منتديات مسك الغلا | al2la.com
 


موضوع مُغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-08-18, 08:04 PM   #1
سيشكين

الصورة الرمزية سيشكين

آخر زيارة »  03-04-20 (02:43 AM)
المكان »  أعيشُ في بطن أحجية قديمة
الهوايه »  أقرأ ملفات الأزمنة الغابرة.

 الأوسمة و جوائز

افتراضي قصة خلطبيطة (كاملة)



السلام عليكم أيها الرائعون
لقد ارتأيت أن أنشر الجزئين السابقين مع الجزء الأخير
حتي تكون القصة كلها في مكان واحد
لقد اختصرتها قدر المستطاع
لأن الفكرة علي الورق أطول من ذلك بكثيرر
حتي أبعادها مختلفة عما نشرته لكم

أتمني أن تنال رضا عقولكم النيرة
خلطبيطة قصة قصيرة
كتبها (ي_أ_المصري)
العضو (the lost soul)

السادسة والنصف صباحا، يدق جرس منبه غريب غير مألوف
يستيقظ علي غير عادته، فما استطاع أي منبه أن يقتلعه من سُباته قبل آذان الظهر،
يفتح عينيه بصعوبة، بالكاد يري من ضوء الغرفة
يحملق ميسرة وميمنة ثم يعاود الحملقة
ما هذا؟ يفرُك عينيهِ ويضرب جبهته بقوة يحثها علي التركيز
أين أنا؟ ما هذا الفراش؟ ما الذي جاء بي الي هنا؟
يدق باب الغرفة،
مَنْ؟ أنا عثمان يا دكتور ابراهيم (قال الخادم)
عثمان..! وابراهيم..! دكتور..؟ أين أنا؟
يستر جسده بشئ مما في الغرفة الفاخرة، ثم يفتح الباب ببطئ وترقّب
يدخل الخادم بعربة يدفعها أمامه محمّلة بأصناف غريبة من الطعام، فطورك يا دكتور
يا سيدي لستُ طبيبا واسمي كذلك ليس صحيحا
أنت مخطئ بالغرفة
هذا الفندق ليس به علامات علي أبواب الغُرف؟
الخادم : لقد تعبت يا دكتور
كل صباح تكرر هذه الحكاية
لا أعرف ما الذي جري لك..!

يا اخي افهم قلت لك انا لستُ دكتورا واسمي ليس ابراهيم، ماذا؟ اسمي..!؟ ماذا يكون اسمي؟
من أنا وكيف أتيت الي هنا؟

يشعر بالدوار ثم يجلسُ علي كرسي كان خلفه بعدما تقهقر بسبب الصدمة

انا لا أعرف من أكون!
همّ الخادم بالخروج فقال :
انتظر.. لا تخرج
قل لي أين أنا؟

انت في بيتك يا دكتور، في غرفتك، ماذا بك؟

ثم يخرج الخادم

بعد 15 دقيقة مرّت عليه كأنها لحظة واحدة، عقله يكاد ينفجر من الدهشة، يدق باب الغرفة
هيا يا دكتور، الحمّام جاهز

ومضت بعقله فكرة استطاع بعدها أن يتنفس الصعداء ويهدأ قليلا
حسنا.. سأفعل ما يقول لي هذا المجنون ثم أخرج الي الشارع وبعدها سأعرف أين أنا واذهب الي بيتي لأرتاح من هذا الكابوس
بيتي؟ هل عندي بيت؟ ماذا يحدث لي يا الله
كيف نسيت كل شئ؟

بعد نصف ساعة
يقف أمام المنزل، ينظر بدهشة لكل ما حوله
ما هذا المكان يا ربي! أين أنا؟


لحظات وتقف سيارة فارهة
ينزل السائق مسرعا، يفتح الباب الخلفي ثم يقول: تفضل يا دكتور
لقد تأخرنا، الدكتورة اسراء اتصلت أكثر من مرة، تقول هناك حالة تنتظرك بغرفة العمليات

غرفة العمليات؟
أي عمليات؟

صار يهذي طول الطريق ويحاول تذكر أي شئ من ماضيه المفقود.. أو كما يظن

يتوقف السائق أمام مبني كبير، تعلوه لافتة ضخمة مكتوب عليها" مستشفي الدكتور ابراهيم الكناني للولادة"

حالة من الرعب الشديد تسيطر علي كيانه المضطرب أصلا
أيّ كابوسٍ هذا ياربي؟
ارتفع بصرُه مرة أخري علي اللافتة
ابراهيم الكناني؟ طبيب الولادة.. هل يقصدونني أنا؟

ألن تنزل من السيارة يا دكتور؟ الدكتورة بانتظارك (السائق)

ترّجل من السيارة ببطئ
قدماه تثقلان مع كل خطوة للأمام، بدأ يشعر بالخدر في كلتا يديه

يا تري ما الذي ينتظرني في الداخل ياربي؟

لا لن أدخل
سأهرب.. نعم سأهرب
لكن الي أين؟

سأدخل.. علي الأقل هنا أحظي باسم وبمكان وربما يوجد بالداخل من يعرف حقيقتي ويريحني مما أنا فيه

تفضل يا دكتور
الي العمليات مباشرة، لا وقت لدينا، الحالة تعاني منذ نصف ساعة
ممّ تعاني؟

آلام الوضع، الم يخبرك عنها السيد ناجي حاكم المدينة.. انها ابنته..!

ماذا؟.. حسنا حسنا.. ما المطلوب مني؟
أوه أقصد لماذا تنتظروني؟
كيف لا تستطيعون التعامل مع المرضي من دوني؟

يا دكتور ابراهيم لقد حذرتنا بالأمس بأن لا نقترب من هذه الحالة لأنها ابنة صديقك حاكم المدينة .. لقد كررتها أكثر من مرة..!

أنا قلت ذلك؟.. أوه لقد نسيت
حسنا هيا بنا الي غرفة العمليات
احضري لي كل أطباء الولادة بالمستشفي
لماذا؟
أقول لك ليأتي الجميع الي غرفة العمليات

قامت احدي الممرضات بتعقيم يديه ومساعدته في ارتداء القفازات

وفي نفس اللحظة حضر آخر الأطباء الي الغرفة

يشعر بالارتباك والخوف الشديد بينما ينجح في المحافظة علي قدر من ملامح الغضب التي توحي برباطة الجأش..!

أعطوني سكين.. اووف مقص.. أووف أي شئ
أعطوني أي شئ

ثم نظر الي المريضة وهي في وضعية الاستعداد للوضع..!
شعر بحاجة للتقيؤ، نجح في الهروب منها
" أستغفر الله العظيم" (قالها في نفسه)

منذ متي وأنتِ تعملين معي يا دكتورة اسراء؟
4 سنوات ونصف
ممتاز
أيها السادة الأطباء
لقد جمعتكم اليوم لإجراء امتحان عملي.. أقصد محاضرة عملية.. ستقوم الدكتورة اسراء بالعمل أمامكم، راقبوها جيدا، واستمعوا لكلامها
لأنني بصراحة اشعر بألم في بطني منذ البارحة ولا أظنني سأستطيع المكوث بغرفة العمليات أكثر من ذلك

أمامي الي المكتب أيها الممرضة

دخل المكتب وقال للممرضة: لا احد يدخل مكتبي مهما كان
انصرفت الممرضة وسط دهشة متوارية

ظل يُحدّق الي مكتبه الفسيح، وجدرانه المُرصّعة بشهادات التقدير ورسالات الدكتوراه الممنوحة له من مختلف الجامعات المشهورة

ثم قال وهو يشعر بقدر من الارتياح: الحمد لله، لقد نجوت بأعجوبة

اتكئ علي كرسيه، وبينما هو علي هذا الحال
غلبه النوم فأسند رأسه بين كفيه وغفي في سبات عميق

استيقظ صارخا اثر عضة من فأرٍ حانِق
وجد من اصبع قدمه الصغير وجبة ثمينة قد تُنجي بدنَهُ من الهلاك


استيقظ صاحبنا متألما، أسفله فراش بالي متعفن
علي يساره ثلاثة أطفال ملقَون بجانبه كأنهم قتلي

وعلي يمينه امرأة منكوشة الشعر، ذات وجه يضُجُّ من رؤيته الغول

ينظر حوله في تلك الغرفة الضيقة المظلمة
ظنّ للحظة أنه نُسِيَ حيا وسط مقبرة جماعية

ثم استدار بناظرَيهِ الي المرأة مرة أخري
دني من وجهها فعرفها
انها زوجتي، وتلكم أبنائي
يا الله لك الحمدُ نجدتني
الحمد لله أنني استيقظتُ من هذا الكابوس

وما هي الا دقائق حتي تذكر مأساتَهُ الكبري
ومصيبته العظمي

انها آخرُ ليلة سيبيتها هو وعائلتهُ بهذه الغرفة

لقد أنذرهم صاحبها بالرحيل صباحا ان لم يدفع ايجار الشهر المُنصرم
ومعه ايجار الستة أشهر الفائتة

آه يا رب
ليتني ما استيقظت، ليتني أشرُدُ في غياهب الأحلام فلا أرجعُ منها أبدا

ماذا أفعل؟
أين أذهبُ يا الله

غلبته دمعةٌ حارة تسللت من مقلته وهو ينظرُ الي أطفالِه الثلاثة، ينظُر وقلبه يتلوّي ألماً

سامحوني (قالها باكيا)
سامحوني.. مُذ فارقتُم بطنِها وأنتم تفترشون الأرض وتلتحفون قسوة الزمان

أجهش بالبكاء والنحيب حتي أُغشي عليه

جاء الصُبح

استيقظت زوجَته فوجدَتهُ منكفئاً علي وجهه بأرض الغرفة

إدريس.. إدريس..
أفاق علي صوت كلماتها الجارحة

ضيعتنا يا عديم الجدوي.. سنموت من الجوع بسببك
لو أنك نافِعٌ في أي شئ ما طردوك


اهدئي اهدئي يا حبيبتي
لقد وجدْتُ حلا سيريحنا

سأقوم الي الشارع وآتيكم بالفطور قبل أن يستيقظ أحدٌ من أولادنا

خرج الي الشارع
وقف أمام إحدي محلات الجزارة التي يمتلكها ابنُ عمّه صاحب الغرفة، وضع يدهُ بمخبأته فما وجد فيها الا ثلاث جُنيهات ورقية

تسمّر مكانه مُدّة من الزمن ( الكاتب لا يجدُ لها مقياس)

ثم راح ببصرِه الي المحل المجاور

صيدلية الرحمة البيطرية

من فضلك أيها الدكتور
لدينا فأر مُخرّب، قضمَ إصبعي هذا الصباح،
أحتاج الي أقوي سُم عندك للتخلّص من أذيته

وأيضا راعِنا في ثمن السّم أثابك الله، فلا أملُك الا هذه، وأعطاه الثلاث

رجع مُسرعا الي الثّكلي وأطفالها

قال فور دخوله: لقد ذهبتُ لحكيم القرية
وأعطاني دواءً سحريا

سيذهبُ به همُنا وسنبرأُ من كل الأمراض التي ألمّت بنا
سأعلمك كيف نتداوي به

أفرَغ ما معهُ بزجاجة ماء، ثم شرب نصفُها
قالت ويحُك.. شربت نصف الدواء لك وحدك، وتركت النصف لي وللثلاثة أبناء (قالتها مستهجنة)

قال : كُلٌّ بحسب عِلَّته، لا تقلقي يا رفيقتي يكفيكم القليل
هيا ايقظي أبناءك، وتقاسموا الدواء
ثم أرقدو بجانبي ها هُنا بسلام.

أخيرا انتهي الكابوس


 


قديم 11-08-18, 10:18 PM   #2
جميلة الشرق

الصورة الرمزية جميلة الشرق

آخر زيارة »  01-22-24 (11:23 PM)
الهوايه »  الرسم وعزف الموسيقا وكتابة الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي




الكابوس هو الواقع
لكن ما دار في خياله وهو نائم لم يكن كابوسا
رغم النهاية المأسوية إلا أن قلمك ناطق بالإبداع
وعجبنى الإنتقال من الحلم الى الاستيقاظ
ولكن كان من الافضل ان يكون هناك ربط اقوى
بين الحلم والحقيقة وسبب هذا الحلم تحديدا


 


قديم 11-08-18, 10:50 PM   #3
سيشكين

الصورة الرمزية سيشكين

آخر زيارة »  03-04-20 (02:43 AM)
المكان »  أعيشُ في بطن أحجية قديمة
الهوايه »  أقرأ ملفات الأزمنة الغابرة.

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جميلة الشرق مشاهدة المشاركة

الكابوس هو الواقع
هذه هي الفكرة الرئيسية أحسنت

لكن ما دار في خياله وهو نائم لم يكن كابوسا
رغم النهاية المأسوية إلا أن قلمك ناطق بالإبداع
وعجبنى الإنتقال من الحلم الى الاستيقاظ

أشكرك بشدة

ولكن كان من الافضل ان يكون هناك ربط اقوى
معذرة.. لم يكن لدي أي وقت كاف للتنقيح والمراجعة
أي نص يحتاج أن يأخذ وقته الكافي حتي يخرج للنور
لكنني استعجلت وكنت أنتهي من الكتابة وأنشر مباشرة
الأفكار موجودة لدي مسبقا.. كنت فقط أكتب الفكرة


بين الحلم والحقيقة وسبب هذا الحلم تحديدا

اعتبري أن سبب هذا الحلم الجميل
الحالة اليائسة البائسة التي نام عليها
لا طعام ولا شراب ولا عمل وتفصل فقط الليلة الأخيرة بينه وبين العراء

أشكر لكِ حسن المتابعة


 


قديم 11-08-18, 11:04 PM   #4
شَغَف

الصورة الرمزية شَغَف

آخر زيارة »  06-03-23 (08:02 PM)
الهوايه »  الكتابه&القراءة
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



النهاية مؤلمة جداً ،
ذكرتني بحدث گ هذا كان قد حدث بالفعل في إحدى المحافظات لدينا ،
صدمة لا تُجاريها أُخرى ،
تباً للفقر وما يرتكبه ببني البشر .

دامَ نبض قلمك.


 


قديم 11-08-18, 11:21 PM   #5
مرجانة

الصورة الرمزية مرجانة
~ رونق التوليب ~

آخر زيارة »  اليوم (01:41 AM)
المكان »  في ثنايا أحرفي
الهوايه »  قراءةُ النثرِ ، و كتابتُه .
اللهُمَّ برَحمَتِكَ .. أعِنّا .
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



محبطة كانت هذه النهاية ..

ليتكَ سردتها تماماً كالفكرة التي في رأسك فأنا أحب التفاصيل
أيضاً ستكون الصورة متكاملة حقاً


سرد جميل و رائع و أسلوب جذاب من البداية حتى النهاية
سلمت
بانتظار جديدك

دمت بخير


 


قديم 11-08-18, 11:30 PM   #6
أعد النجوم

الصورة الرمزية أعد النجوم
مَشَـآــآــآعِـر~شَـآــآــآعِـر

آخر زيارة »  اليوم (05:04 AM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



ابدعت اخي


قصة لم اكن اتوقع نهايتها


لك التحيه والسلام


 


موضوع مُغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are معطلة
Pingbacks are معطلة
Refbacks are معطلة



| أصدقاء منتدى مسك الغلا |


الساعة الآن 05:21 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
بدعم من : المرحبي . كوم | Developed by : Marhabi SeoV2
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا