11-07-18, 10:41 AM
| #1 | ||||||||||||
  
| 
غرباء ( مشهد ) غرباء .. ( مشهد ) المكان: مطار الملكة علياء / عمًان - الأردن الظرف: مهاجر في باريس، عائلته في فلسطين المحتلة، إخوانه في شتات الأرض، يكابد في غربته من أجل لقمة العيش، ينتظر في المطار عائداً إلى غربته. مدخل: يحمل في يده حقيبته الجلدية، يرتدي بدلته وقد سئمت من الرسمية، وربطة العنق تتحرر من عقدتها، يُقلب في صفحات محموله بعبثية، يطقطق رقبته، ويسند رأسه إلى حافة المقعد الخلفية. ( مونولوج داخلي ) حتى متى يا قلب هذ التعب ..؟! عائدٌ إلى بلادٍ لا تعرف فوضى طفولتي. لا تعرف معنى .. أن أستيقظ كل صباح على صوت ديكٍ لا يمل من الصياح خلف نافذتي. أن يتسابق أطفال المدارس عبر السهول إلى مدارسهم مسافاتٍ طويلة، يحملون حقائبهم على ظهورهم، ويركلون الحصى .. يتمازحون بلهجتهم الأصلية. في القريةِ .. حانوتٌ على أطرافها، وشيخٌ يجهل قراءة تاريخ البضائع، لكنه يحفظ جيداً تاريخ القرية منذ سنين. يخبرني عن أشجار الزيتون في الحقل المجاور، وكيف غرسها بيديه قبل أن يُخلق والدي، ويسلبها غاصبٌ وضع بندقيته على رأس أمي ..! يخبرني دونما وعي مني لكلماته، وعيناي الطفولية تلتهم الحلوى خلفه، فقراً قد عرفته منذ صرختي الأولى على الحياةِ، ورفضي لاغتصاب شجرة الزيتون. تتوالى الصور في المخيلة .. يا جدتي .. لا زلت أذكر صباح شباطٍ، والثلج يطرق باب نافذتكِ، يستئذنكِ أن يستيقظ بين يديكِ، كأنكِ أمٌ لفلسطين كلها، كأنه ولدكِ الذي علمتهِ .. أن قُبلَةَ يدكِ مفتاح النجاح. يا جدتي والعدو يتربص خلف الباب، يريد أن يغتال تضحية السنين.. يريد أن يسرق فرحتكِ كما سرقها أول مرةٍ، حين رقصت خنازيرهم في باحة الأقصى، وعلت مزاميرهم .. لكن صبركِ، إيمانكِ، حكاياتكِ، لم تترك له غير الخوف والنباح. كوفيتي ولثامي كأنهما هويتي، حيث الهوية أكبر من مجرد أوراق ثبوتية، وطريق الجامعة محفوفةً بالدبابات، وأبتسم تحت لثامي ساخراً حين أرى وجه الرعب في عيون جنودهم، كأنها ترقب الموت في كل حين. عمليةٌ استشهاديةٌ تُكبِرُ في ضجيج حزام ناسف، لفته أمٌ حول خصر ولدها هذا الصباح، أوصته أن يُقِر السلام إلى أخيه في جنة الخلدِ، وودعته بلا دمعٍ أو أنين. أشتاق إلى مقلاعي، وحجري، وثورة أهلي، وزاويتي التي كتبت فيها أول قصيدة حبٍ، نظمتها يدي قبل عشرين سنةٍ أو يزيد، في حبكِ يا فلسطين. مخرج .. ( تعلن شركة الطيران عن موعد إقلاع الطائرة رقم ... والمتجهة إلى باريس ، على السادة الركاب سرعة التوجه إلى البوابة رقم ... استعداداً للسفر، وشكراً ) يقف، يتنهد، وعيناه تتناوبان النظر بين البوابة المزعومة وباب المطار، يطيل الوقوف، يُلقي حقيبته على الأرض، يبتسم، تتسابق خطواته إلى باب المطار .. يغيب عن المشهد. . ع.ب | ||||||||||||
| |
|
11-07-18, 11:24 AM
| #2 | |||||||||||||
|
مشهد رائع احرف سلسة مخرج أليم دمت ودام ابداعك | |||||||||||||
| |
|
11-07-18, 07:00 PM
| #3 | |||||||||
 
| كثيرون هم الغرباء .. يــ صديقي من يرحلون عبر المطارات . لازل بهم نبض . هم احياء .. يركضون مع الشمس تراهم كــ النوارس . يسافرون من هجرةٍ إلى هجرة / غُرباء وطن .. سيعودون يوماً سينعمون بــ الدفء بين احضان أسرة وغُربــاء ذات .. عودتهم نادرة . / راق لي هذا التصوير وسرد المعاناة في المعنى دمت بخير وســـلام | |||||||||
| |
|
11-07-18, 07:09 PM
| #4 | ||||||||||||||
|
من أجل لقمة العيش يتكبدون عناء الغربة ، رائع جداً تصويرك للمشهد ، اندمجت معه كثيراً . أبدعت . | ||||||||||||||
| |
|
11-07-18, 08:31 PM
| #5 | ||||||||||
|
مشهد مُبدع وكأن حبرك عصارة حنظل ومرارة تجرّعتها في تخيل كل موقف من مواقفك المحبوكة بدقة متناهية أشاطرك القضية يا ابن دمي | ||||||||||
|
التعديل الأخير تم بواسطة سيشكين ; 11-07-18 الساعة 08:48 PM |
|
11-07-18, 08:38 PM
| #6 | ||||||||||||
   مَشَـآــآــآعِـر~شَـآــآــآعِـر
| ابدعت واجدت جعلتنا نعيش معك الجو اسأل الله ان يحرر فلسطين عاجلا غير اجل تحيه لك | ||||||||||||
| |
