أتحدث إلى نفسي دائما

يجب علي أن أغير من إمكانياتي العاطفية
أغير قلبي
و أُهِن ذاكرتي
و أقوي النسيان

لأجعلك سريع الزوال من كل أجزائي
حتى لا يبقى شيء منك في أوردتي
و لا أثراً في قلبي
و لا صورةً في ذاكرتي

رغم ذلك أعود إليك
أتشبث بك لأسكنك قلبي عنوة
أطبق على ضلوعي بيدي

مهما كنتَ مهملا
إبقى

أعبر بشغف و أصمت
أنظر لمعالمك المتغيرة
و لنظراتك الحائرة

أعود لوسادتي
أسرح في صورتك و ملامحك التي اختطفت عيني منها نسخةً في الذاكرة
أفكر في الأسباب التي جعلت منك مختلفا خلال ثلاثين يوماً

أغمض عيني
فتراودني في حلم
و تخبرني بالأسباب

في كل مرة يتملكني فيها الصمت
أفكر في نفسي المعلقة فيك
و أشفق عليها لأنها لا تستطيع المضيّ بدونك
تفتش عنك في كل بقعة
في كل حرف و كلمة
تعانقك في حلمها و خيالها

نفسي ضائعة لأنها بعيدة عنك
و لا ترضى إلا أن تسكنها و تسكنك

إن الوصول إليك بات صعبا
و أحتاج لأشواط و أشواط من الصبر و الإنتظار

لم أعد أشعر بالارتياح
و لعلك أنت الآخر لم تشعر بالارتياح حين سمحت لي بالاقتراب
فنصبت العوائق

رجاءاً
أخبرني بذلك
حتى أصد عنك و أكتفي بالبكاء دون الوصال

أنت ملاذي الوحيد الذي أرتحل إليه في كل مرة يهزني فيها الشوق
أصرخ بأعلى صوتي

إنّي أعاني مرارة الغياب
و لا أجد جواباً غير صداي
الذي يزيدني ارتعاباً و خوفاً

أنت في الذاكرة فقط
لم تعد ملاذاً لي

أفهمك الآن
أفهم تكراك السؤال
أفهم غيرتك
أفهم ترقبك
حبك
شغفك

أفهم أن الصمت أبغض جواب