منّي وإليَّ - رسالةٌ لا تعنيكم
 

أَعلَم تماماً بكَمِّ الدَّهشة التي أصابتكِ الآن وأنتِ تقرأين رسالتي ، أعلَم بالتساؤلات التي تدورُ بذهنك ، أَعلَم كل شيءٍ عنكِ كما لو أنني أعيشُ معكِ كل لحظاتك ، إلا أنني بالحقيقة هناك "بالمستقبل" .

تعيشين مع أملٍ قد شاخَ واحدودَبَ ظهرُه ، تعيشين مع أُمنيَةٍ مُصابةٌ بالزَّهايمر ، تنسى بقاياها التي تشبّثت بقلوبِ من مرّت بهم وأفئدَتِهم ، ولذلك تَنسى أن تُحقَّق أيضاً .

أَعلَم تماماً بأنكِ تَسعَين ، ولكن سعيَكِ الطويل ذلك كثيراً ما أَوصَلَكِ لمَصيَدَةٍ يفوحُ منها عَفَنَ اليأس ، تمكُثينَ بها طويلاً ، طويلاً جداً عزيزتي عبق ، لكنكِ تُحررينَ نفسكِ منها بعدَ مَدَّة ، لا يَهم إن طالَت أم قَصُرَت ، المهم أنكِ تفتكين بها ، تمزقين ذلك الشَّرَك ، تركلينَهُ بقدمٍ من عَزم ، ثم تُكملين مسيرَكِ ركضاً .

مُتهوِّرَةٌ أنتِ أحياناً ، تُظهرين السوء وبداخلِك جنّة ، تُظهرين الصّلابة وفي جوفِك قلبٌ هَشٌّ يكادُ نبضَهُ يؤذيه .

لكنكِ لا تعلَمينَ الكثيرَ عنّي ، أنا لستُ ما تعيشينَهُ بيومِك هذا ، لا شَكلكِ شكلي ولا عُمركِ عُمري..ولا إنجازاتك إنجازاتي ! .
تجاعيدُ وجهي اليوم لم تنساب إلا بسبب تلك الأحلام التي لطالَما ركضتُ إليها ، أرهقتني كثيراً "وستُرهقَكِ أنتِ أيضاً" ، وقعتُ بالخيباتِ أكثَر من مرّة ، بتلك المصيدة التي لطالَما وقعتِ أنت أيضاً بها ، وقعتُ بها أكثَر مما وقعتِ بها أنتِ إلى اللحظة التي تقرأين بها رسالتي ..

حققتُ الكثير يا ماضيي الجميل ، حتى حُلُمك الذي غشاكِ غُبارٌ من يأسٍ لمحاولاتكِ الفاشلة بالوصول إليه قد حققتُه ، فَشِلتُ ومازِلتُ أفشَل ، لكنني مُستَمرّةٌ رُغمَ ذلك ، أنتِ تَعلَمين رأيي بالفَشَل تماماً ، لَم أُغيِّرهُ إلى هذه اللحظة "الفَشَل بوابةُ النَّجاح" .

أتعلَمين ماذا أيضاً...
إنه الوَطَن !!
لقد ابتسَم ثَغرَهُ أخيراً ! !
أترين تلك التجاعيد التي تبدو لكِ الآن به - في زمنك - ؟!
اليوم قد اختَفَت تماماً ، حتى أن وجهه يبدو لي الآن نيّراً ، وكأنّهُ طِفلٌ لم يَخرُج للنور سوى منذُ لَحظاتٍ من الان .
ليتَكِ ترينَهُ معي بهذه اللحظة ! !

صحيح..متى ستصلينَ إليَّ ؟! ، أشتاقُكِ كثيراً ، لم أطأ بريدي هذا منذُ زمن ، وذلك لأنه قد أصبح موضة قديمة ، الناس الآن قد تخلّوا عنه ، لأنهم يَرَون أن لا فائدة منه ، إن اشتقت لإحداهن فعليَّ زيارتها ، أو الإتصال بها إن طالَت المسافات لدرجة صعبت معها الوصول إليها ، لأن الرسائل وحدَها لا تُطفئ الحنين يا عزيزتي .
أنتظِركِ بشغف
محبّتي

المُرسل: مُستقبَلِك

[عبق]

" يعطيك العـــــافيه "

ويجزيك الخيـــــــــر ..... :ورد:

ولعلي أقرأك وانا هناك وانتي امام طاوله مستديره
وعلى مقعدك تشربين القهوه بكل انسيابه الزمن الذي يلمح
الماضي بثواني من ذاكرة قد كانت هنا
ومن يدري إذ أني ألقي عليك التحيه من بعيد دون أن اعرفك انك عبق
الا انه شدني شعورا ما في حدث ما كان غريب في حدس أثمرته الحياة
هل تعلمين انك اختصرتي طريق المستحيل في نصك البالغ في كل معانيه
كأنك قبطان سفينة يرسم خريطه للعالم من كلمات
ولأول مرة اقرأ نص اختصر ستيفن هوكنغ وتسلا اذا انهم كان عباقرة القرن الواحد والعشرين
ثقي تماما يا سيدتي انك سوف تصافحين مستقبلك
وتجلسينه على ذات الطاوله وتحاورينه في رحلتك الشيقة
وتسردين له كل المغامرات التي مررتي بها وانتي تصغين لموسيقتك المفضله


قلم ذكي بل وعبقري
وجدا انتي رائعة
تستحقين التميز والتألق والمجد

تعمّدت أن يكون العنوان بهذه الطريقة .. ليكون لافتاً بعض الشيء ، وليَبعَث الفضول أيضاً ^^
المُستَقبَل ينتظرنا هناك على امتدادِ سنواتٍ عديدة ، يرانا ولا نراه ، يعلم كل تفاصيلنا وما نمُر به ولا نعلَم عنه شيئاً سوى أنه ذلك الذي كَتَبه الله لنا ..

أهلاً بك ^^
أنرتني كثيراً

إني أرى مجامَلةً ضخمةً بين السطور هههههه

غير ذلك المكتب وتلك الطاولة لي حُلُم آخر كم وكم وكم أتمنى تحقيقه

سعيدة بك جداً ^^
أهلاً بنورك