يذهب هذا المعتوه ويخبر أبي بما سمعه فيقلق بشأن جدتي أكثر!.

في الأسبوع الماضي هرَّبت لوالدي رسالة،
أخفيناها بحيث إن تكالَب الجن و الإنس على أن يجدوها فلن يفعلوا 😂 ،
المهم . .
حكيت له عن الكثير وسردت له أخباري و ما إلى ذلك،
في نهايتها كتبت: أَطَلت حتى ملَّ القلم مني....
و قبلَ ساعات اكتشفنا بأن هناك رداً وردنا من والدي مخفياً أيضاً بمكانٍ ما،
طبعاً الرسالة طويلة لكن أضحكني منها تعليقه على آخر عبارة 😂 :


هي قصيرة بالفعل بالنسبة للفترة الطويلة التي قضيناها دون تواصل . . لكنني فعلاً أفقد الكلمات بلحظات كهذه + لا أود أن تكثر الصفحات فيصعب إخفائها!.

إذا تعلمت التجاهل ، فقد اجتزت نصف مشاكل الحياة.
-جبران خليل جبران