صباح الخير
..
لهذا الموضوع صلة وثيقة وعلاقة وطيدة بواقع مشهود . وهو يتناول قضية اجتماعية بدأت تنتشر انتشاراً ذريعاً .. وتوسع ميدانها ليشمل الكبير والصغير والغني والفقير .

..
لكل مجتمع قيم ومبادئ وقدوات وموارد وأهداف . وتعيين هذه المعايير متعارف عليها من المناهج المتبعة . ونحن - كأمة عربية مسلمة - لنا قيمنا ومبادئنا وأهدافنا المستمدة من الكتاب والسنة . و كنا - على تقصيرنا- محافظين كثيراً وملتزمين أو مستلزمين بهذه المبادئ إلى حد الرضا . بيد أن هناك من التزم بها عرفاً وعادةً لا منهجاً وعبادة ؛ حيث إن المجتمع كله يتمثلون بها ما عدا من شذ عن ذلك من أفراده الذين تجافوا عن معايشة غالبية المجتمع وركزوا في فئة أو طبقة ثرية رغم قلتها وندرتها ,
فلذلك كان المجتمع كما يحكى لنا وكما رأينا متماسكاً مترابطاً يكاد أن يكون على قلب رجل واحد لعموم الهدف وشمول المعايير جميع أفراده واقتصار مقاييس الحياة الناجحة على منهجنا الشرعي وقيمنا وآدابنا واتفاقنا جميعاً في ذلك ..

ولكن ..
حينما توسعت المعايير و استحدثت مقاييس جديدة في المجتمع لم يكن من ضمن النسخة المحدثة معيار الفكر الإبداعي ولا العقل المفكر . فحذف من بعض البرامج التي لم تتأن عند تنصيب هذه النسخة في ملحقات البرنامج .
فظهرت صور استعراضية مخجلة , ومفاخرة لا يقرها دين ولا عقل . من بذخ وإسراف و تظاهر بالنعمة ؛ ودأب على مواطأة هذه الآثار فقراء العقول من كبار وصغار يلهثون وراء هذا الزهو الزائف والوهم النائف .

ولا شك أن برامج السوشيال ميديا ساهمت مساهمة فعلية في صناعة هذا الوهم من المقصد ؛ حينما أبرزت من لا يملك من العلم والفكر سوى صورة مطعم او تصوير مقلب أو قصة مبتورة أو جرأة مشهورة - على أولى صفحاتها وأغرقتهم بالعروض المنهالة من شركات ومؤسسات في سبيل الدعاية والإعلان . ومن هنا تبدأ عملية القياس والتساؤلات كيف وصلوا . إلى هذا المستوى من الشهرة والنجاح لا سيما من الأطفال والشباب .
في ظل ضعف دور المؤسسات التعليمية وتدني مستوى التثقيف ضد المتغيرات الحديثة رغم محاولاتها إلا أن الفتق أوسع من الرقعة .
"
الموضوع بطبيعته يتطارد فنستطرد ويتصاعد فلا نستطيع ان نصعد حتى لا نمضي بعيدأً .

ولكن باختصار : تصنع الترف ناتج عن استحداث معايير جديدة لإبراز الذات المغمورة غير معتمدة على منهج محدد ولا فكر سوي .

عندك سلف
اختيارك لموضوعات النقاش بجسد رقي فكرك وجمال طرحك
موضوع رائع نشكرك على إيراده

يعطيك العافية
تحيتي