07-26-18, 11:03 PM | #1 | ||||||||||||||
|
جنينُ غيمة
لم أَكُن قَط سوى قطرةٌ من عظيم بَحرِك أحرقَتها لهيبُ شمسك ، وصاعَدَتها إلى الغيماتِ لأغدو ما أنا عليه الآن "عطاءً" .. رأيتُ أنكِ تبذُلينَ غيري من العطايا الكثيرة واللامحدودة لِـ بنيك ، رأَيتُكِ تُطلقين يَدَكِ بالخيرِ دونَ ثَمَنٍ مُنتَظَر ، لا عُقود بيع ولا شِراء ، لا مُقايَضة يتضمّنها قاموسِك .. فعندما تُجهضيني من رحمك كُنتُ أسقُط على أَرضٍ خاوية فإذا بشيءٍ ما يتخللها بِشَوقٍ كبير للقاءِه بالنور اللقاء الأَوّل ، فإذا بها نبتةٌ لم تَكُن لترى النور لولا سخائك وكرمك .. يُكمِلُ الغيثُ -دوني- مسيرَهُ ، فَيَغسِل القلوب والأرواح ، فكأنما رأيتُه يُذيبُ همَّ أَحَدُهم ويَهوي بهِ أَرضاً ، ثُم يَغسِله كي لا يُدنِّسها فَتَضُر من يطأها .. سخيّةٌ أنتِ أيّتُها الحياة.. تُطلِقين خَيرَكِ لِـ بنيكِ دون مَنع ، تَهبين حياةً للحياة ، تُذرفين سماءَكِ الدَمع لتُسقي أبناءَ تُربَتِك .. تُثقلينَ كاهِلَكِ ببحرٍ مديد ، تحيكين من النورِ صباحاً ، ومن الظلمةِ مساءً وسكوناً وراحة .. يدٌ مِعطاءَةٌ أنتِ ، لا تَكُف ولا تَمَل ولا تبتئس لِوَصفِها بالظُلم وعدم الإنصاف .. [عبق] | ||||||||||||||
|
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
| أصدقاء منتدى مسك الغلا | | |||||