فشلت جميع ألوان فرشاتي في اقناع لوحتي المتمردة العصية في ارتشاف ألوان الفرح الى أن جف حلق الربيع من الظمأ.

ربما أعود لها وربما اتركها في صندوق المهملات .

سيِّدي البعيدُ الغائبُ ؛
في مدينتي يعيشُ سرٌّ عجيبٌ أودعتُهُ الحنينَ ،
يكنسُ غبارَ الغيابِ عن شرفتِكَ المهجورةِ وفناءِ عشقكِ العتيقِ ،*
عن قناديلِ صوتكَ ،*
عن قصائدِ بوحكَ المتدلِّيةِ على الأرصفةِ وفي وجوهِ العابرينَ ،
عن شرنقاتِ شوقٍ في الهواءِ معلَّقة بأملِ عودتكَ ثانيةً ،
عن غناءٍ يعتمرُ وطنكَ البعيدِ ،
عن محاربٍ مع ساسةِ الشِّتاءِ ؛ يُنازلُ جُنودَ الصَّقيعِ بنبالِ انتظارهِ كالغريق.

لم نعبد الطريق الى مدينة الصمت بل هي من تختار منا الأكثر صفاءاً ونقاءاً
أرواحنا المثقلة*أصواتنا المخنوقة ترتد انكسارا فيتلقفها الصدى*لاتبتغي للضوء أن يجرحها*
فمن يقطنها يدرك أن ملاذ رحلة أعمارنا باتت على وشك الرحيل*

وأيما رحيل هذا ؟!!

قد تكون رحلتنا مع شراشف بيضاء*
هذا اللون الذي نبتغيه بعيدا عن درن الأشياء العالقة بالروح*

لكننا سنبتهج كثيرا لأننا عشنا زمنا واستطعنا أن نهرب منه بعيدا عن تلصص الظلال

رصيفك مشبع من فصول هاربة ،،أخذ ظلي إليه وبقيت آبحث عن أنفاس معطفه،،
فقدت معه طلاسم لأمنيات كانت بالقرب مني تترنح،*على يمنى الرصيف أوراق ياسمين ماتت وهي تصنع من نفسها عصافير كانت ستوشوش لي عن قدومك ،،
عن خطواتك المحملة على نسائم الحلم ،
عن عيناك المبحرة في أنوار الشوق،،
عن أهزوجة ترقد بين ثغرك ،،عن وطن يعيدك لي ولا يخذلني في غيابك ،
عن مطر يتكور في قلب قطراته ويجمع قوس لقاء الفرح بين يدك ويدي،
،ويكبر الحنين في صدري،، وترتحل الروح مع مواسم الحزن ،
أبحث معها عن أضلاع كانت لنا*
سرقتها منا الأطلال،،*
ويتسع الرصيف لصلوات الغياب ،،
دعني أغرز في وطن الغياب نصل الرصيف قبل أن يخطف السراب تفاصيله،،

في عالم واحد يجمعني معك*
تسبقني الأوردة الى أمكنة أوطاننا أمكنة عبورنا !!
تناضل أزاهير الصمت كبرياؤها وتغفوا على حلم من قطرات الندى !!
تعنفني نافذتي حينما اخط حروف اسمك وتلعق انفاس الجدران بدفئها ما أكتبه*
اتراك تعلم أن الليل في هيبته يرفع حاجب الخجل مني ليسمعني ضحكاته الباردة ويسلط غيماته لتوخز*
شراييني المكتنزة بعطرك!!

يلجمنا الصمت ويكتبنا الصوت في رمق الذكرى ،،
تدق أجراس الأنين من قبة الظلام ،،
أجنحة الحنين عارية لايكسوها غير سهر السهاد
عظام زمن تنخرها ظلال موؤدة ،،
على جدار الزمن سنين عجاف تستبيح غناء الصور،،
تتوه أحلامنا في دروب ملامحنا،،
،
،
،بالقرب من سراج الموت يتكور الضوء في ثقب سرمدي،
لن يعيد البندول الزمن بثوبه القديم،، بل سيثير بإزميل صوته دبيب اليأس