منتديات مسك الغلا | al2la.com
 


من تاريخ هذا اليوم أي إساءه مهما كان نوعها أو شكلها أو لونها تصدر علناً من عضو بحق عضو أو مراقب أو إداري أو حتى المنتدى سيتم الإيقاف عليها مباشره وبدون تفاهم :: قرار هام ::

موضوع مُغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-25-19, 02:09 PM   #175
محمد نعناع

الصورة الرمزية محمد نعناع

آخر زيارة »  01-27-24 (08:29 AM)
الهوايه »  القراءة والكتابة - التاريخ والسياسة والأدب وعلم الاجتماع والنفس والفلسفة - الشطرنج

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



الحلقة 42

توقفت العربة عند قيادة موقع حلب في الجميلية لتوقيع بعض الاوراق والعربة قد كان لها بابا خلفيا ومكانا يجلس فيه الحرس لحراسة المساجين وكان هذا الباب قد فتحه الحرس لكي يحدثنا نحن الاسرى ، فكان يسأل ونحن نجيبه ، وفي هذا الوقت بالذات كان هناك اطفالا يغادرون مدارسهم وكانوا قد تجمعوا حول العربة يستهزؤن بنا ويضحكون علينا ، ورمى احد الاطفال بقطعة من "العلكة" وقال : "خدوها تسلوا فيها في السجن" وقال طفل آخر وهو يضحك : "هيه .. هيه .. هلأ بدون ياخدوكن ويقتلوكن"
إن هؤلاء الملائكة الاطفال لايعرفون من نحن
كم قاسيت في هذه اللحظة ، وفي هذا الموقف بالذات ضحكت وشعرت بالدموع تنساب على خدي وتتساقط كمطر الربيع لايمنعها شيئ عن التوقف
لقد كنت أبكي وأضحك في نفس الوقت
ياالله .. ماهذا ..؟
اخيرا" ولأول مرة في سورية أستطيع أن أكحل عيناي بالدموع
لقد كانوا قد خذلوني في أكثر من مكان
لقد كنت محروما" حتى من البكاء
اخيرا" رأيت الناس تمشي في الشوارع وهؤلاء الاطفال ماأجملهم وماأجمل ابتساماتهم وماأقدس برائتهم
انني كنت محروما" من أبسط حقوق الانسان الحياتية
لقد كنت محروما من البكاء
لقد كنت محروما" من أن أرى الناس
لقد كنت محروما" من رؤية الشوارع
وحتى في بعض الاحيان كنت محروما" من أن "أبول"
ياالله .. ماهذا .. ؟
هاهي حقوقي الانسانية قد عادت الي
فها انا أبكي بكل حرية وبدون قيود من أي سلطة تمنعني عن ذلك
إن حقوق الانسان الحياتية مثلها مثل الارض المحتلة لاتؤخذ الا بالقوة ، وليس بالدعاء او التمني
انما بالعمل ..؟
انتهوا من التوقيع والامضاء في قيادة ذلك الموقع وانطلقت بنا العربة مرة اخرى الى شعبة التجنيد .

يتبع ..


 


قديم 01-25-19, 02:21 PM   #176
محمد نعناع

الصورة الرمزية محمد نعناع

آخر زيارة »  01-27-24 (08:29 AM)
الهوايه »  القراءة والكتابة - التاريخ والسياسة والأدب وعلم الاجتماع والنفس والفلسفة - الشطرنج

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



الحلقة 43

جب القبة :
دخلت الى شعبة التجنيد برفقة "مساعد الشرطة العسكرية" وكانت مزدحمة بالمراجعين , فقال "المساعد" للموظف المسؤول وهو يشير الي : هذا كان اسير حرب لدى اسرائيل فأرجوا منك أن لاتأخره باجراء تسليمه "دفتر خدمة العلم" ، فوقف الموظف مرحبا" ومؤهلا" وأجلسني على مقعد بجانبه وقال لي : انتظر لحظات قليلة وانهي عملك ،
هنا صافحني المساعد مودعا" وقال : "هون انتهت مهمتي , يالله السلام وعليكم" وذهب في حال سبيله ، وأما الموظف فقد أحضر لي كوبا" من الشاي وأضافني "سيكارة" وهو يتساءل ويسأل ، ويتعجب عندما كنت أجيبه على أسئلته
اخيرا" ، سلمني دفتر خدمة العلم وقال لي : خلصت شغلتك , بس استنى هلأ أنا بوصلك بسيارتي لعند أهلك بس يخلص الدوام" ، فقلت له : لا , أريد أن أذهب الآن , وشكرته وودعته وانصرفت الى حال سبيلي حرا" طليقا" لأول مرة في سورية ، ومن يملك ارادة الحرية يحرر العالم

يادامي العينين والكفين ان الليل زائل
لاغرفة التوقيف باقية ولا زرد السلاسل
نيرون مات , ولم تمت روما بعينها تقاتل
وحبوب سنبلة تجف ستملأ الوادي سنابل

يتبع ..


 


قديم 01-26-19, 11:47 AM   #177
أعد النجوم

الصورة الرمزية أعد النجوم
مَشَـآــآــآعِـر~شَـآــآــآعِـر

آخر زيارة »  اليوم (04:44 AM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



الله اكبر
قرب الفرج

في انتظار البقيه


 


قديم 01-27-19, 02:31 PM   #178
محمد نعناع

الصورة الرمزية محمد نعناع

آخر زيارة »  01-27-24 (08:29 AM)
الهوايه »  القراءة والكتابة - التاريخ والسياسة والأدب وعلم الاجتماع والنفس والفلسفة - الشطرنج

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أعد النجوم مشاهدة المشاركة
الله اكبر
قرب الفرج

في انتظار البقيه

نعم ..
لقد اقترب الفرج

إحترامي وتقديري
دمت بود وسلام وأمان



 


قديم 01-27-19, 02:35 PM   #179
محمد نعناع

الصورة الرمزية محمد نعناع

آخر زيارة »  01-27-24 (08:29 AM)
الهوايه »  القراءة والكتابة - التاريخ والسياسة والأدب وعلم الاجتماع والنفس والفلسفة - الشطرنج

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



الحلقة 44

كنت قد نمت ثلاثة ليالي في مقرات الشرطة العسكرية من اجل استلام هذا الدفتر اللعين ، ألا أستطيع أن أستلم هذا الدفتر بدون هذا السجن ..!؟
ان الشعبة التي دخلتها برفقة أحد حراس الشرطة العسكرية هي شعبة جبل سمعان في مدينة حلب "جب القبة" وهذه المنطقة كنت لاأعرفها سابقا" مع العلم أنني قد ولدت وأعيش في حلب .

خرجت من شعبة التجنيد حرا طليقا" ، هائما" على وجهي ، لاأعرف أين أنا ، ولا إلى أي جهة أذهب ، فقد كان منظري مروعا" , فثيابي مهلهلة ومتسخة وممزقة من الركبتين والمؤخرة من الطرفين ، وكان رأسي محلوق الشعر وأما ذقني فهي طويلة بعض الشيئ وأما وجهي ويداي فهم سوداوان من الأوساخ
فهذا هو حالي عندما خرجت من شعبة التجنيد في "جب القبة" في حلب ، في سورية ، حرا" طليقا" .
وأما حالي عندما خرجت من "معتقل اسرائيل" فكان العكس من ذلك , فقد جاء الاسرائيليين بألبسة جديدة , لبسناها بعد أن تحممنا يالمياه الساخنة ، وخرجنا طلقاء وأحرارا" .

جلست على أحد الارصفة في أحد الشوارع الرئيسية في "جب القبة" متفكرا" بحالي وهيئتي تدل على مدى تعاستي وكل من يراني على هذا الحال يحسبني متسولا" ، جلست طويلا" أقارن بين معتقل اسرائيل وبين معتقل بلادي ،وكم كنت أتعذب من ذلك التفكير ومن تلك المقارنه .. وأحسست بأن الناس يتغامزون علي وأنا أجلس على ذلك الرصيف , فقررت أن أتحرك من مكاني .

يتبع ..


 


قديم 01-27-19, 02:41 PM   #180
محمد نعناع

الصورة الرمزية محمد نعناع

آخر زيارة »  01-27-24 (08:29 AM)
الهوايه »  القراءة والكتابة - التاريخ والسياسة والأدب وعلم الاجتماع والنفس والفلسفة - الشطرنج

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



الحلقة 45

وبكى .. السائق :

أوقفت "سيارة اجرة" وصعدت اليها وعندما نظر السائق الى هيئتي حسبني متسولا" فأراد أن ينزلني من السيارة , فقلت له : أنا لست متسولا" وقصتي طويلة ورجوته أن ينطلق وأفهمته بأنني أمتلك المال ، عندها انطلق السائق متمتما" واضعا" يده على انفه ليمنع تلك الروائح العفنة التي تنطلق مني أن تصل اليه فقال : الى أين تريد الذهاب , فقلت له : الى البلد ، فقد كنت أريد أن أشتري ألبسة لكي ألبسها عوض الثياب المتسخة والممزقة ، فليس من المنطق أن أذهب الى اهلي بتلك الثياب العفنة .. تجاذبنا اطراف الحديث أنا والسائق , فسألني : من أين أنت ، فاني أرى لهجتك غريبة ..!؟ فقلت له : أنا من حلب ولكن كنت اسيرا" لدى اسرائيل واليوم قد اطلقوا سراحي وها أنا بين يديك وأنت أول انسان في حلب يعرف ذلك ، وكنت أقصد بأنه اول انسان يعرف بأني "اسير" وأنا حرا" طليقا" ، فقال لي : "اهلك بيعرفوا انوا انتا هلأ في حلب" فقلت له : لا , فان أهلي لم آراهم منذ عامين واليوم سوف أذهب اليهم ، فبكى ذلك السائق وأبكاني معه .
يارباه .. ان هذا السائق قد بكى على هذا المتسول الحقير الذي أمامه .. فمسح دموعه وقال : أأنت مشتاق لأهلك , فتأوهت والدموع قد اغرورقت في عيناي قائلا" : "حتى أحجار حلب قد أشتقت اليها" , فرد علي قائلا" : سوف أريك بعض الاماكن التي تغيرت في حلب خلال العامين الماضيين ، فأخذني الى جانب الحديقة العامة وآراني مجرى نهر قويق المسقوف والمجمل بالورود وبعد ذلك طلبت منه أن "يوصلني إلى البلد" وأقصد هنا بالبلد ، مركز المدينة ، فعندما وصلنا الى المكان الذي أريده أخرجت بعض النقود لأعطيه فلم يقبل أن يأخذ مني , وكررت المحاولة ولكنه كان قد أقسم بأن لا يأخذ مني أي قرش , فشكرته وترجلت من السيارة ، وذهب في حال سبيله ، وأما انا فتوجهت الى احدى "المحلات الرياضية" فاشتريت ألبسة رياضية , وقلعت جميع ملابسي الممزقة التي البسها ووضعتها في حقيبة كانت معي ولبست الالبسة التي اشتريتها ، ونظرت الى المرآة التي أمامي وقلت لنفسي : قبل قليل كنت شابا" متسولا" وأما الان أصبحت شابا" رياضيا" ، وآه من هذه الالبسة فكم تغير من شكل الانسان ، ونحن العرب كم نحترم المظاهر ولا نحترم الانسان .. !!!

يتبع ..


 


موضوع مُغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are معطلة
Pingbacks are معطلة
Refbacks are معطلة



| أصدقاء منتدى مسك الغلا |


الساعة الآن 05:38 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
بدعم من : المرحبي . كوم | Developed by : Marhabi SeoV2
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا