بسمه تعالى .
لا شك ولا ريب في أن البساطة في التعامل صفة حميدة وممدوحة .
وذلك على أقل التقادير للمساهمة في تسيير تعاملات الحياة ولتحقيق سلاسة التعامل بين بعضنا البعض سواء أكنا ملزمين بالتعامل المباشر والمتكرر مع بعضنا كالتعامل مع أفراد الأسرة والعائلة والأقارب أو حتى في دائرة أوسع من دائرة التعامل المتكرر كالعلاقات العابرة .

ولكن الجدير بالذكر هنا .
ماذا تعني البساطة بمفهومها العام . أن نكون بسطاء في أنفسنا ؟ أم في تعاملاتنا ؟أم في مستوانا ؟

فكثيراً من مشكلاتنا تعود للمغالطة في المفاهيم أي بعنى آخر الفهم الخاطئ للمقاصد.
سواء كان عدم فهم المبتغى يعود للجهل أو التعنت أو التعود أو التورث أو أو أو .. إلخ من الإحتمالات الممكنة .


فهنا نعود للتساؤل المطروح عن ماهية البساطة .

هل الفهم الصحيح للبساطة . يعني أن نكون أبسط مما نحن عليه مراعاة لمن هم دوننا .
وأين المصلحة في ذلك !!! ؟

وهل تعني البساطة أن تكون أفكارنا بسيطة ومحدودة !!؟
لماذا وقد جبل وأمر الإنسان على الإرتقاء بذاته .

أم أن البساطة بمفهومها تعني أن نبسط جميع الأمور التي نواجهها والتعاملات التي نتعامل ونعامل بها حتى وإن بلغة درجة أهميتها مبلغاً لا يحتمل التبسيط !! ؟


والكثير الكثير من التساؤلات التي تُطرح من تلقاء نفسها في هذا الموضوع .

وكي لا أكون متشعباً أكثر من اللازم .
إسمحوا لي أن أبين ماهية البساطة وفقاً لمفهومي الخاص والمتواضع والذي لا أرى نفسي إلا أقل الموجودين فهماً وإدراكاً .

البساطة لا تعني أن أواجه كل ما يوجهني ببساطة مع وجود الإمكانيات .

فما دام أن لدي الإمكانيات والقدرة . لماذا أتخذ البساطة ردءاً لي .

بل يجب أن أحقق المعني الخفي للبساطة بأن أرتقي بنفسى ومن يعاملني .
وذلك بأن يكون الفرد بسيطاً في التعامل لا في المعلومة .
فالمفترض والصحيح أنه كلما زادت إمكانيات الفرد وعلمة كلما زادت بساطته .
إلا أن ما نراه العكس تماماً . فمع زيادة العلم والمعلومة يزيد التكبر وهذا دليل قاطع على عدم جدوى هذا العلم مهما بلغ . لأنه وبكل بساطة وسلاسة (من صالح المتعلم أن يكون مخالطوه متعلمين فعلى أقل التقادر ليكونوا في معرض علمة وفهمه ومستواه وهذا الأمر لا يتعارض مع تخصصة البتة )

فأرى أن البساطة ليست إلا في التعامل . ويجب علينا أيضاً أن نتجنب المفهوم الآخر للبساطة الذي يفهم منه بالمصطلح العامي (التسليك) بل يتحتم علينا مع بساطتنا أن لا نساهم في بقاء من هم أبسط منا بسطاء .

وهذا البساطة التي يجب أن تكون سجية في الإنسان لا موضة أو عادة أوظاهر .

وتقـبلوا مني جل التحايا ووآفر التقدير .