منتديات مسك الغلا | al2la.com

منتديات مسك الغلا | al2la.com (/vb/)
-   منتدى الخيمة الرمضانيه
(https://www.al2la.com/vb/f54.html)
-   -   أبواب السماء مفتوحة أمام دعاء الصائم (https://www.al2la.com/vb/t89118.html)

نصف القمر 05-12-18 12:25 AM

أبواب السماء مفتوحة أمام دعاء الصائم
 
أبواب السماء مفتوحة أمام دعاء الصائم






د. عيادة بن أيوب الكبيسي*
إن قطف ثمرة التقوى وحيازتها، لخير ما يستثمره المرء من صومه كما سبقت الإشارة إليه في الحلقة السابقة أضف إلى ذلك ثمرة الدعاء؛ حيث تفتح أبواب السماء أمام الصائمين.
ولحكمة بالغة تخللت آية الدعاء آيات الصيام؛ حيث قال تعالى: «وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ»، (البقرة: 186).
ذاك أن الدعاء في زمن أرجى للإجابة منه في زمن آخر، وفي موطن أرجى منه في موطن آخر، ولا ريب أن الصيام وشهر رمضان من أشرف الأزمنة، ومن ثم جاءت آية الدعاء بين آيات الصيام، إشارة إلى هذا، كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم: (إن للصائم عند فطره دعوة ما تردّ)!!
والملاحظ أن هذه الآية هي الآية الوحيدة من بين آيات السؤال والجواب التي لم يرد فيها لفظ «قل»، ولعل السر في ذلك هو تعظيم حال الدعاء؛ وذلك من وجوه كما يقول الإمام الرازي منها: «كأن الله- سبحانه وتعالى- يقول: عبدي أنت إنما تحتاج إلى الواسطة في غير وقت الدعاء، أما في مقام الدعاء فلا واسطة بيني وبينك»، وقال القشيري ما معناه: «الذين يسألون عن الجبال وعن اليتامى وعن المحيض وعن الأهلة ونحوها يجابون بالواسطة، أما الذين يسألون عني فإني أرفع الوسائط بيني وبينهم».

عبادة سامية

والدعاء يعني إظهار الفاقة بين يدي الكريم، فهو عبادة سامية تُظهر مقام العبودية المتمثل بالافتقار والحاجة، ومقام الربوبية المتمثل بالغنى والكرم، وكيف لا، وهو- جل وعلا- يحب الإلحاح في الدعاء؟ ومن حكم الشعر:
لا تسألن بنيّ آدم حاجةً وسل الذي أبوابه لا تحجبُ
الله يغضب إن تركت سؤالهُ وبنيّ آدم حين يسأل يغضبُ
وقد كان من خلقه- صلى الله عليه وسلم- أنه يكرر الدعاء ثلاث مرات، وقد ألح على ربه في غزوة بدر الكبرى مستغيثاً به، رافعاً يديه حتى سقط رداؤه من وراء ظهره- صلى الله عليه وسلم- فأعاده الصديق- رضي الله تعالى عنه- إلى مكانه كما في السيرة الصحيحة، إنها إذن العبودية في أروع صورها، إنها الاستغاثة بالله، التي أنزل الله- تعالى- فيها قرآناً يتلى ما بقي الزمان قال تعالى: «إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم»، (الأنفال الآية: 9).
إن شأن الدعاء عظيم، وأمره خطر، لا ينبغي للمسلم أن يغفل عنه، لا سيما في شهر رمضان الكريم، ومن عظيم فضل الدعاء أن الله- تعالى- قد تكفل بإجابته، وأنه لا يردّ دعوة مسلم كما جاء في الحديث عن النبي- صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (ما من مسلم يدعو الله عز وجل بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم، إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها، قالوا: إذاً نكثر؟ قال صلى الله عليه وسلم: الله أكثر).
فكيف يكسل المسلم بعد هذا عن الدعاء، وكل خصلة في هذا الحديث هو بأمس الحاجة إليها؟ ولعل أعظم ما فيه ما يدخره الله- تعالى- له في الآخرة من المثوبة والحسنات، في وقت لا تثقل الموازين فيه إلا بالحسنات.

المظلوم والمضطر

وهذا الفضل لكل داع، أما المظلوم والمضطر فلهما شأن خاص، قال تعالى: «أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء»، (النمل: 62)، وقال صلى الله عليه وسلم: (واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب) الحديث.
وإلى هذا أشار الإمام الشافعي رحمه الله تعالى بقوله:
أتهزأ بالدعاء وتزدريه وما يدريك ما صنع الدعاءُ
سهام الليل لا تخطي ولكن لها أمد وللأمد انقضاءُ
ومنه قول بعضهم:
نامت عيونك والمظلوم منتبهٌ يدعو عليك وعين الله لم تنمِ
وإذا كان من أزمنة مظنة إجابة الدعاء وقت السحر كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم حين قيل له: أي الدعاء أسمع؟ قال: (جوف الليل الآخر، ودبر الصلوات المكتوبات)، إذا كان ذلك كذلك، فإن شهر رمضان يسهل على المسلم هذا لاستيقاظه للسحور، فلا ينبغي للصائم أن يغفل عن ذلك، ولا أن يشغله شيء عن الدعاء.

الأخوة الإسلامية

وإذ أشرنا إلى بعض مواطن إجابة الدعاء، فلا ننسى أن نذكّر بحديث عظيم في باب رابطة الأخوة الإسلامية، ذاك قوله صلى الله عليه وسلم: (دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة، عند رأسه ملك موكل كلما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكل به: آمين، ولك بمثل).
وظهر الغيب لا يعني غياب الأخ عنك، وبعد المسافات بينك وبينه، إنما يعني غياب دعوتك عنه وعدم علمه بها، قال يوسف بن أسباط رحمه الله تعالى: «مكثت دهراً وأنا أظن أن هذا الحديث دال على من غاب شخصه فقط، فنظرت فيه فإذا هو لو كان على المائدة ولا يسمع كان غائباً».
ويتأكد هذا الدعاء لمن كانت بينك وبينه عداوة من إخوانك المسلمين، فتخصه كما تخص صديقك القريب، قال تعالى: «فإذ الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم»، (فصلت: 34)، ففي ذلك تربية للنفس، ورياضة لها على كظم الغيظ، والترفع عن الحقد، وحب الخير للمسلمين، وفي ذلك من الخير والفضل ما فيه، والصيام وشهر رمضان خير ما يساعد على تحقيق هذا الفضل ويجلب هذا الخير.

الحلال وحضور القلب

وفي الختام لا ينبغي أن ننسى أن من أهم وسائل إجابة الدعاء أمرين وهما: حضور القلب، والأكل الحلال.
أما حضور القلب وقت الدعاء فأمره بيّن، ذاك أن من دعا وقلبه غافل فكأنه ما دعا، يقول: يا رب يا رب وقلبه مع فلان وعلان.
وأما الأكل الحلال، فقد جاء بيانه بقول النبي- صلى الله عليه وسلم- حين ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر، يقول: يا رب يا رب، ومطعمه من حرام، ومشربه من حرام، وغذّي بالحرام، قال صلى الله عليه وسلم: (فأنى يستجاب لذلك)؟!
ورمضان خير ما يدفع عنك هذا؛ إذ هو شهر اليقظة والإقبال على الله تعالى، ومحاسبة النفس، وإلجامها عن كل ما حرم الله سبحانه وتعالى.
فاللهم ارزقنا حسن الوجهة إليك، وحسن الظن بك، وحسن الرضا وحسن اليقين، وحسن الصبر وحسن الختام، حتى نلقاك على الرضا والمحبة آمين.

* أستاذ التفسير وعلوم القرآن


قلم صادق 05-12-18 11:47 PM

جزاك الله خيرا موضوع قيم وربط بين
عبادتين عظيمتين

همسة حنين 05-13-18 08:01 AM

يسلمك ربي وكلك ذووووق


الساعة الآن 06:56 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا